أبرزمؤشرات الأزمةالمتوقعةفي شمال العراق وردود الأفعال الكرديةالجديد

15-11-2007

أبرزمؤشرات الأزمةالمتوقعةفي شمال العراق وردود الأفعال الكرديةالجديد

الجمل: أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان أن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت عملياً في تقديم المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية في إقليم كردستان العراقي إلى السلطات التركية.
* طبيعة المعلومات الاستخبارية:
تقول صحيفة زمان التركية الصادرة اليوم، بأن القوات الأمريكية تقوم بتقديم هذه المعلومات إلى تركيا، وذلك بحسب التزام الرئيس بوش لرئيس الوزراء التركي أردوغان بعد اجتماعهما يوم 5 تشرين الثاني الماضي.
تتعلق هذه المعلومات بجملة أشياء، وبتركيز أكبر حول حزب العمال الكردستاني، وأشارت الصحيفة إلى أن التزام الرئيس بوش بتقديم المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية واستمرارية تدفقها، يتم حالياً بواسطة آلية الاتصال التي تم إنشاؤها بحيث تربط بشكل مستمر ومباشر بين ثلاثة أطراف هي:
• هيئة الأركان التركية.
• الجيش الأمريكي.
• القوات الأمريكية الموجودة في العراق.
وتقول الصحيفة أن السلطات التركية رحبت بهذا التعاون ضد حزب العمال الكردستاني، ولكن بعض المراقبين أكدوا بشدة على أن مصير العلاقات التركية – الأمريكية سوف يتوقف على قناعة الأتراك بمدى مصداقية المعلومات الاستخبارية الميدانية التي تقوم حالياً أمريكا بتزويدهم بها، وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن الأتراك لم يعودوا يقبلون المعلومات الأمريكية الخاصة بالأكراد كما كان من قبل، بل أصبحت المخابرات العسكرية وغيرها من أجهزة الأمن التركية تقوم بمقارنة المعلومات الأمريكية مع المعلومات الخاصة بها، أو بالجمع الاستخباري للمزيد من المعلومات التي تؤكد مدى صحة مصداقية المعلومات الأمريكية.
* أبرز مؤشرات الأزمة المتوقعة في شمال العراق:
بعد اجتماع أردوغان – بوش يوم 5 تشرين الثاني الماضي، بدأت تظهر بعض ردود الأفعال غير المتوقعة في الساحة الكردية، وتشير وكالة الأسوشيتيد برس، التي أوردها مراسل الوكالة بول شيم، إلى الآتي:
• قيام أعداد كبيرة من عناصر البشمركة بالانتشار في مناطق شمال العراق المحاذية للحدود التركية – العراقية.
• تزايد المخاوف في القرى والمدن التركية.
• ارتباك حركة المعاملات التجارية بين تركيا وشمال العراق، وتقول المعلومات بأن إقليم كردستان العراقي يحصل على سلع من تركيا تبلغ قيمتها الإجمالية سنوياً في حدود 3 مليار دولار، وفي حالة انقطاع تدفقات السلع التركية، فإن شمال العراق سيتعرض لأزمة اقتصادية حادة، بسبب عدم توافر البديل الحالي في الوقت المناسب، وعدم قدرة سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق على تغطية الانكشاف السلعي الكبير الذي بات يهدد أسواق كردستان العراقية.
* ردود الأفعال الكردية الجديدة:
يسيطر على إقليم كردستان العراقي من الناحية الرسمية المعلنة فصيلان كرديان عراقيان هما:
• الحزب الديمقراطي الكردستاني: ويتمركز في المناطق المنخفضة الموجودة في الجزء الغربي من الإقليم (منطقة أربيل والدهوك) والمتاخمة لسوريا وتركيا، ويقوده مسعود البرزاني الذي يتولى رئاسة حكومة كردستان الإقليمية حالياً ويعاونه نيخرفان البرزاني، ويمثل الحزب في الحكومة العراقية هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي. على المستوى الشعبي يتمتع الحزب بتأييد زعماء العشائر الكردية والقطاع التقليدي الريفي من أكراد العراقي.
• الاتحاد الوطني الكردستاني: ويتمركز في المناطق الجبلية المرتفعة (منطقة السليمانية) الموجودة في الجزء الشرقي من الإقليم والمتاخمة لإيران وتركيا. ويقوده جلال طالباني الذي يتولى حالياً منصب الرئيس العراقي. ويتمتع الاتحاد الوطني الكردستاني بتأييد معظم عناصر النخب الكردية المثقفة التي نالت حظاً وافراً من التعليم.
