الخطة B: ثلاثة سيناريوهات أمريكية- إسرائيلية لمهاجمة إيران
الجمل: الخطة(A) الإسرائيلية- الأمريكية، كانت تهدف إلى استخدام العدوان الإسرائيلي الأخير ضد لبنان باعتباره حافة الهاوية.. لحرب أخرى واسعة النطاق، وكانت الخطوة الثانية، أو المرحلة الثانية في سيناريو توسيع نطاق الحرب تقوم على فرضية وأطروحة أن تدخل سورية إلى جانب حزب الله سوف يقدم لإسرائيل الحجة والذريعة لكي تشن الموجة الثانية من عدوانها ضد سوريا، ثم تبدأ المرحلة الثالثة في سيناريو توسيع الحرب، والتي تقوم على فرضية وأطروحة مشابهة تتمثل في استدراج إيران للحرب باعتبارها حليف سوريا الرئيس.. وعند لحظة استدراج إيران للحرب، يأخذ التدخل العدواني العسكري الأمريكي طابعاً علنياً.. وذلك على أساس اعتبارات أن إيران تدخلت في الحرب لمساعدة سوريا وحزب الله، وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل لمساعدة إسرائيل.
بدا واضحاً من الأسبوع الثاني للحرب، أن سوريا لن تتدخل، وبالتالي فإن استدراجها لدائرة الحرب هو أمر غير ممكن، ولكن حاول الإسرائيليون ذلك بطريقة أخرى، وذلك عن طريق استهداف الأبرياء والمدنيين والمنشآت المدنية اللبنانية، والتحرش بالنقاط الحدودية السورية لأكثر من مرة، إضافة إلى قتل العمال السوريين، وأيضاً لم ينجح ذلك في استدراج سورية.
في الأسبوعين الرابع والخامس بدا واضحاً للإسرائيليين والأمريكيين أن سوريا لن تتدخل، ولن تقدم لهم أي ذريعة يستطيعون استخدامها كمبرر لشن الحرب ضد سوريا، وفي الأسبوع الأخير كان رأي المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية أن الحرب يمكن فرضها على أساس اعتبارات الأمر الواقع، وطالبوا بالبدء فوراً بالمشروع في المرحلة الثانية، وشن الحرب العدوانية ضد سوريا، حتى لو لم تقدم لهم الذريعة، وبعد نقاش وحوار طويل، استقر رأي الأغلبية في تل أبيب وواشنطن على أن شن الحرب ضد سوريا بهذه الطريقة، سوف لن يوفر لأمريكا الذريعة المقبولة التي تبرر بها تدخلها العلني لجانب إسرائيل، إضافة إلى أن توسيع الحرب بهذه الطريقة سوف يؤلب الرأي العام الأمريكي والعالمي ضد إسرائيل وأمريكا.
وخلال الأسبوع الخامس من الحرب، اقتنع الإسرائيلون والأمريكيون أن الخطة (A) قد فشلت، وبالتالي يتوجب اللجوء إلى الخطة البديلة (B).
إذاً، ما هي الخطة (B):
يدور الهمس في الإدارة الأمريكية، والحكومة الإسرائيلية عن التقييم النهائي لثلاثة سيناريوهات:
• سيناريو العدوان الثنائي المشترك: وذلك بأن تقوم أمريكا وإسرائيل بتوجيه ضربة مشتركة ضد إيران، وهذا السيناريو تؤيده إسرائيل بشدّة، ولكن الإدارة الأمريكية تتخوف من تداعياته، على مصالحها في الشرق الأوسط والشرق الأدنى، لأن اشتراكها في عمل عدواني حربي علني مع إسرائيل سوف يؤدي إلى إفقادها حلفاءها في المنطقة.
• سيناريو العدوان الأمريكي المنفرد: ويتطلب القيام به فترة طويلة نسبياً، وذلك لأن الرأي العام الأمريكي والعالمي يتابع حالياً ملف مفاوضات الاتحاد الأوروبي، وعملية إدارة الأزمة بوساطة مجلس الأمن، وإذا أرادت الإدارة الأمريكية اللجوء إلى ضرب إيران، فإن عليها خلق الذرائع والمبررات القوية أمام الرأي العام، أي البحث عن ذريعة تضليلية، على غرار (أسلحة الدمار الشامل العراقية)، ويعتقد الكثيرون أن مفعول هذه الذريعة التضليلية لن يكون جيداً، وذلك لأن الأمريكيين أصبحوا أقل ثقة في ادعاءات ومزاعم الإدارة الأمريكية، بعد أن افتضح أمر ذريعة أسلحة الدمار الشامل العراقية.. وبالتالي إذا أرادت الإدارة الأمريكية خوض المغامرة فبإمكانها أن تقوم بتوجيه ضربة مفاجئة ضد إيران، وعليها أن تتحمل تداعيات ذلك، وأن تنتظر الإدارة الأمريكية عملية إعداد الرأي العام الأمريكي وتعبئته لتأييد العمل العسكري ضد إيران، وهو أمر يتطلب فترة طويلة، يصعب على الرئيس بوش انتظارها، لأن انتخابات الكونغرس تبقى لها حوالي 40 يوماً فقط.
• سيناريو العدوان الإسرائيلي المنفرد: ويتمثل في ان تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران، تحت ذريعة أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وبأن رئيسها دعا إلى تدمير إسرائيل.. وهذا السيناريو يواجه حالياً تجاذبات بين الإسرائيليين والأمريكيين، فالإسرائيليين يتخوفون كثيراً من عواقبه الوخيمة المحتملة، لأن إسرائيل ستكون منفردة لوحدها في مواجهة العقاب والقصاص الإيراني، وهي لا تعرف من أين ستأتيها الضربة الثانية إذا قامت بالمبادرة وتوجيه الضربة الأولى، وحتى الآن يختلف الإسرائيليون حول: هل الضربة الثانية سوف تأتي من داخل إيران، وبالتالي يمكن اعتراضها، أم سوف تأتي من داخل الأراضي اللبنانية، وبالتالي يصعب اعتراضها.. أم سوف تأتي من مكان آخر، كأن تنطلق من ظهر سفينة إيرانية مبحرة على مياه المتوسط.. أما الأمريكيون، فيعملون حالياً على تشجيع الإسرائيليين من أجل القيام بهذه الضربة، ويؤكدون لهم أن أمريكا سوف تكون إلى جانبهم لحظة الحسم وأكثر جاهزية لدعمهم.
ويرى المحللون أن الأمريكيين يريدون من ذلك تحقيق هدفين، في حالة قيام إسرائيل بالضربة، فإن إدارة بوش سوف تستفيد من مزايا ذلك، وفي نفس الوقت سوف تواجه إسرائيل العواقب وحدها، وسوف تظهر أمريكا في مظهر المحايد الذي يعمل على التهدئة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد