ما هي مصلحة اللوبي الإسرائيلي في تغيير رئيس مجمع المخابرات الأميركية

22-05-2010

ما هي مصلحة اللوبي الإسرائيلي في تغيير رئيس مجمع المخابرات الأميركية

الجمل: تحدثت الأوساط الأميركية والدولية يوم أمس كثيرا, وباهتمام بالغ, عن المعلومات القائلة بأن رئيس مجمع المخابرات الأميركية, الجنرال دينيس بيلر سوف يغادر موقعه بحلول يوم 28 أيار (مايو) 2010م القادم: فما هي خلفيات ودوافع وتداعيات خروج دينيس بلير من منصبه؟

مجمع المخابرات الأميركية
يعتبر مجمع المخابرات الأميركية بمثابة "تجمع فيديرالي" ينضوي تحته 17 كيان مخابراتي أميركي,دينيس بلير وتقول المعلومات, بأن بداية ونشأة هذا المجمع, تعود إلى الأمر التنفيذي رقم 12333 الذي تم التوقيع عليه في البيت الأبيض الأميركي بواسطة الرئيس الأميركي الجمهوري السابق رونالد ريغان, في يوم 4 كانون الأول (ديسمبر) 1981م.
• الطبيعة المؤسسية: يتكون مجمع المخابرات الأميركية من 17 كيان مخابراتي أميركي, منها ثمانية أجهزة مخابرات تتبع لوزارة الدفاع الأميركية هي: وكالة مخابرات الاستطلاع الجوي – مخابرات القوات الجوية – مخابرات القوات البرية – وكالة مخابرات الدفاع – مخابرات مشاة البحرية الأميركية – مكتب الاستطلاع الوطني – وكالة الأمن القومي – مكتب مخابرات البحرية الأميركية, وجهازي مخابرات يتبعان لوزارة الأمن الوطني الداخلي هما: مكتب المخابرات والتحليل – مكتب تحريات حرس السواحل, وجهازي مخابرات يتبعان لوزارة العدل الأميركية هما: مكتب التحقيقات الفيدرالي – إدارة مكافحة المخدرات, إضافة إلى مكتب المخابرات والمعلومات التابع لوزارة الطاقة, وجهاز المخابرات والبحوث التابع لوزارة الخارجية, ومكتب الإرهاب والمخابرات المالية التابع لوزارة الخزانة – أما وكالة المخابرات الأميركية, فهي تعتبر جهازا مستقلا.
• الطبيعة الوظيفية: على خلفية أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001م, سعت إدارة بوش إلى إعطاء مجمع المخابرات الأميركية المزيد من القدرة الوظيفية, بما يحقق تماسك قوام مجمع المخابرات الأميركية, وفي يوم 30 تموز (يوليو) 2008م وقع الرئيس جورج دبليو بوش على الأمر التنفيذي 12333 بما يحقق تعزيز قدرة مجمع المخابرات الأميركي, ويحدد اختصاصاته في برنامجين هما:
- برنامج المخابرات الوطني.
- برنامج المخابرات العسكري.
هذا, ويتضمن كل واحد من هذين البرنامجين عددا من البرامج الفرعية والثانوية.
على هذه الخلفية تغير الدور الوظيفي لمجمع المخابرات الأميركية, بحيث لم يعد ينحصر دوره في عملية التنسيق وتبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات الأميركية, وإنما إضافة لذلك أصبح يقوم باستلام تخمينات وتقارير أجهزة المخابرات الأميركية المختلفة, ويقوم بإدماجها ضمن تخمين استخباري موحد, يتم رفعه للرئيس الأميركي بشكل دوري أو استثنائي بحسب الظروف الطارئة, أو بناء على رغبة الرئيس الأميركي, وإضافة لذلك يقوم مجمع المخابرات الأميركية, بتزويد لجان المخابرات التابع للكونغرس الأميركي بالإفادات والتقارير والتخمينات الدورية والطارئة.

ماذا تقول سردية الجنرال دينيس بلير:
تولى الجنرال دينيس بلير منصبر مدير مجمع المخابرات الأميركي في يوم 28 كانون الثاني (يناير) 2009م, خلفا للجنرال ماكونيل, الذي تولى المنصب من السفير جون نيغروبونتي الذي يعتبر أول مدير لمجمع المخابرات الأميركي, هذا وتجدر الإشارة إلى أن الجنرال دينيس بلير كان يتولى منصب قائد القيادة الأميركية الباسفيكية, وكان من بين الجنرالات الأكثر عنادا ومعارضة لتوجهات إدارة بوش الجمهورية وإدارة كلينتون الديمقراطية, وفي هذا الخصوص أشارت الوقائع إلى أن إدارة كلينتون, وتحديدا خلال أزمة تيمور الشرقية, قد زودت الجنرال دينيس بلير بتعليمات تقضي بأن يذهب لأندونيسيا ويقوم بمقابلة الجنرال ويرانتو قائد الجيش الأندونيسي, ويخبره بضرورة حل وتسريح الوحدات التيمورية الموالية لأندونيسيا, ولكن الجنرال دينيس بلير بدلا من تنفيذ التعليمات, قام بعقد لقاء ودي مع الجنرال ويرانتو إضافة إلى توجيه دعوة للجنرال ويرانتو بالحضور كضيف في مقر القيادة الباسفيكية الأميركية بجزيرة هاواي, وقدم للجنرال عرضا بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية للجيش الأندونيسي.
تقول المعلومات, بأن الجنرال دينيس بلير, بعد توليه منصب مدير مجمع المخابرات الأميركي, ظل يقوم بالإشراف الدقيق على إعداد التخمينات الاستخبارية الطارئة والدورية, ويباشر عملية رفعها للرئيس الأميركي ولجان الكونغرس الأميركي, وإضافة لذلك, فقد ظل أكثر تشددا في التدقيق والفحص في التخمينات والتقارير التي تصله من أجهزة المخابرات الأميركية المنضوية تحت مجمع المخابرات الأميركي, وأشارت المعلومات والتسريبات إلى حدوث خلافات حادة بين الجنرال دينيس بلير, وبعض رؤساء أجهزة المخابرات الأميركية, وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• الخلاف مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية: دارت خلافات شديدة الحدة بين الجنرال دينيس ببلير والبروفيسور ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية, وذلك حول جملة من المواضيع أبرزها رفض الجنرال دينيس بلير لتفويض وكالة المخابرات المركزية الأميركية بشكل مفتوح لجهة القيام بتنفيذ عمليات الاغتيالات السرية ضد الأشخاص الذين يشكلون تهديدا يضر بالأمن القومي الأميركي, واشترط الجنرال دينيس بلير ضرورة عدم قيام وكالة المخابرات المركزية الأميركية بتنفيذ أي عملية اغتيال سرية إلا بعد الحصول على الإذن المسبق من مجمع المخابرات الأميركية.
• الخلافات مع وكالة الأمن القومي الأميركي: تعتبر وكالة الأمن القومي الأميركي المسئول المخابراتي الأول عن أقمار التجسس الاصطناعية الأميركية, وعن الاتصالات, وما شابه ذلك من أنواع المخابرات التي تستخدم التكنولوجيا المتطورة, وتقول المعلومات والتسريبات بأن الجنرال دينيس بلير قد سعى من أجل فرض القيود على حرية وكالة الأمن القومي الأميركي في فرض الرقابة الإلكترونية على المواطنين الأميركيين, إضافة إلى فرض القيود على العقودات الضخمة التكاليف, والتي ظلت الوكالة تقوم بتوقيعها مع شركات التكنولوجيا المتطورة, وأضافت المعلومات والتقارير بأن الجنرال دينيس بلير قد دخل في خلافات حادة مع الجنرال كيث بي الكسندر, حول ملفات التوسع في برامج تقنيات التجسس الإلكتروني, وميزانية وكالة الأمن القومي الأميركي المتزايدة الضخامة.
• الخلافات مع مكتب المخابرات والبحوث: يتبع هذا المكتب لوزارة الخارجية الأميركية, وتسيطر عليه عناصر اللوبي الإسرائيلي, وتقول المعلومات, بأن توجهات الخبير دينيس روس, والسفير جيفري فيلتمان إزاء الشرق الأوسط, ظلت تسيطر على تخميناته الاستخبارية, وتشير المعطيات إلى أن تخمينات هذا المكتب, ظلت أكثر تطابقا مع تخمينات أجهزة المخابرات الإسرائيلية, وعلى وجه الخصوص تخمينات جهاز الموساد الإسرائيلي إزاء الملف النووي الإيراني, وإزاء سوريا وحزب الله اللبناني والفلسطينيين. وتقول المعطيات, بأن الجنرال دينيس بلير قد ظل أقل اهتماما بما يصل إليه من تقارير وتخمينات هذا المكتب, الأمر الذي أثار عليه حفيظة خبراء الخارجية الأميركية المعنيين بشؤون الشرق الأوسط, وأيضا إضافة إلى إثارة حفيظة خبراء مجلس الأمن القومي الأميركي المعنيين بشؤون الشرق الأوسط مثل شابيرو وغيره.
سعت العديد من الدوائر إلى التخلص من وجود الجنرال دينيس بلير في منصب مدير مجمع المخابرات الأميركي, وتقول التحليلات, بأن صقور الإدارة الأميركية, المنتشرين في العديد من الأجهزة التشريعية والتنفيذية, قد وجدوا ضالتهم في الوقائع الآتية, واستخدامها لجهة القيام بـ(حرق) الجنرال دينيس بلير والوقائع هي:
• حادثة طائرة الكريسماس, والتي سعى تنظيم القاعدة إلى تفجيرها مستخدما أحد عناصره النيجيريين.
• حادثة ميدان تايمز سكوير, حيث تم اكتشاف سيارة مفخخة كانت على وشك الانفجار في وسط مدينة نيويورك المكتظ بالسكان.
• حادثة خوست الأفغانية: حيث تسلل الانتحاري همام البلوى إلى داخل محطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية وقام بتنفيذ عملية تفجير ألحقت المزيد من الخسائر بالمحطة.
تقول المعلومات, بأن وكالة المخابرات المركزية, ووكالة الأمن القومي الأميركي, إضافة إلى مكتب المخابرات والبحوث التابع لوزارة الخارجية الأميركية, و بعض الأجهزة المخابراتية الأميركية الأخرى, قد استثمروا هذه الوقائع والأحداث لجهة تحميل المسئولية عنها للجنرال دينيس بلير باعتباره لا يتمتع بالكفاءة اللازمة لجهة إعداد التخمينات الاستخبارية التي ترصد وتحلل الأوضاع الجارية بشكل دقيق وسليم, إضافة إلى تحميله المسئولية عن عرقلة جهود تطوير وتحديث أجهزة المخابرات الأميركية, بما كان يمكن أن يتيح لها تحقيق المزيد من النجاح في رصد وتخمين المخاطر المتجددة التي أًصبحت تهدد الأمن القومي الأميركي.
لم تنحصر الانتقادات لأداء الجنرال دينيس بلير في إفادات الأجهزة المخابراتية, وإنما انتقلت العدوى للكونغرس الأميركي, بواسطة الجمهوريين وعناصر اللوبي الإسرائيلي في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين وعلى وجه الخصوص الناشطين في لجان المخابرات والأمن والدفاع والسياسة الخارجية.
لعبت ماكينة إعلام اللوبي الإسرائيلي دورا بارزا في إضعاف مكانة الجنرال دينيس بلير, وعلى وجه الخصوص شبكة أخبار فوكس نيوز, وسي إن إن, وإن بي سي, وصحف النيويورك تايمز, والنيوريبابلك, والمواقع الإلكترونية مثل موقع معهد المسعى الأميركي, وما شابه ذلك.
تشير التوقعات إلى أن أبرز المرشحين لتولي منصب مدير مجمع المخابرات الأميركي,. هم:
• جيمس كلابر, ويتولى منصب نائب وزير الدفاع لشؤون المخابرات, ويجد مساندة ودعم وزير الدفاع الأميركي روبرت غاتز.
• ديفيد غوسبرت: ويتولى حاليا منصب نائب الجنرال دينيس بلير, ويجد بعض الدعم بسبب خبرته السابقة في مجمع المخابرات الأميركي.
• جون هارمر, وسبق أن تولى منصب نائب وزير الدفاع الأميركي خلال الفترة منذ عام 1993م, وحتى عام 1997م.
• ميشيل لايتر, ويتولى حاليا منصب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب.
• السيناتور جوك هاغيل, وسبق أن تولى القيام بمهمة رئيس لجنة المخابرات الاستشارية للرئيس أوباما.
حتى الآن لم تستقر إدارة أوباما على اختيار من سيتولى منصب مدير مجمع المخابرات الأميركي, وتقول التسريبات بأن إدارة أوباما تنظر في أمر إصدار لائحة تحدد اختصاصات.. دور مجمع المخابرات الأميركي, وذلك تفاديا لنشوء تضارب الاختصاصات والصلاحيات بين مدير المجمع وأجهزة المخابرات الأميركية الأخرى, ولكن, وبرغم ذلك تقول التسريبات بأن جماعات اللوبي الإسرائيلي تنهمك الآن من أجل التأثير على توجهات الإدارة الأميركية ورموز الكونغرس الأميركي, بما يفسح المجال أمام صعود أحد رموز اللوبي الإسرائيلي لمنصب مدير مجمع المخابرات الأميركي!!!

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...