تلفزة المعلومة والانتقال من التأويل إلى اليقين

12-08-2010

تلفزة المعلومة والانتقال من التأويل إلى اليقين

نصرالله خلال المؤتمر الصحافي الأخيربعيداَ عما رآه المحللون السياسيون في المؤتمر الصحافي الذي عقده السيد حسن نصر الله منذ أيام، تثير طريقة عرض الصور الجوية والمعلومات والدلالات والأدلة التي قدمها حزب الله مسألة جدوى تلفزة المعلومة بالصوت والصورة في المؤتمرات الصحافية والخطابات السياسية، وما يمكن أن تتركه من وقع على قلب المشاهد. وأبعد من ذلك، رفع مستوى التعليق السياسي في غالبه من حيز التأويل إلى حيز اليقين. وعلى أهمية ما سبق يبقى التأثير الأكبر لتلفزة المعلومة، صوتاً وصورة، في تكوين قناعات فردية عند المشاهد يشكلها العقل بناء على ما رأته العين دون أن يبدو مهماً ما الذي يقوله التعليق السياسي. فالمشاهد هنا، مع إعادة ترتيب المعلومات في سياق تفكير منطقي، ينصّب نفسه محللاً سياسياَ، ويصدر أحكامه بمنطق العقل - عقله.
ترتيب المعلومات في سياق تفكير منطقي مبسط يخاطب المشاهد ويلغي فيه سطوة التحليل السياسي عليه، كان ألف باء المنهج الذي عمل عليه معدو المؤتمر الصحافي، فقدموا معلوماتهم بمنهجية مدعّمة بالصوت والصورة على مسافة زمنية قاربت السبع عشرة سنة. وقد نجح نصر الله في دفع المشاهد نحو محاكمة عقلية فردية. فالحديث عن العميل أحمد نصر الله، والتقاط تفاصيل بعينها من المهام التي أداها العملاء، وتتبع صور جوية لعمليات استطلاع سبقت عمليات إسرائيلية في لبنان، كانت كفيلة وحدها بأن يصل المشاهد إلى القناعة بأن «لإسرائيل الدافع الواضح والقدرة الأكبر على ارتكاب الجريمة».
وفق تلك الرؤية تبدو تلفزة المعلومة، بالصوت والصورة، كما لو أنها تعلن النهاية الحتمية. ذلك لأن ما تحمله الصورة، إذا ما تم التأكد من صحتها، هو يقين المشاهد بعينه، وربما لذلك قيل ان وسائل الإعلام الإسرائيلية توقفت عن بث المؤتمر مع بدء ظهور صور طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، لعلها تركت التأثير ذاته الذي تركته صور البارجة الإسرائيلية وهي تحترق.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...