ماكرون يحذر من “موت أوروبا”.. وشولتس يتفق معه

27-05-2024

ماكرون يحذر من “موت أوروبا”.. وشولتس يتفق معه

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد إلى ألمانيا في أول زيارة دولة لرئيس فرنسي منذ 25 عامًا، داعيًا إلى حماية الديمقراطية في مواجهة النزعات القومية في الانتخابات الأوروبية المقبلة.

وفي مؤتمر صحفي فور وصوله برفقة زوجته بريجيت إلى برلين، أكد ماكرون على أهمية العلاقات الفرنسية الألمانية لأوروبا. نافياً أي تراجع في هذه العلاقات التي غالباً ما توصف بأنها محرك أوروبا، وقال: “هذا ليس صحيحًا، نحن نتقدم”.

وأشار ماكرون إلى أن زيارته تأتي في “لحظة حاسمة” لأوروبا، في ظل التحديات التي تواجه القارة من عدوان روسيا العسكري، والتغيرات المناخية، والتطورات في الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: “علينا التصدي لطموحات استعمارية في أوروبا، وعودة العنف والفوضى، وتحديات غير مسبوقة لمستقبلنا”.

الرئيس الألماني أكد من جانبه على الحاجة إلى تحالف ديمقراطي في أوروبا، مشيرًا إلى أن الظروف الحالية تختلف عن الانتخابات الأوروبية السابقة، بسبب الأحداث الكثيرة التي شهدتها القارة.

المستشار الألماني أولاف شولتس أبدى دعمه لمبادرات ماكرون لجعل أوروبا قوية اقتصادياً وآمنة، مشيرًا في منشور على منصة “إكس” إلى أن الهدف المشترك لفرنسا وألمانيا هو بقاء أوروبا قوية.

وفي أولى محطاته بألمانيا، شارك ماكرون في مهرجان للديمقراطية محذرًا من “تنامي الانبهار بالاستبداد”.

وأشار إلى أن القوميين لو كانوا في السلطة في السنوات الأخيرة، لكان التاريخ مختلفًا، مستشهداً بقرارات تتعلق بجائحة كوفيد وغزو روسيا لأوكرانيا.

ماكرون سبق وحذر في كلمة ألقاها بجامعة السوربون من خطر إضعاف أوروبا خلال العقود المقبلة، داعيًا إلى وضع استراتيجية دفاعية أوروبية تعتمد على صناعة أسلحة مشتركة وتسريع إعادة التسلح بتمويل من الاتحاد الأوروبي لمواجهة التهديد الروسي.

كما دعا إلى إعادة النظر في السياسة التجارية الأوروبية لمواجهة الإعانات الضخمة التي تقدمها الصين والولايات المتحدة لصناعاتهما، مطالبًا بمنح مزايا تفضيلية للمنتجات الأوروبية في التكنولوجيات الرئيسية.

زيارة ماكرون تأتي قبل أسبوعين من الانتخابات الأوروبية، حيث تظهر استطلاعات الرأي تراجع ائتلافه أمام اليمين المتطرف، وفي ألمانيا تظهر استطلاعات تراجع الأحزاب الثلاثة المنضوية في ائتلاف شولتس أمام حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.

في خطاب مهم حول السياسة الخارجية الشهر الماضي، حذر ماكرون من التهديدات التي تواجه أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلاً: “أوروبا يمكن أن تموت ويعتمد الأمر على خياراتنا”.

جدد ماكرون في برلين دعوته للأوروبيين للتصويت للحزب الذي يدافع عن أوروبا، وقام بزيارة مدينة مونستر الألمانية وميسبرغ لعقد محادثات مع شولتس.

تستمر زيارة ماكرون ثلاثة أيام، حيث يسعى لتعزيز العلاقة التاريخية بين فرنسا وألمانيا، مشيرًا إلى ذكرى مرور 80 عامًا على إنزال النورماندي الذي شكل بداية نهاية الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية.

توتر العلاقات الفرنسية الألمانية لم يخف على أحد، خاصة بعد رفض ماكرون استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا، ما أثار رد فعل حاد من شولتس، مؤكداً أن ألمانيا لا تخطط لمثل هذا الإجراء.

ومع ذلك، أكد الطرفان على قوة العلاقة بينهما رغم التوترات.

في ختام زيارته، أكد ماكرون أن فرنسا وألمانيا ستناقشان جميع السيناريوهات لتحقيق السلام في أوكرانيا ودعم كييف “حتى النهاية” في الاجتماع المقبل لمجلس الدفاع والأمن المشترك، مشددًا على أن السلام يجب أن يكون مبنيًا على احترام القانون الدولي.

عربي 21

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...