أما من الناحية الفعلية غير المعلنة فإن السيطرة على الإقليم موزعة بين مجموعة من الفصائل الكردية المسلحة، وهي بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني (العراقيين)، تضم حزب العمال الكردستاني (التركي) وحزب الحياة الحرة الكردي (الإيراني) إضافة إلى بعض المجموعات الكردية المسلحة الأخرى. وتشير المعلومات إلى أن جميع هذه الفصائل الكردية (العراقية وغير العراقية) تمثل في النهاية كياناً واحداً هو قوام البشمركة الكردية. وتقول المعلومات بأن مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، استطاع أن يفرض سيطرته على هذه القوات عن طريق "وزارة شؤون البشمركة" التي استحدثها ضمن حقائب مجلس وزراء حكومة كردستان الإقليمية، وهي بالأساس ومن الناحية الفعلية والعملية "وزارة دفاع كردستان" ووزير شؤون البشمركة هو بمثابة وزير الدفاع الكردي..
تأسيسياً على ذلك، فإن هذه الوزارة تفرض سيطرتها على قوات البشمركة مثلما تفرض إي وزارة دفاع في العالم سيطرتها على الجيش أو القوات المسلحة التابعة لها من ناحية وحدة مصادر الإمداد، والتدريب، والخطط، والعمليات، والاستخبارات، والإدارة، والشرطة العسكرية، والتسليح، والمذهبية... الخ
على خلفية التهديد بخطر المواجهة المسلحة مع القوات التركية، والضغوط الأخرى التي يتوقع حدوثها، بدأت تبرز بعض الاتجاهات الجديدة في الرأي العام الكردي بإقليم كردستان العراقي. ويقول مراسل وكالة الأسوشيتيد برس بظهور العديد من الآراء الكردية المعارضة لتوجهات البرزاني وحكومته إزاء حزب العمال الكردستاني ومن أبرز هذه الأصوات:
• هبوط النزعة "القومية الاجتماعية" الكردية، بحيث أصبح بعض الأكراد العراقيين يرون عدم وجود أي ضرورة للنزاعات والتوجهات الانفصالية، ويطالبون بإلغاء العلم الكردستاني، وإلغاء مظاهر الاستقلالية السياسية والسيادية لإقليم كردستان العراقي.
• بروز ظاهرة التعايش الكردي – العربي في إقليم كردستان، وبرغم أن حكومة البرزاني ومليشيات البشمركة الكردية، وسلطات قوات الاحتلال الأمريكي تحاول الحد من هذه الظاهرة، إلا أن العلاقات المجتمعية البينية بين أكراد وسنة وشيعة العراق، فقد وصلت إلى درجة كبيرة من التداخل الذي يصعب على مسعود البرزاني وقوات الاحتلال الأمريكي اقتلاعه أو السيطرة عليه.
• بروز قناعات بعض الأكراد السلبية إزاء وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، واللافت للنظر، أن من بين هؤلاء بعض المسؤولين الأكراد في الإقليم، ومنهم طاهر فتح الرحمن محافظ الدهوك، الذي صرح لمراسل وكالة الأسوشيتيد برس قائلاً "لكي نتحدث بنزاهة ووضوح، فإن حزب العمال الكردستاني هو منظمة تسبب الإزعاج والمضايقة لنا".
• فالكارتي كاكاي، وزير الثقافة الإقليمي في حكومة كردستان الإقليمية، عبر لمراسل وكالة الأسوشيتيد برس عن شعوره بالإحباط نتيجة قيام حزب العمال الكردستاني باستخدام العمليات العسكرية المسلحة بدلاً عن الأساليب السياسية في خلافاته مع تركيا، وأضاف قائلاً "لقد أخبرناهم رسمياً بضرورة أن يلقي حزب العمال الأسلحة وأن يلجأ إلى الوسائل الأخرى.." ولكن المشكلة تتمثل في المتشددين الموجودين في صفوف حزب العمال الكردستاني.
عموماً، تقول آخر التقارير بأن ضغوط الولايات المتحدة على الزعماء الأكراد العراقيين، قد أدت إلى قيام هؤلاء الزعماء بحث ومطالبة حزب العمال الكردستاني لإيقاف عملياته الجارية ضد القوات التركية أو مغادرة شمال العراق. وإذا لم يفعل هذا أو ذاك، واستناداً إلى تصريح الزعيم الكردي جلال طالباني، فإن حزب العمال سيجد نفسه في مواجهة أكراد العراق. أما بالنسبة للزعيم الكردي الآخر مسعود البرزاني فعلى ما يبدو أنه يقف على النقيض من جلال طالباني على النحو الذي يشير إلى حدوث خلافات بين الزعيمين حول ملف حزب العمال.. وحتى الآن بسبب تشدد الحزب وتواطؤ مسعود البرزاني فإن سخونة الاقتحام العسكري التركي للإقليم قد تتزامن مع خلاف كردي – كردي يؤدي إلى زيادة الأوضاع سخونة على سخونة..

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...