«الفايس بوك» السوري يصرخ: لا للطائفية لا للتخريب
«سوريا طائفتي».. صوت تلتقي عنده أصوات شباب «الفايس بوك» السوري. صوت يريد أن لا تكون حدود المدى عنده حدود طائفته، وإنما حدود تتسع لعشرين مليون سوري، يتوحّدون وسطها، مؤيدين ومعارضين، في دين واحد هو سوريا.. تحت علم واحد.. علم سوريا.
الاحتجاجات ضد الصرخات الطائفية، كانت قد تعالت في الفترة الأخيرة مع تزايد بعض الدعوات والتعليقات التحريضية، وقد بلغت ذروتها أمس الأول في مدينة اللاذقية السورية بعد انتشار أخبار عن مجهولين يروعون الناس ويثيرون نعرات طائفية تحريضية. وهي أخبار قوبلت بسيل من التعليقات من داخل المدينة لتوضيح ما يحدث، وأخرى من داخل المدينة وخارجها تدعو لدرء الفتنة والتوحد ضد من يريد أن يؤجج نار التعصب الطائفي، في مجتمع لم يُعرف سوى بانتمائه السوري العريض.
من هنا، كتبت الروائية سمر يزبك في صفحتها: «الأصدقاء في جبلة واللاذقية من كتاب ومثقفين، أرجو منكم الانضمام لحركة الشيوخ السنة والعلويين وبعض الأعيان من العائلات، والشخصيات الاعتبارية، من كلتا الطائفتين التي تتحرك وتنزل إلى الشارع في المدينتين، لوقف الفتنة التي يقوم بها الزعران، ولينضموا إلى جهودهم بخلق الوئام بين الناس، من يريد الإنضمام منكم، ليرسل لي عبر «الفايس بوك». سأكون بين جبلة واللاذقية. لا للعنف، لا للطائفية، تحيا سوريا حرة موحّدة..».
وكان الكاتب فادي قوشقجي قد كتب في صفحته نقلاً عن أصدقائه في اللاذقية: «أخبار اللاذقية متنوعة جداً... وهذا أجملها (وآمل أنه أصدقها): شباب رائعون يتصدون للشائعات ويعملون بكل طاقتهم (وأكثر) على أهم قيمة وطنية وإنسانية: المحبة».
ووجهت مساء أمس الأول دعوة تحت عنوان «وقفة شباب ضد الطائفية وضد التخريب» من قبل الزميل علي وجيه، تضمّنت: «البلد بلدنا واللاذقية للكل». و«ضد الدعوات الطائفية وضد التخريب وضد ترويع الناس والأهالي والعائلات». ندعو « شبان وبنات من كل الطوائف والأديان ليقولوا: «لا للطائفية... لا للتخريب»، مع ملاحظة أن «الوقفة غير مسيسة بأي شكل من الأشكال».
وفي مجموعة مفتوحة حملت اسم «الوطن والمواطنة»، أخذ أعضاؤها على عاتقهم الوقوف على مسافة من الأحداث، والتسلح بالحكمة والتروي والتحليل الهادئ واللغة الواعية. يكتب السيناريست فؤاد حميرة تعليقاً في صفحة المجموعة، تحت عنوان « شكراً يا شهداء درعا»، يدعو فيه الى إشعال شمعة على أرواح شهداء الأحداث الأخيرة في درعا وعدد من المدن السورية، داعياً الى احترام وطنية الجميع، مشيراً إلى أنه على الأصوات المعارضة أن تقول صراحة: «لا للطائفية». وكان عدد تعليقات ضمن المجموعة نفسها قد دعت الى التوحد ومواجهة التحريض الطائفي.
وفي مجموعة مفتوحة ثانية حملت اسم «كلنا سوريون.. لن تفرقنا الطائفية»، كتب أعضاؤها: «أنشأنا هذه المجموعة لنعبر عن حبنا لسوريا ولانتمائنا النهائي لها، ولنواجه أية محاولة الآن أو في المستقبل للعب على هذا الوتر أو تصويرنا كطوائف متصارعة. ندعو كل السوريين للانضمام لنجمع عشرين مليون سوري لا طائفيين..».
هذه الصرخات ضد الطائفية هي مجرد نماذج للسان حال السوريين اليوم. فهم يميزون بين مطالب محقة لهم، وبين مطالب تهدّد عيشهم المشترك الجميل، الذي سكب تنوّعهم الديني والطائفي في بوتقة واحدة، ليصير الجميع فيها من طائفة واحدة هي سوريا.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد