بعد جدار السعودية جدار على الحدود السورية لعزل العراق عن محيطه العربي
الجمل: بعد غزو واحتلال العراق، أصبح المخطط الأمريكي يسعى باتجاه المضي قدماً باتجاه عزل العراق بشكل نهائي عن العالم العربي، وذلك بالشروع في تحويله لسجن كبير أو أبو غريب كبير، يقبع داخل جدرانه 25 مليون عراقي بالتمام والكمال.
التفاصيل الجديدة تقول الآتي:
- بناء جدار عازل تقوم بتشييده (بتوجيه أمريكي) المملكة العربية السعودية، على طول حدودها مع العراق.
- بناء جدار عازل، على طول خط الحدود العراقية مع سوريا، (وبالطبع فإن هذا الجدار سوف تتحمل نفقات تشييده أمريكا، وليست سوريا).
الأسوار العازلة، برعت في بنائها الأمبراطوريات القديمة، وذلك لحماية الكيانات التي تسيطر عليها، وقد حاولت إسرائيل بناء جدار عازل لحماية امبراطوريتها.
والآن تقول الأخبار بأن البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قد كلفت فريقاً بإعداد الدراسات التفصيلية المتعلقة ببناء جدار على طول الحدود العراقية- السورية، البالغ طولها 600 كيلومتر.
تفاصيل المشروع تشير إلى أن هذا الجدار سوف يكون مزوداً بأبراج المراقبة، والكاميرات الالكترونية، والرقابة الليزرية، وغير ذلك من الوسائط التي تجعل من الحركة العابرة للحدود أمراً مستحيلاً.
تقوم السفارة الأمريكية، حالياً، بوضع اللمسات الأخيرة لطرح مشروع لبناء الجدار في مناقصة للشركات الأمريكية والأوروبية، وعلى الأغلب أن تتسلل الشركات الإسرائيلية (تحت غطاء أوروبي- أمريكي) وتقدم خبراتها، خاصة وأنها باشرت العمل في بناء الجدار العازل الإسرائيلي الشبيه بهذا المشروع.
تدعي الإدارة الأمريكية بأن الهدف من إقامة الجدار هو منع تسلل الإرهابيين من سوريا إلى داخل العراق، وإيقاف حركة التهريب، ولكن الأهداف الحقيقية غير المعلنة تتمثل في الآتي:
- السيطرة على الشعب العربي العراقي، وعزله تماماً عن بقية الشعب العربي، تمهيداً لتغريبه ونفي هويته القومية.
- جعل الشعب العراقي يعتمد في صادراته ووارداته على إسرائيل وذلك لأن السبيل الوحيد الذي سوف يكون متاحاً أمام تدفقات حركة السلع والخدمات من وإلى العراق، سوف يكون حصراً هو إسرائيل (عبر الأردن والذي سوف يعمل كممر لحركة الترانزيت الإسرائيلية- العراقية.
- توفير الحماية لخط أنابيب نقل النفط العراقي والخليجي إلى ميناء (روتردام الجديدة) في إسرائيل وفقاً لمخطط عملية (شيخينا)، وذلك على النحو الذي يفرض واقعاً جيوبوليتكياً جديداً على النفط العربي العراقي والخليجي، يتمثل في إجراء معاملات حركة الشحن البحري، والمعاملات المالية حصراً عبر إسرائيل، (سوف يتم إعدادها لاحقاً)، تلزم الأطراف العربية بالتعامل التجاري مع إسرائيل، مقابل تكرمها بتقديم (خدماتها الجليلة) التي تساعد في نقل وتسويق النفط العربي، وذلك على النحو الذي يلزم هذه الأطراف العربية بدفع مبالغ طائلة لإسرائيل مقابل (سماحها لهم) بنقل النفط عبر أراضيها.
- توفير الحماية الأولية المبكرة، وذلك على أساس أن هذا الجدار سوف يشكل خط الدفاع الأول للقوات الأمريكية والتي سوف يتم توزيعها ضمن أربعة قواعد عسكرية رئيسة داخل العراق، بواقع قاعدة على كل جانب من حدود العراق مع: سوريا، إيران، السعودية، والأردن، وهي قواعد يتوقع الأمريكيون والإسرائيليون أن لا يتم سحبها، حتى نفاذ آخر قطرة من النفط العراقي.
الحدود العراقية- الإيرانية، لا يسعى الأمريكيون والإسرائيليون، لبناء جدار عازل بينها، وذلك لأن النفط العراقي لا يمكن تمريره عبر إيران، إضافة إلى أن إيران نفسها سوف تكون هدفاً لأمريكا وإسرائيل، إن لم يكن الآن، فعلى الأقل في المستقبل القريب، كذلك لا تشكل إيران امتداداً قومياً عربياً للعراق على أساس الاعتبارات الثقافية، أو حتى امتداداً قبلياً على أساس الاعتبارات الاثنية والاجتماعية.
هذا وتكلفة إنشاء وبناء الجدار لم يتم تحديدها حتى الآن, وبرغم أن أمريكا سوف تقوم بتمويلها، إلا أنها بالطبع سوف تقوم بعملية استرداد تكاليفها أضعافاً مضاعفة خصماً من عائدات النفط العراقي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد