بولندا تسلّم برلين عميــل المـوســاد

05-07-2010

بولندا تسلّم برلين عميــل المـوســاد

فشلت كما يبدو كل الألاعيب القانونية والسياسية التي مارستها السلطات الإسرائيلية للحيلولة دون تسليم مسؤول الإمداد للموساد في أوروبا، المعتقل في بولندا باسم أوري برودسكي الى ألمانيا. ومن المقرر أن تأمر اليوم المحكمة البولندية بتسليم برودسكي للسلطات الألمانية التي لاحقته بتهمة المشاركة في استصدار جواز سفر ألماني عن طريق الخداع لعميل موساد آخر باسم ميخائيل بودنهايمر شارك في اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني الماضي.
وكانت السلطات الإسرائيلية التي تقيم علاقات سياسية وأمنية جيدة مع كل من ألمانيا وبولندا قد حاولت بكل السبل حل مسألة اعتقال برودسكي بعيدا عن الأنظار. ولم تفلح كل هذه المحاولات خصوصا بعد نشر نبأ الاعتقال، الأمر الذي زاد الوضع تعقيدا. وانتقلت المساعي الإسرائيلية إلى الجانب القانوني ومحاولات التملص من القضية بأساليب إجرائية وألاعيب قضائية. ويمكن القول إن تشدد ألمانيا تجاه اعتقال برودسكي جاء تعويضا عن إجراءات عقابية كان يفترض اتخاذهــا، كما فعـلت بريطانـيا وإيرلندا واستــراليا التـي زور الموساد جوازات سفر لها لاستخدامها في اغتيال المبحوح.
وكان برودسكي قد عرض على المحكمة المركزية في وارسو يوم الجمعة الماضي، للبت في ادعاءات قدمها للحيلولة دون تسليمه لألمانيا. وفي إشارة للاهتمام الإسرائيلي العلني بالموضوع أرسلت إسرائيل أحد المحامين البارزين فيها لتقديم الاستشارة لرجل الموساد أمام المحكمة البولندية. وفي إطار السعي للمماطلة والتملص من تسليمه ادعى برودسكي أنه ليس الشخص المطلوب لألمانيا وأن التحقيقات التي جرت معه في بولندا للتثبت من هويته ليست قانونية لأنها جرت باللغة البولندية التي «لا يفهمها». كما ادعى أن السلطات البولندية انتهكت حقوقه وأوقفته ثماني ساعات في المطار قبل توقيفه قانونيا وهذا يتعارض مع القانون البولندي. كما قال إن التحقيقات جرت معه قبل إحضار محام، وأمورا من هذا القبيل، يتم اللجوء إليها للطعن شكلا بإجراءات الاعتقال.
وتملص برودسكي، كما في المرات السابقة من كاميرات التصوير لكن بعض من رأوه في المحكمة قالوا إنه أرخى لحيته وأنه يرتدي نظارات. وتحظر الرقابة العسكرية في إسرائيل نشر أية صور أو معلومات عن برودسكي.
وبحسب المعلومات فإنه بعد انتهاء المداولات بشأنه في المحكمة البولندية يوم الجمعة الماضي، من المقرر أن تصدر المحكمة قرارها اليوم. وكانت السلطات القضائية البولندية قد أعلنت أنه ليس لديها ما يدعو للشك في صدقية الطلب الألماني لتسليم برودسكي وأنها تثق بالعدالة الألمانية. وشددت على أن حقيقة كون برودسكي ليس بولنديا لا تمنعها من اتخاذ قرار بتسليمه لدولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي ارتكب الشخص نفسه جريمة على أراضيها.
وتتهم السلطات القانونية الألمانية والبولندية برودسكي بأنه عمل كمسؤول لوجستي للموساد في أوروبا وأنه وقف وراء تزوير الجوازات المزورة التي استخدمها عملاء الموساد الذين شاركوا في اغتيال المبحوح في دبي.
وإذا تم تسليم برودسكي لألمانيا فمن شبه المؤكد أن الأنظار سوف تتجه نحو المحاكمة التي ستنطوي على الكثير من عوامل الإثارة. فهذه هي واحدة من المرات القليلة التي يضبط فيها عملاء للموساد ينتهكون القوانين الأوروبية وبأشد الأشكال فظاظة. وسبق للحكومة الألمانية أن أعلنت أنها لن تتدخل وستترك للعدالة الألمانية أن تأخذ مجراها. وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن برودسكي سيحاول نيل إفراج مشروط بكفالة ولكن من المستبعد أن توافق المحكمة الألمانية على ذلك نظرا لخطورة التهمة من ناحية وللاهتمام العام بالقضية من ناحية أخرى. ومن المتوقع أن ينال حكما بالسجن لعدة سنوات بتهمة تزوير جوازات سفر رسمية ألمانية لمصلحة دولة أخرى وتعريض سمعة وحياة الألمان للخطر.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...