تشخيص خاطئ وإهمال يتسببان في موت المريض
إذا كنا لانستغرب حصول أخطاء في التشخيص السريري للمريض فإنه يحق لنا أن نستغرب الخطأ في قراءة صورة شعاعية من قبل طبيب اختصاصي.
يقول السيد (ج.ص) ابن المتوفى (زكريا صندوق) إنه اسعف والده البالغ من العمر 80 عاماً إلى مشفى السلام التخصصي بتاريخ 12/9/2009 وكان يشكو من ألم في فخذه إثر تعثره وسقوطه وحين وصل إلى المشفى المذكور تم إجراء تصوير شعاعي لفخذ والده، وكانت نتيجة قراءة الطبيب للصورة أنها خالية من أي كسر، وأن لدى المريض رضة بسيطة وعليه أن يمشي حتى لايصاب بالكسل.
وتابعنا فحوص الوالد في المشفى ذلك اليوم وأجريناصورة للرأس وكانت النتيجة أنه لايوجد فيه أي مرض، وبعد أن أجروا له فحوصاً للقلب تبين أنه يعاني من رجفان بطيني، فقام الدكتور المختص الذي طلبه ابن المريض واسمه (ي.ب.م) بوصف مميع شديد التأثير لوالده.
وعاد به إلى المنزل بسيارة إسعاف للمشفى.. وفي اليوم التالي ازداد الألم لدى المريض فعمل ذووه بنصيحة طبيب المشفى أن جعلوه يمشي كي لايصاب بالكسل، ويضيف ابن المريض: في اليوم الثاني ازداد الألم لدى والده، وفي اليوم الثالث لم يعد قادراً على الحركة ما جعل الشك يساوره فعرض صورة فخذ والده الشعاعية التي صورت في المشفى على طبيب من أصدقائه فأخبره الطبيب أن هناك كسراً في فخذ والده ويجب ألا يتحرك إلا بعد إجراء عملية شد للفخذ أو تبديل لمفصل الفخذ، فقام ابن المريض- حسب قوله بإحضار جهاز تصوير شعاعي منزلي للتأكد من حالة والده، وكانت صدمته قوية حين تأكد من وجود الكسر في فخذ والده.
طلبنا منه تقريراً شعاعياً من أحد مراكز التصوير الشعاعي والإيكوغرافي حتى تستطيع نشر الموضوع تحرياً للدقة، فقدم لنا التقرير الآتي الذي نحتفظ به والمختوم من مركز تصوير معتمد ومؤرخ بتاريخ 16/9/2009 وجاء في مضمون التقرير:
لوحظ وجود خط تكلسي غير منتظم يقطع عنق الفخذ مع عدم تناظر في المفصلين يوحي بوجود كسر.. يفضل إجراء صورة جانبية مع دوران وحشي أو إجراء CT بمقاطع رقيقة.
-علامات ترقق عظمي شديدة.
-لم يلاحظ آفات حالة أو مصلية في عظام الفخذ.
كما قدم لنا تقريراً من مشفى آخر بعد أن نقل والده إليه، يقول: «تم قبول السيد زكريا صندوق 80 سنة قادماً من مشفى السلام بتاريخ 22/9/2009مشخصاً له كسر عنق فخذ أيمن وبحاجة لعمل جراحي، وعند القبول تبين أن المريض في حالة تجفاف.. واضطراب شوارد، وهو يعاني من داء السكري مع قصور كلوي مزمن، واعتلال عضلة قلبية.. مع سوابق احتشاء عضلة قلبية، وقد تمت دراسته وتحضيره للجراحة بالشكل المناسب كما هو مدون في إضبارته المحفوظة في مشفانا(....) الطبيب (ع.أ.أ).
ويتابع السيد (ج.ص) في عودة إلى ماحدث مع والده عندما أعاده إلى مشفى السلام التخصصي وقبل أن يخرجه منه ثانية إثر التأكد من إصابته بكسر في الفخذ قائلاً: عدت بوالدي إلى مشفى السلام متسائلاً كيف حصل ذلك معهم فكانوا بغاية اللطف وأنهم مستعدون لإجراء اللازم ليعود والده إلى صحته ثانية، وكان ذلك بتاريخ 17/9/2009 حيث تم عرض الصورة القديمة على أطباء آخرين في المشفى فأكدوا أن هناك كسراً قد حصل بتاريخ إجراء الصورة (12/9/2009) ويجب إجراء عملية تبديل مفصل فخذ وأعادوا تصويره ثانية فحصلوا على ذات النتيجة.
ويضيف: طبيب العظمية في المشفى قال إن لم يتم إجراء عملية للمريض خلال ساعات فسوف يموت وطلب مبلغ 130000 ل.س ثمن المفصل، فيما كان رأي طبيب القلبية الاستشاري أنه من غير الممكن إجراء أي عمل جراحي للمريض قبل أن تصبح التحاليل مناسبة لأن المميع (مميع الدم) الذي يتناوله المريض قوي..
هذا التناقض جعل ابن المريض يرتاب في وضع الطبيب (جراح العظمية ويطلب من المشفى تغييره بطبيب يحضره هو (الابن) من خارج المشفى، ولكن إدارة المشفى رفضت ذلك رفضاً قاطعاً.. وإثر ذلك نقل والده إلى مشفى آخر، وهو المشفى الذي ذكرنا تقريره سابقاً.. وتوفي المريض بعد ذلك.
اتصلنا بمشفى السلام وأطلعت المدير الطبي الدكتور (س.ع) على الرواية كاملة، وطلبت منه موعداً للحصول على وثائق تثبت عكس مايقوله ابن المريض إن كانت موجودة، وحتى لايتم نشر كلمة واحدة فيها تجن أو ظلم أو خطأ فوعد بإحضار ملف كامل عن الموضوع وطلبنا منه عرض الصورة الشعاعية على لجنة طبية لإبداء الرأي بعد أن قال إن قراءتنا للصورة هي الصحيحة وأن المريض تعرض للكسر في فخذه بعد أن خرج من مشفانا بتاريخ 12/9/2009 فرحبنا بذلك وذهبت بنا الظنون باتجاه الشاكي الذي يضيع جهدنا ووقتنا.. كما يحدث معنا في الكثير من الحالات.
بعد عدة أيام مرت على الموعد المحدد اتصلنا بالطبيب المذكور الذي حولنا إلى طبيب في قسم الإسعاف اسمه (أ.أ.د).
الدكتور (أ. أ.د) رفض إعطاء أي وثيقة أو تقديم صورة عنها.. مبرراً ذلك بالحرص على مبدأ العمل بسرية حالة المريض.. وبعد نقاش اتفقنا على تقديم تقرير مكتوب حول الصورة الشعاعية.
بعد اسبوع على ذلك جرى بيننا اتصالان رفض فيهما تزويدنا بأي معلومة مبرراً ذلك بالسرية التي ذكرها.. وبرأي محامي المشفى.
هلال عون
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد