القدس: الاحتلال يعزل البلدة القديمة
واصلت قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، إغلاق البلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث منعت الفلسطينيين من الخروج أو الدخول إليها، في وقت استمر توافد المستوطنين إلى ساحة البراق بالقرب من الحرم القدسي، وسط مخاوف من محاولات جديدة لاقتحام المسجد الأقصى لأداء الصلوات التلمودية فيه.
وقالت مصادر فلسطينية إنّ «البلدة القديمة في القدس معزولة عن محيطها، كما أن محاور الطرق في المدينة المقدسة مغلقة كافة باستثناء طريق واحد يصل هذه الأحياء بمركز المدينة لكن بصعوبة بالغة»، مشيرة إلى أنّ هذه الإجراءات أدت إلى عرقلة العمل في معظم مدارس المدينة.
يأتي ذلك، في وقت أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، أمام المصلين بدعوى توفير الأمن للمستوطنين، الذين تدفقوا للصلاة فيه وإقامة الطقوس الدينية بمناسبة ما يسمى بـ«عيد الغفران» اليهودي.
وقالت مصادر فلسطينية إنّ مئات من المستوطنين وصلوا إلى البلدة القديمة في الخليل للاحتفال بالأعياد اليهودية، موضحة أن سلطات الاحتلال أغلقت شوارع البلدة وأسواقها، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية.
ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، أمس، الملك المغربي محمد السادس إلى عقد اجتماع عاجل للجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بصفته رئيساً للجنة، محذراً من أنّ «أي تأخر في التحرك العربي والإسلامي قد يغري المحتلين بالمزيد من الخطوات التي قد تمس حاضر المسجد الأقصى ومستقبله وبنيانه وأركانه»، فيما دعت حكومة تسيير الأعمال في الضفة الغربية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحرك جدي مسؤول لحماية مدينة القدس ومقدساتها.
من جهته، دعا قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يوماً للمسيرات الغاضبة التي تنطلق في كل المدن والمحافظات بعد الصلاة، فيما اعتبر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا إن «ما يخطط لمدينة القدس خطير جداً»، مشيراً إلى أنّ ما جرى يوم أمس الأول في باحات المسجد الأقصى هو «مؤشر خطيراً لما تنوى سلطات الاحتلال القيام به بحق المسجد خاصة والقدس عامة».
وحذر رئيس الحركة الإسلامية في أراضي العام 1948 الشيخ رائد صلاح من تصعيد سلطات الاحتلال استهدافها للمسجد الأقصى، متوقعاً أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«مغامرات مجنونة وهستيرية لتنفيذ مخطط بناء هيكلهم الأسطوري المزعوم على حساب الأقصى».
بدوره، شدد النائب عن حركة فتح محمد دحلان على خطورة الوضع في مدينة القدس والمســجد الأقصى، محذراً من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة «بسبب الاستخفاف الإسرائيلي بمشاعر المسلمين وإقدام الجماعات اليهودية المتطرفة تحت غطاء سلطات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين في داخله».
وفي عمّان، ذكرت وكالة «بترا» الرسمية أنّ وزارة الخارجية الأردنية استدعت القائم بالأعمال الإسرائيلي لإبلاغ حكومته «استهجانها واستغرابها هذا الاعتداء السافر وتوقيته على المصلين العزل»، فيما اعتبر رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي، خلال استقباله وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي، أنّ «اقتحام المسجد الأقصى يعد استفزازاً وتحدياً لمشاعر العرب والمسلمين».
وتجمع مئات الأردنيين من أحزاب المعارضة والنقابات المهنية وطلاب الجامعات في اعتصام نددوا فيه بالانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى، مطالبين الحكومة بإعادة النظر في معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل في العام 1994، وطرد السفير الإسرائيلي.
إلى ذلك، طالب وزير الخارجية المغربي أبو الطيب الفاسي الفهري، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى التحرك بشكل عاجل لوقف الانتهاكات التي تتعرّض لها مدينة القدس، محذراً من المخاطر المرتبطة بتغيير الوضع القانوني للمدينة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد