القاعدة تهدد إيران بضرب مصالحها وتحذر التجار السنة من التعامل معها

10-07-2007

القاعدة تهدد إيران بضرب مصالحها وتحذر التجار السنة من التعامل معها

وجه أبو عمر البغدادي زعيم «دولة العراق الاسلامية» التي تهيمن عليها «القاعدة في بلاد الرافدين» أمس، تهديداً هو الأول من نوعه الى إيران ومصالحها في المنطقة، وأكد إعداد تنظيمه لهجمات «لا تنتظر إلا الأوامر»، محدداً أهدافاً مالية ومصرفية وتجارية. ومنح «أبو عمر البغدادي» في تسجيل صوتي بُث على الانترنت، ويتعذر التأكد من صحته، الإيرانيين مهلة شهرين للتوقف عن دعم الشيعة في العراق، وتوعدهم «بحرب ضروس» في إيران ودول المنطقة.

وقال : «نُمهل الفرس عموماً، وحكام ايران خصوصاً شهرين لسحب كل أنواع الدعم لرافضة العراق، والتوقف عن التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون دولة الاسلام». وأضاف: «وإلا فانتظروا حرباً ضروساً لا تُبقي فيكم ولا تذر، أعددنا لها العدة منذ أربع سنوات، ولم يبق إلا إصدار الأوامر ببدء الحملة، فلا والله لن نستثني بقعة فيها الفرس المجوس لا في إيران ولا في غيرها من دول المنطقة».

ووجه «أبو عمر البغدادي» كذلك تحذيراً إلى التجار السنة في ايران وفي دول الخليج العربية من الشراكة التجارية مع شيعة لأن تجارتهم ستكون «عرضة للضربات» من «دولة العراق الاسلامية». وقال «البغدادي» في كلمته أيضاً: «ننصح ونحذر كل تاجر سني في إيران والدول العربية وخصوصاً دول الخليج، من الشراكة مع أي تاجر رافضي أو إحداث تجارة جديدة معه، وهم مشمولون بفترة شهرين لسحب كل أنواع الشراكة معهم (..) بعدها سيكون أي نوع من أنواع التجارة معهم عرضة للضربات»، لافتاً الى أن هذه الهجمات ستشمل أيضاً الجهات المالية والمصارف التي تتعامل مع ايران في العراق.

كما دعا البغدادي أتباع «السلفية الجهادية» في العالم وسنة ايران الى الاستعداد للحرب مع الجمهورية الاسلامية. وقال: «نوجه نداءنا لكل اهل السنة وشباب السلفية الجهادية في كل أنحاء الأرض كي يستعدوا لهذه الحرب». ودعا «أهل السنة في إيران خصوصاً» للاستعداد لهذه الحرب، وقال إن «أمامكم فرصة تاريخية للحصول على حقوقكم بدءاً بالحكم الذاتي وانتهاء بالاقتصاص العادل من كل من داس كرامتكم».

في المقابل، قلّل مدير مركز العمليات في وزارة الدفاع العراقية اللواء عبدالعزيز محمد جاسم من أهمية تهديدات «تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بها»، معتبراً ذلك جزءاً من الحرب الاعلامية لتنظيم «القاعدة». وقال عبدالعزيز لـ «الحياة» إن «القاعدة وما يسمى دولة العراق الاسلامية في طريقهما نحو التلاشي في العراق، وخصوصاً بعد الضربات التي وجهت إلى التنظيم خلال السنة الماضية، إذ أصبح تنظيماً منهكاً ومشتتاً لكنه ما زال يملك إمكانات إعلامية كبيرة ومدعومة تعمل على تضخيم القاعدة وتغطية خسائره». وتابع: «ننفذ الآن عمليات كبيرة ضد تنظيم القاعدة أهمها عملية السهم الخارق في ديالى وفي مناطق أخرى لا نستطيع الكشف عنها الآن، لذا فإن عناصر هذا التنظيم مطاردة وغير قادرة على تنفيذ تهديداتها».

وفي غضون ذلك، طالب بعض العشائر العراقية في محافظتي ديالى والانبار الحكومة بتسليحه لمحاربة تنظيم «القاعدة». وقال الشيخ علي البرهان أحد شيوخ عشائر عزة في محافظة ديالى لـ «الحياة» إن «معظم مناطق المحافظة لا تزال تحت سيطرة «القاعدة وقوات الأمن لا تستطيع وحدها طرد عناصر هذا التنظيم، لذا نطالب الحكومة بتسليح عشائر المحافظة، وخصوصاً أنها مستهدفة من الجماعات المسلحة». وأشاد البرهان بدور مسلحي «كتائب ثورة العشرين» الذين يقاتلون «القاعدة» في ديالى، وقال إن «كتائب ثورة العشرين وجهت ضربات موجعة لتنظيم القاعدة». وزاد أن «القاعدة تستخدم أسلوب العصابات في القتال، وهو يختلف عن أسلوب القوات العراقية والاميركية، لذا نرى أن تسليح العشائر وسيلة فاعلة لمحاربة عناصر القاعدة وطردها».

وحذر البرهان من امتداد عمليات «القاعدة» الى الدول المجاورة «بعدما أصبح لهذا التنظيم جذور وامتدادات كثيرة داخل العراق». كما طالب عضو «مجلس إنقاذ الأنبار» الشيخ علي زيدان بزيادة تسليح عشائر المجلس معتبراً ذلك «من أهم حاجات العشائر التي تواجه التنظيمات المسلحة». وقال إن «مجلس انقاذ الانبار استطاع محاربة القاعدة وطردها من معظم مناطق الانبار وهذا يبين دور العشائر وأهميتها في تحقيق الاستقرار والامن في المناطق التي عجزت القوات النظامية عن تطهيرها».

إلا أن مطالب هذه العشائر بالتسلح قوبلت بالرفض من الحكومة العراقية، إذ أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع أنها «ترفض تسليح العشائر خارج إطار المؤسسات العسكرية للدولة»، لافتاً إلى أن «تسليح العشائر لا يمكن السيطرة عليه وهو أمر ترفضه الحكومة».

عمر ستار

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...