كوميديا تركية تأسر جمهور مهرجان اللاذقية
ضمن مهرجان الكوميديا المسرحي الذي تستضيفه مدينة اللاذقية السورية بين العشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري, قدمت فرقة سيهان التركية عرضا مسرحيا بعنوان "نبع للإيجار".
ونجح العرض في الوصول إلى الجمهور رغم تقديمه باللغة التركية, وذلك عبر جمالية الديكور والأزياء والتمثيل بقالب كوميدي. ورافقت العرض مقطوعات موسيقية عزفتها فرقة تركية.
يتحدث العرض عن مخاطر الاستثمار الأجنبي الذي يحرم الشعب من ثروات بلده. ويظهر ذلك عبر إحدى القرى التركية التي يقوم عمدتها بعرض نبع القرية للاستثمار وتتوالى عروض المستثمرين لترسو في النهاية على مستثمر يهودي.
وعندما يشب حريق في القرية يأبى المستثمر تزويدهم بالمياه لإطفاء الحريق فيتراجع العمدة وأعوانه عن استثمار النبع ويقومون برمي النقود للمستثمر طالبين منه مغادرة قريتهم.
مخرج المسرحية فيسيل صدق نفى وجود مدلولات سياسية لها، معتبرا أن جنسيات المستثمرين لا تخرج عن نطاق البيئة التركية والتعايش المشترك لمختلف الطوائف فيها.
غير أن أحد ممثلي الفرقة التركية قال إن الأتراك قلقون من الاستثمارات الخارجية التي تغرق بلادهم. وقال "نخشى أن تطال الثروة المائية وتحرمنا من أبسط حقوقنا التي رمزنا لها في المسرحية بنبع الماء".
وعن دلالات تقديم "نبع للإيجار" في سوريا قال المخرج صدق "أنا فخور لزيارتي أقرب جيراننا الذي تربطنا به روابط الأخوة وليس الجيرة فقط".
من جانبه قيم مدير المهرجان لؤي شانا المشاركة التركية في المهرجان من زاوية الحرص على التواصل مع دولة جارة يقيم فيها مواطنون من أصول سورية.
وقال "استضفنا في العام الماضي فرقة مسرحية من أنطاكية لتأكيد التواصل مع أهلنا السوريين داخل الحدود التركية". وأضاف أنه قام بعد ذلك بتقديم أول عرض مسرحي عربي هناك منذ سلخ لواء الإسكندرونة عن سوريا في ثلاثينيات القرن العشرين.
وأكد على الرغبة في توطيد التواصل السوري والتركي الذي يشهد تعاونا في كافة المجالات، مضيفا أن استضافة فرقة تركية من أضنة يأتي في إطار تعزيز الجانب الثقافي في عملية التواصل.
وقال شانا إن مهرجان الكوميديا المسرحي نظم تحت شعار نلتقي لنرتقي "انطلاقا من الرغبة بتقديم المسرح الكوميدي الرفيع بعيدا عن التهريج ولطرح هموم الناس بقالب كوميدي".
واعتبرأن انطلاق مهرجان مسرحي متخصص بالكوميديا يعد تجربة نوعية في الوطن العربي. وقال إن مهرجانا يحتفي بالكوميديا هو "محاولة للتوازن" وسط ما يشهده العالم من مآس وآلام.
نغم ناصر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد