عتب لبناني على الفنانين السوريين على قدر المحبة
عبد الرحمن سلام : عتبي كبير على الفنان العربي السوري... كبير... بقدر كِبَر محبتي له وتقديري لمواهبه واحترامي لمشاعره تجاه لبنان وشعبه ومقاومته, وهي المشاعر التي اعلن عنها طوال الفترة العصيبة التي مر ولا يزال يمر بها لبنان, منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الهمجي والبربري بحراً وبراً وجواً على البشر والحجر...
وليعذرني الفنانون العرب السوريون...
فلا يكفي ان يطلقوا الشعارات من دمشق...
ولا أن يشاركوا في المسيرات التي عمت الشوارع السورية...
ولا أن يصدروا من هناك البيانات المنددة بالعدوان...
فالمنتظر منهم كان اكثر من ذلك بكثير... وأقله أن يشكلوا وفداً يمثل كل القطاعات الفنية والثقافية في سوريا... وأن يعبروا الحدود (ولو سيراً على الاقدام)... وأن يأتوا الى بيروت ليشاركوا في التظاهرات الشعبية التي انطلقت منها... وليزوروا مآوي التهجير والنزوح... وليواسوا المصابين في المستشفيات...
كان المنتظر منهم أن يتواجدوا شخصيا فوق الأراضي اللبنانية, ومثلما فعل زملاؤهم الفنانون العرب المصريون الذين كوّنوا وفداً انضم الى آخر تمثل فيه اكثر من قطاع اقتصادي وسياسي واعلامي وطبي, حضروا جميعا من مصر وأمضوا بضع ساعات في العاصمة بيروت, كانت كافية €ولو رمزياً€ للدلالة على تضامنهم مع لبنان وشعبه ومقاومته, علماً بأن دمشق اقرب من القاهرة الى بيروت من حيث البعد الجغرافي.
ولن نقبل بعذر الطريق وصعوبات سلوكها بعد كل ما تعرضت له من قصف, فوزير الخارجية السوري وليد المعلم قطع المسافة بخمس ساعات وكان يمكن للوفد الفني السوري ان يحذو حذوه ولو استغرق الامر وقتا مضاعفا, فالغاية تبرر الوسيلة, وهي هنا تسجيل موقف كان سيترك اثره الطيب في النفوس.
لكن هذا العتب لن يمنعنا من ان نسجل اعتزازنا بموقف الفنانة رغدة التي عبرت الصعاب وحضرت وشاركت النازحين والمهجرين والمصابين آلامهم, وكذلك الفنان جمال سلميان الذي اعلن استقالته المبررة, من مهامه كسفير للنوايا الحسنة في هيئة الامم المتحدة...
مرة ثانية... عتبي كبير كبير... والعتب على قدر المحبة.
المصدر : الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد