برلمان الكويت يفشل بعقد جلسة البدون
فشل مجلس الأمة الكويتي في عقد جلسته المقررة لبحث ملف البدون لعدم اكتمال النصاب القانوني على حين اتهم بعض النواب الحكومة بإجهاض الجلسة عمدا، في خطوة من شأنها تصعيد العلاقة المتوترة بين الجانبين.
فقد ألغيت جلسة كان من المفترض أن يعقدها البرلمان الكويتي اليوم الخميس -الذي يصادف الاحتفال بيوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان- وذلك لبحث الأوضاع الإنسانية لأكثر من 100 ألف عربي يعرفون باسم البدون ويقيمون في البلاد ولا يتمتعون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها المواطن الكويتي.
وأعلن عن إلغاء الجلسة بعد حضور 26 نائبا وخمسة من وزراء الحكومة أي أقل من النصاب القانوني الخاص بالجلسة وهو ثلاثة وثلاثون عضوا، مع العلم أن البرلمان الكويتي يتألف من 49 نائبا منتخبا و16 وزيرا.
من جانبه اتهم رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بملف البدون النائب حسن جوهر وزير الداخلية بإجهاض الجلسة عبر تطبيق إجراءات أمنية مشددة وسد الشوارع المؤدية إلى مقر البرلمان ردا على دعوات كان قد وجهها نواب للمواطنين البدون للتجمع أمام مقر المجلس.
وقال جوهر إن العدد الرسمي للمواطنين البدون في الكويت يصل إلى 96 ألف شخص بعد اضطرار الآلاف منهم للهجرة أو الحصول على جنسية ثالثة من أجل التمتع بالحقوق الأساسية مثل العمل والإقامة وغيرها.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من جلسة سرية عقدها مجلس الأمة الكويتي لاستجواب رئيس الحكومة الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح -على خلفية اتهامه بتقديم أموال لأعضاء في البرلمان- وإعلان النواب عزمهم مقاطعة الحكومة مما أنذر باقتراب عاصفة سياسية تطيح بالحكومة أو بالبرلمان نفسه.
يشار إلى أن الحكومة الكويتية كانت قد أطلقت عام 2000 حملة على البدون وحرمتهم من العديد من الحقوق الأساسية في محاولة لإجبارهم على كشف جنسياتهم الحقيقية باعتبار أن معظمهم هم من أبناء أو أحفاد مواطنين عرب قدموا إلى الكويت من دول مجاورة عقب اكتشاف النفظ في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وقالت الحكومة إن الحملة نجحت في إجبار نحو عشرين ألف من مواطني البدون على الكشف عن جنسياتهم الحقيقية وبالتالي تم منحهم تراخيص إقامة نظامية أسوة بغيرهم من الأجانب المقيمين في الكويت.
بيد أن العديد من أبناء البدون يصرون على أنهم من أصل كويتي لكن أجدادهم -وهم من البدون الذين كانوا يسكنون الصحراء- لم يتقدموا بطلبات للحصول على الجنسية الكويتية عندما طبق القانون الخاص بذلك في العام 1959.
المصدر: الفرنسية
إضافة تعليق جديد