ما هي القنابل الانزلاقية الروسية 

27-05-2024

ما هي القنابل الانزلاقية الروسية 

مؤخراً، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر استخدام القوات الروسية لما يُعرف بـ “القنابل الانزلاقية” أو “القنابل المجنحة”، وهي قنابل ضخمة مزودة بأجنحة تُستخدم لضرب أهداف في عمق أوكرانيا.

وقد وُصفت هذه التكتيكات الروسية الجديدة بالمميتة والمدمرة والخطيرة على القوات الأوكرانية. لكن ما هي هذه القنابل الانزلاقية، وكيف تؤثر على مجريات الحرب في أوكرانيا؟

القنابل الانزلاقية هي نوع من الأسلحة التدميرية المجهزة بأجنحة تساعد في توجيهها بدقة نحو أهدافها، مما يمنحها مساراً أكثر انسيابية ودقة مقارنة بالقنابل التقليدية.

يمكن إطلاق هذه القنابل من مسافات بعيدة عن الهدف، مما يحمي الطائرات المُطلقة من نيران الدفاعات الجوية القريبة.


 تستخدم القنابل نظام توجيه متقدم يتيح لها الوصول إلى الهدف المحدد بدقة عالية، مشابهة لصواريخ كروز ولكن بتكلفة أقل. يمكن تجهيز القنابل غير الموجهة بأدوات التحكم في الطيران لتصبح قنابل انزلاقية، مما يجعل اعتراضها أمراً صعباً.

تعود فكرة القنابل الانزلاقية إلى الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمت القنابل الألمانية Fritz X و Henschel Hs 293 أنظمة تحكم عن بُعد لتوجيهها إلى أهداف محددة.

اليوم، تعتمد الأنظمة الحديثة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو محددات الليزر لتوجيه القنابل بدقة.

في هجوم حديث على معقل أوكراني قرب خط المواجهة مع القوات الروسية، أصابت قنبلة انزلاقية ضخمة مبنى متعدد الطوابق في بلدة كراسنوهوريفكا، مما أدى إلى تدميره بالكامل.

وقد وثقت صحيفة The Independent البريطانية هذا الهجوم، مشيرة إلى أن القنبلة التي تزن 1500 كيلوغرام حوَّلت المبنى إلى كرة من اللهب وغطته بعمود من الدخان.

تستخدم روسيا القنابل الانزلاقية من طراز “فاب 1500” بشكل متزايد لضرب التحصينات الأوكرانية، وقد أثبتت هذه القنابل فعاليتها في إلحاق أضرار جسيمة بالقوات الأوكرانية.

وفي الوقت نفسه، تواجه أوكرانيا نقصاً في الأسلحة والذخائر بسبب تباطؤ الدعم من الحلفاء الغربيين، مما يمنح القوات الروسية ميزة على الجبهات القتالية.

نشرت القوات الروسية عدة مقاطع فيديو تُظهر استخدام هذه القنابل لتدمير مبانٍ متعددة الطوابق في مناطق تسيطر عليها أوكرانيا بالقرب من الخطوط الأمامية في دونباس.

وتُظهر الفيديوهات لحظات اقتراب القنابل بسرعة من الأهداف وانفجارها في شكل كرات نارية، مما يؤدي إلى انهيار المباني بشكل كامل.

تستخدم أوكرانيا أيضاً قنابل موجَّهة شبيهة تُعرف بـ “ذخائر الهجوم المباشر المشترك” (جدام)، ولكن الإمدادات الأمريكية منها أقل بكثير من إنتاج روسيا لقنابلها.

ورغم أن قنابل “جدام” الأمريكية تُعتبر أكثر فاعلية، فإن قنابل “فاب 1500” الروسية أرخص وتتوفر بكميات أكبر للقوات الروسية.

الرأس الحربي لقنابل “فاب 1500” هو نسخة مطورة من القنابل السوفييتية القديمة، وتحتوي هذه النسخة على 675 كيلوغراماً من المتفجرات، ويمكن إطلاقها من مسافات تتراوح بين 40 و70 كيلومتراً من الهدف، بمدى تدميري يبلغ قطره 200 متر.

تُعرف هذه القنابل بقدرتها على تدمير المباني بالكامل، وقد أطلق مدونو الحرب الروس عليها لقب “مدمرة المباني”.

قال جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني السابق في موسكو، إن قنابل “فاب 1500” كانت في الأصل قنابل غير موجهة من الحقبة السوفييتية، وقد أضيفت إليها أجنحة توجيه لتعزيز دقتها.

