الضربة الإسرائيلية لإيران ستنطلق من أذربيجان
الجمل: تحدثت التقارير والتسريبات الصحفية كثيرا عن سيناريوهات الضربة العسكرية الإسرائيلية المحتملة ضد المنشآت النووية والحيوية الإيرانية, فما هي المعلومات الجديدة, وما مدى مصداقية هذه المعلومات بغض النظر عن احتمالات مصداقية حدوث الضربة الإسرائيلية أم لا؟
ماذا تقول آخر التسريبات الإخبارية؟
أشارت المعلومات الصادرة اليوم في أحد المواقع الإلكترونية الأميركية المناهضة للحرب إلى التسريبات الآتية:
• شهدت الفترات الماضية ظهور العديد من التسريبات الاستخبارية التي سعت إلى بث فكرة أن السعودية قد وافقت للإسرائيليين رسميا باستخدام أجواء مناطق شمال السعودية كممر جوي لعبور الطائرات الحربية الإسرائيلية جيئة وذهابا في عملية تنفيذ الضربة العسكرية ضد المنشآت النووية والحيوية الإيرانية.
• أعلنت السعودية بغضب شديد نفيها القاطع لهذه المعلومات, وأكدت المصادر الرسمية السعودية الرفيعة المستوى, بأن الموقف السعودي الرسمي المعتمد هو: عدم السماح باستخدام المجال السعودي كممر عبور من أجل تنفيذ أي عملية عسكرية ضد إيران.
• برغم الرفض والنفي السعودي الواضح, فقد ظلت الوسائط الإعلامية الإسرائيلية والعالمية المرتبطة بإسرائيل أكثر إصرارا لجهة إبراز المعلومات الزاعمة بأن السعودية قد أعطت موافقتها للإسرائيليين, وتفادي نشر النفي السعودي أو حتى مجرد التلميح به.
• سعت إسرائيل إلى إقناع تركيا بالسماح للطائرات الحربية الإسرائيلية بالمرور عبر الأجواء التركية لجهة تنفيذ العملية العسكرية ضد إيران, ولكن حكومة حزب العدالة والتنمية رفضت بشكل قاطع تقديم أي موافقة من هذا النوع.
• سعت إسرائيل إلى التفاهم مع جورجيا, وبالفعل حصل الإسرائيليون على موافقة الرئيس ميخائيل ساخا شفيلي بكل سهولة, على استخدام الطائرات الحربية الإسرائيلية للمجال الجوي الجورجي وأيضا استخدام المنشآت العسكرية الجورجية.
• واجه الإسرائيليون مشكلة كيفية تحريك الطائرات الحربية الإسرائيلية من إسرائيل إلى جورجيا, دون أن تدرك تركيا, وروسيا حركة انتقال الطائرات.
• خلال الفترة الماضية, قامت القوات الجوية الإسرائيلية بإجراء مناورات مع القوات الجوية التركية, وتقول المصادر بأن العديد من الطائرات الإسرائيلية التي شاركت في هذا المناورات, قد تم تحويل طريق عودتها باتجاه جورجيا.
• نجح الإسرائيليون في تطبيق مخطط تضليل, وفر الغطاء اللازم لعملية انتقال الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى جورجيا, وذلك بالتعاون مع بعض الأيادي الخفية المتعاونة مع إسرائيل داخل الأجهزة التركية.
هذا, وأشارت التسريبات الجديدة إلى أن التسريبات السابقة القائلة بأن السعودية قد وافقت على منح الطائرات الإسرائيلية تسهيلات لعبور الأجواء السعودية, كانت مجرد تسريبات هدفت إلى التضليل وتوفير الغطاء اللازم لجهة إخفاء حقيقة إمكانية قيام الإسرائيليين بالمرور ليس عبر الأجواء الجورجية وحسب, وإنما بالانطلاق من جورجيا نفسها بحيث لا يتم رصد أي طائرات متحركة من إسرائيل عند لحظة بدء تنفيذ العملية العسكرية الجوية.
الترتيبات الإسرائيلية: خارطة طريق ضرب إيران غير المعلنة
أشارت التسريبات, إلى أن عملية استخدام الإسرائيليين لجورجيا كنقطة ارتكاز وانطلاق لاستهداف إيران, قد تضمنت الآتي:
• استخدام التدريبات الجوية المشتركة مع تركيا, لجهة تنفيذ عمليتين, الأولى عملية معلنة وهي إجراء التدريبات الجوية من أجل تنفيذ برامج التعاون والتدريب المشترك التركي-الإسرائيلي, والثانية غير معلنة, وهي اكتساب الخبرة والتعرف الاستطلاعي على الأجواء الإيرانية, على أساس اعتبارات التماثل بين بيئة أجواء تركيا وأجواء إيران, ومن خلال التدريبات اهتم الخبراء والطيارون الإسرائيليون كثيرا بملاحظة هذا التماثل, وإدراك كيفية التكيف اللازم معه لجهة الإيفاء بمتطلبات التكيف العسكري المطلوب مع الأجواء الإيرانية.
