الحزب الحاكم يكتسح انتخابات الشورى المصري

04-06-2010

الحزب الحاكم يكتسح انتخابات الشورى المصري

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر أمس فوز الحزب الوطني الحاكم ب74 مقعداً من أصل 88 جرى التنافس عليها في انتخابات مجلس الشورى “الغرفة الثانية للبرلمان”، والتي جرت في الأول من الشهر الجاري، وقال رئيس اللجنة المستشار انتصار نسيم في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن الحزب حسم 14 مقعداً بالتزكية قبل إجراء الانتخابات فيما حصل على ال60 مقعدا الأخرى بالانتخاب، وحصلت أحزاب الناصري والغد والجيل والتجمع على مقعد لكل منها، فيما فشلت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد في الفوز بأي مقعد .

وأوضح رئيس اللجنة أن جولة للإعادة ستجري على 10 مقاعد بخمس محافظات، ويخوضها 11 مرشحاً من الحزب الوطني في مواجهة 9 مرشحين مستقلين . وأشار إلى أن الانتخابات الأخيرة جرت على 74 مقعداً في 55 دائرة انتخابية،تنافس عليها 439 مرشحاً بعد إعلان فوز 14 مرشحاً بالتزكية . وأوضح أن عدد من كان لهم حق التصويت بلغ 25 مليوناً و435 ألف ناخب، حضر منهم 7 ملايين و899 ألفاً بنسبة مئوية جاوزت 30% .

وقال إن اللجنة العليا للانتخابات بادرت بإحالة الشكاوى كافة التي وصلت إليها إلى جهات التحقيق المختصة، وقد باشرها قضاة اللجان العامة وأبلغوا اللجنة بنتائج التحقيقات . وأكد أن اللجان الانتخابية تعاملت بشفافية مع العملية الانتخابية، وأنها جرت تحت رقابة منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية إلى جانب استخدام الحبر الفسفوري والصناديق الشفافة .

من جانبها تمسكت منظمات حقوق الإنسان بالتأكيد على ضعف عملية التصويت، وأن إقبال الناخبين لم يتجاوز نسبة ال5 في المائة من إجمالي من لهم حق التصويت، كما أكدت أنه تم منع مندوبيها من متابعة عملية فرز أصوات الناخبين، وأشارت إلى اتجاه عدد كبير من المرشحين المستقلين ومرشحي جماعة الإخوان إلى الطعن في النتائج النهائية بسبب التجاوزات التي حدثت خلال عملية التصويت والفرز، وعدم تنفيذ اللجنة العليا للأحكام القضائية بتغيير صفة بعض المرشحين واستبعاد مرشحين للحزب الوطني، وإصرارها على عدم تنفيذ قرارات القضاء الإداري بوقف الانتخابات لمخالفتها للقانون في عدد من الدوائر .

وقال برلمانيون ومحللون وقضاة مصريون إن انتخابات الشورى جاءت “شكلية” وخالفت ما تعهد به الرئيس حسني مبارك بشأن نزاهة الانتخابات وشفافيتها . واعتبر المحلل السياسي والخبير بشؤون الأحزاب السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع أن انتخابات الشورى ابتعدت كثيراً عن التعبير الحقيقي عن خريطة الشارع السياسي المصري، وإنما جاءت مطابقة لواقع مصري اعتاد تزوير الانتخابات وقيام السلطات الأمنية والمحلية بالتلاعب في أصوات الناخبين . وأكد أن الحزب الوطني يرغب في تحويل المعارضة إلى مجرد ديكور سياسي، لهذا فقد ضحى الحزب الوطني بعدد من مرشحيه لصالح مرشحين من بعض أحزاب المعارضة حتى يكتمل المشهد “الديكوري” السياسي . وذهب ربيع إلى أن انتخابات الشورى تكشف مؤشرات بشأن مستقبل التعامل الحكومي مع انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المصري المقبلة، وكذلك انتخابات الرئاسة المقرر لها العام المقبل، بما يؤكد أن تمثيل المعارضة سيكون نسبياً ومحدوداً سواء في البرلمان المقبل أو في انتخابات رئاسة الجمهورية .

ومن جانبه رأى المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق أن انتخابات الشورى ابتعدت عن تصريحات الرئيس مبارك بشأن نزاهة الانتخابات، وتحولت إلى لعبة سياسية للحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) للاستئثار بالأغلبية في المجالس النيابية والتشريعية . وقال الخضيري ل”الخليج” إن غياب الإشراف القضائي الكامل فتح الباب على مصراعيه أمام عمليات تزوير واسعة، وذلك بسبب إحلال مجموعة من موظفي الإدارات المحلية في الإشراف على اللجان الانتخابية، ما أتاح لسلطات الأمن المجال للقيام بحماية عمليات التزوير .

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...