ويمكن استخدام تقنيات الملاحة عبر الأقمار الصناعية أو الليزر لتصحيح مسارها، مما يزيد من دقتها التدميرية.

صرح جندي أوكراني من “اللواء 46 المحمول جواً”، المتمركز في منطقة دونيتسك، لشبكة CNN الأمريكية، بأن القنابل الروسية الانزلاقية تُشبه “الجحيم” في قوتها التدميرية.

وأوضح أن الأضرار التي تسببها هائلة، وإذا نجا أحدهم من الانفجار، فإنه لا مفر من الإصابة برضةٍ دماغية، مما يؤثر بشدة على معنويات الجنود.

تستمد هذه القنابل قوتها الفتاكة من ثلاثة عوامل رئيسية. أولاً، تأثيرها الانفجاري أقوى بكثير من قذائف المدفعية والذخائر التقليدية المستخدمة في الخطوط الأمامية، حيث إنها أكبر حجماً ووزناً.

ثانياً، يمكن إطلاقها من مسافة تصل إلى 40 كيلومتراً، مما يتطلب من أوكرانيا استخدام صواريخ اعتراضية طويلة المدى للتصدي لها، ولكن الإمدادات الأوكرانية من هذه الصواريخ محدودة.

كما أن التعديلات التي تجريها روسيا على قنابلها القديمة لا تكلفها كثيراً.

ثالثاً، بحسب جوستين برونك، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني، فإن قدرة روسيا على إنتاج معدات التوجيه الانزلاقية وإضافتها إلى القنابل القديمة تفوق قدرة أوكرانيا على توفير صواريخ الدفاع الجوي.

لذا فإن استراتيجية الاعتراض المباشر لهذه القنابل ليست عملية على المدى الطويل.

زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في يناير مصنع أسلحة قرب موسكو يُنتج قنابل “فاب”.

وأعلن مدير المصنع خلال الزيارة أن الإنتاجية زادت بنسبة 40%، ويعمل المصنع الآن على مدار الساعة.

يشير هذا إلى أن إنتاج هذه القنابل أصبح أولوية للقوات الروسية في الحرب.

ظهرت أولى الشائعات حول قنابل “فاب 1500” في أواخر سبتمبر عندما ادعى مدون عسكري معتمد من الكرملين أن روسيا على وشك الانتهاء من اختبار هذه القنابل.

وبعد شهرين، حذر قائد القوات الجوية الأوكرانية من استعدادات روسية لاستخدام هذه القنابل بكثافة في الجبهات القتالية.

انتشرت مقاطع فيديو تظهر استخدام روسيا لهذه القنابل في مهاجمة المواقع والتحصينات الأوكرانية، خاصة في جبهة أفدييفكا شرق أوكرانيا.

وتمكنت القوات الروسية من السيطرة على المدينة في فبراير بعد انسحاب القوات الأوكرانية، التي تعرضت خطوطها الدفاعية لعشرات الهجمات بهذه القنابل يومياً.

وفقاً لماكسيم جورين، نائب قائد اللواء الهجومي الثالث الأوكراني، فإن روسيا كانت تسقط ما بين 60 إلى 80 قنبلة يومياً. ولم يبق أي مبنى في المدينة على حاله بعد هذه الهجمات.

يقول يوري إغنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن روسيا تستخدم هذه القنابل لمهاجمة الجنود الأوكرانيين أثناء فرارهم، حيث تلاحقهم لضرب مواقع القيادة الخلفية وخطوط الإمدادات.

للتصدي لهذه القنابل، يأمل المسؤولون الأوكرانيون في أن تسهم مقاتلات “إف 16” الأمريكية، المقرر أن تتسلمها أوكرانيا من حلفائها، في تعزيز قدرتها على مهاجمة الطائرات الروسية.

ومع ذلك، يشكك برونك في أن تؤدي هذه الطائرات إلى تحسن ملموس في قدرات أوكرانيا على اعتراض القنابل الانزلاقية الروسية، نظراً لأن المقاتلات الروسية تطلق هذه القنابل من مسافات بعيدة خلف الخطوط الأمامية.

وأشار فورمان، الملحق العسكري البريطاني السابق، إلى أن أوكرانيا قد تضطر إلى نقل دفاعاتها الجوية إلى مواقع أمامية، أو مطالبة الحلفاء بتعزيزات للدفاع الجوي في الجبهات المتقدمة.

عربي بوست

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...