• نجح الخبراء والطيارون الإسرائيليون خلال التدريبات المشتركة مع الأتراك من القيام بتنفيذ العملية الثانية غير المعلنة بشكل دقيق بالتزامن مع العملية الأولى المعلنة, وبسهولة كاملة, وبدون أن يشعر الأتراك بأي شيء يثير شكوكهم.
• نشر بعض وحدات المخابرات العسكرية الإسرائيلية في أذربيجان المجاورة لتركيا, وذلك بما يتيح لإسرائيل إقامة قواعد استخبارية عسكرية متقدمة تتيح المزيد من الدعم والإسناد لعمليات التنسيق والترتيبات الاستطلاعية المتعلقة بالهجوم الجوي الإسرائيلي ضد إيران.
• توجد اتفاقيات تعاون عسكري بين إسرائيل وأذربيجان, وتقول التسريبات بأن الوحدات المخابراتية العسكرية الإسرائيلية قد تم إدخالها إلى أذربيجان, ضمن محورين, الأول يتمثل في القليل من الوحدات التي تم إدخالها كغطاء يتم تحته إدخال المزيد من الوحدات الإضافية.
• استخدام وتوظيف بعض عناصر الجماعات اليهودية الأذربيجانية في عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الميدانية من داخل شمال إيران, خاصة أن الجزء الشمالي الإيراني المتاخم لأذربيجان تسكنه جماعات ذات توجه قومي-اجتماعي أذربيجاني معادي للقومية الفارسية وللشيعة الإيرانيين ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
• إدخال العديد من عناصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية في أذربيجان تحت غطاء مهن مزدوجة: الفنيين – المهندسين – الأطباء.. إلخ.
• إقامة مركز إمداد متقدم في جورجيا, بحيث تم نقل الإمدادات العسكرية والضرورية الأخرى عبر البحر الأسود إلى ميناء بوتى الجورجي الذي تستخدمه جورجيا في تصدير خامات المانجنيز والفحم الحجري.
• نجاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية في تجنيد المزيد من العملاء في أوساط قوات حرس السواحل الجورجية, إضافة إلى بعض وحدات القوات المسلحة الجورجية الأخرى, الأمر الذي حقق للإسرائيليين مزايا الحصول على المزيد من "الأيادي الخفية" التي تقدم لهم الدعم والمسنادة في داخل المؤسسة العسكرية الجورجية.
• سعي الأجهزة العسكرية الإسرائيلية إلى ترتيب تحركاتها العسكرية داخل جورجيا وأذربيجان ضمن توقيت يتزامن مع التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة في منطقة البحر الأسود وعلى وجه الخصوص عندما قامت بعض القطع العسكرية الأميركية بزيارة إلى البحر الأسود وبعض الموانيء الجورجية, والتي إذا رصدت التحركات الإسرائيلية فإنها سوف تفهم بأنها تحركات أميركية وليست إسرائيلية.
هذا, وبالرغم من كل هذه الجهود والترتيبات العسكرية الإسرائيلية, فإن هناك العديد من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذ العملية, منها على سبيل المثال لا الحصر:
• وجود بعض المواقع العسكرية الروسية في أذربيجان, وأيضا وجود بعض المواقع العسكرية في جورجيا, وتحديدا في إقليم أوسيتيا الجنوبية, وإقليم أبخازيا اللذان أعلنا الانفصال والاستقلال عن جورجيا, ويستضيفان القواعد العسكرية الروسية.
• وجود شبكة الرادار (S-300) و(S-400) في مناطق جنوب روسيا, والمناطق الروسية المتاخمة لبحر قزوين, الأمر الذي سوف يتيح للروس الرصد الراداري المبكر للطائرات الإسرائيلية المتجهة نحو إيران بمجرد إقلاعها من جورجيا.
هذه المعلومات والتسريبات, وردت جميعها في موقع (Veteranstoday.com) وهو أحد المواقع الإلكترونية الأميركية, والذي يديره ويشرف عليه بعض الأميركيين المعنيين بشؤون العسكريين الأميركيين المتقاعدين ويتميز هذا الموقع بنشر العديد من التحليلات والتقارير المناهضة للتوجهات الإسرائيلية إزاء منطقة الشرق الأوسط, وإزاء استغلال الإسرائيليين الابتزازي للسياسة الأميركية!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد