وفدسوري غيررسمي في واشنطن لـ«البحث عن أرضيةمشتركة»
حرصت الولايات المتحدة وسوريا على التقليل من أهمية زيارة الوفد السوري غير الرسمي إلى واشنطن، فيما أكدت الإدارة الأميركية أنها لن تتطرق إلى المفاوضات السورية الإسرائيلية، خلال اجتماع الوفد مع مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش.
وقالت مصادر ان الوفد السوري الذي وصل إلى واشنطن، أمس، يضم مدير مركز الشرق للدراسات في دمشق سمير التقي، والأستاذ الجامعي سامي مبيض والخبير الاقتصادي سمير سعيفان، الذي يعمل أيضاً مستشارا اقتصاديا للحكومة السورية، فيما يغيب عنه المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي، الذي يترأس حالياً المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة في اسطنبول، والذي عقد اجتماعات مع المحققين الدوليين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، علماً أنه لن يشارك في الاجتماع مع ولش في مبنى الخارجية الأميركية.
وكان الداوودي اعتذر عن عدم الحضور »لارتباطات أخرى«، بعدما كان شارك في جلستي الحوار السابقتين، وآخرها في حلب في آذار الماضي.
وقالت مصادر سورية رسمية في واشنطن إنها ترحب بهذه الزيارة وبأي تواصل بين سوريا والولايات المتحدة، لكنها أضافت انه ليس لها أية علاقة بتنظيم هذه الدعوة وجدول أعمالها.
ومن المتوقع أن يلتقي أعضاء الوفد المقرب من الحكومة السورية قيادات في الكونغرس، لا سيما السيناتور الجمهوري تشاك هيغل، الذي يعود إلى واشنطن قريباً، بعد أن ينتهي من مرافقة المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما في زيارته إلى بغداد.
وتنظم زيارة الوفد السوري إلى واشنطن مؤسسة »البحث عن أرضية مشتركة« غير الحكومية، التي تدعو إلى تحول في نظرة العالم إلى التعامل مع النزاعات، وهي شكلت مجموعة عمل أميركية سورية كانت تجتمع دورياً لمناقشة العلاقات بين البلدين، وتندرج هذه الزيارة في إطار هذا البرنامج.
وكانت الخارجية الأميركية أكدت حصول الاجتماع. وقال مصدر فيها فضل عدم الكشف عن هويته إن هذا الاجتماع »ليس مع وفد حكومي«، مشيراً إلى ان واشنطن »مهتمة دائماً بإيجاد سبل لتقليص عزلة الشعب السوري مع الاستمرار في الضغط على الحكومة لتغيير سياستها«.
وأشار المصدر إلى أن ولش سيبحث مع الوفد السوري المسار الفلسطيني الإسرائيلي وسبل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين مع نهاية هذا العام، وليس موضوع المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، مشيراً إلى انه في حال تطرق الحديث إلى لبنان سيؤكد ولش على ضرورة المضي قدماً في إنشاء المحكمة الدولية.
وتابع المصدر ان الخارجية الأميركية تتلقى دائماً طلبات لعقد اجتماعات مع زائرين من وفود أجنبية، وهذا ما جرى مع منظمة »البحث عن أرضية مشتركة«، مشيراً إلى ان ولش أبدى استعداده للقاء مع الوفد.
وأكد المصدر ان الإدارة الأميركية »تواصل الحد من انخراطها الدبلوماسي، ما لم تتخذ الحكومة السورية أفعالاً ملموسة لوقف خطواتها التكتيكية في زعزعة الاستقرار في المنطقة«.
كما يتوقع أن يعقد الوفد السوري ندوة غداً في مركز »صبان« لسياسة الشرق الأوسط في مؤسسة »بروكينغز«.
وفيما شددت المصادر السورية على الطبيعة الأكاديمية لهذه الزيارة، أشارت إلى أن »هذه اللقاءات بالعموم مفيدة«، مشيرة إلى أنّ الهدف منها »بحث العلاقات السورية الأميركية وسبل تطويرها بما يخدم السلام والاستقرار في المنطقة«.
وكان السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى اعتبر زيارة الوفد السوري إلى واشنطن »خطوة في الاتجاه الصحيح«، واصفاً قبول الإدارة الأميركية الحوار مع الوفد بأنها خطوة »جديدة ونتيجة طبيعية لما يجري في المنطقة«.
زياد حيدر- جو معكرون
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد