الكتاب مثيراً للشفقة

يقام حاليا في مدينة طرطوس معرض للكتاب العربي في المركز الثقافي للمحافظة.نبهتنا إليه الإعلانات الورقية الملصقة على الجدران إلى جانب أخواتها من يافطات مكاتب سيارات الأجرة و ورشات الصيانة ومطاعم الفول والفلافل، بالإضافة الى (النعوات). فيما تفرد الأقمشة الملونة لتحتل سماءات شوارع مدينتا الصغيرة ترشد إلى المطاعم والمقاصف التي يغني فيها علي الديك وسليمان الشعار ووفيق حبيب وغيرهم من (الديكة والدبيكة الجدد)، أو لتتلوا علينا شعارات الصمود والخلود والنضال.
في المعرض جالت-الجمل- بين طاولات كتب ضمت توليفة لابأس بها وتنوع متواضع في الكتب المعروضة،ومع أنها رتبت ووزعت حسب دور النشر ، أفقياً كبضائع البسطات مع غياب لأرفف المعتاد استخدامها لعرض العناوين، الحديثة النشر كأحد أساسيات تسويق المطبوعات وتنسيق معارضها.إضافة إلى غياب الجهد الفردي الخلاق المتوجب وجوده في مقام الثقافة والكتاب وفي الجو العام للمعرض،كخلفيات الديكور أو موسيقى متواضعة background تصاحب المناخ النفسي للزائر الباحث عما يغريه ويفتح شهيته على متعة القراءة. كانت مما صعب علينا عملية البحث والفرز والتصنيف.
ولم يخل المعرض من كلاسيكيات المطبوعات كالقصص العالمية التي تصدر عن دار أسامة، و الكتيبات التي تنصح من تظنهم مسطحي التفكير ومقعري الدراية وتدلهم، إلى طريق النجاح في الحياة: كيف تتغلب على الفشل, مفاتيح النجاح،..علم الفراسة.والى جنة السعادة والمتعة وإطالة عمر الليبيدو:الزواج والجنس,كيف ينظر الرجل إلى الجنس,حب المراهقة,..الليلة الأولى.
في المقابل لم يخل المعرض من صدف العثور على الجديد والمغري، فاستطاعت – الجمل- أن تنكش كتابا جديدا للصحافي  إبراهيم العريس (لغة الذات والحداثة الدائمة -2006 دار المدى) وهو  قراءات في أعمال المثقفين وحداثيين متنوعين.و (الإنجيل الخامس) لشوقي إبراهيم خير الله (دار بيسان للنشر)، يفصل فيه ويرتب كل ماذكر ومالم يذكر ولكنه حصل وجوبا في الأناجيل الأربعة.بالإضافة إلى أعمال الأديب السوري حيدر حيدر كوليمة لأعشاب البحر,الفهد,مرايا النار,عشق الآلهة..
وكان هناك مساحة طاولتين خصصت لكتب الأطفال المبعثرة بشكل فوضوي والتي لم تجذبنا اطلاقا، فمن المعروف أن كتب الأطفال بألوانها الزاهية وصورها وأحجامها تلفت أنظار الكبار قبل الصغار،وتنادي العين قبل أن تبحث عنها.
وبعد أن طال البحث و(فلّينا) المعرض لم نعثر على كتب تتحدث عن التاريخ السوري ورجالات سوريا الا بعد أن سألنا إحدى المشرفات فأمدتنا بثلاث كتب لعبد الله فكري الخاني صادرة عن دار النفائس في لبنان تتحدث عن مرحلة الاستقلال وفترة حكم رئيس الجمهورية الراحل شكري القوتلي.
وسعد الله ونوس الذي حضر فقط بكتيبين صغيرين، في حين فقدت رواية لؤي حسين (الفقد). خوفاً  من أن يفقد لؤي ذاته حسب قول أحد المشرفين في المعرض!!!.
هل يستحق الكتاب في طرطوس أن يقام له تجمع يثير الشفقة،. مع انها ليست المرة الأولى التي تقام فيها هكذا معارض ؟

طرطوس – خاص الجمل
حسان عمر القالش