تصعيد عسكري واسع للاحتلال التركي شمال حلب

كما كان متوقعاً، اندلعت موجة جديدة من التصعيد العسكري في ريف حلب الشمالي، بعد أن قامت الوحدات الكردية المتمركزة في المنطقة بتنفيذ سلسلة من عمليات التسلل باتجاه القواعد العسكرية التركية غير الشرعية.

هذا التصعيد يهدد بزعزعة استقرار المنطقة ويهدف إلى التشويش على أي مفاوضات محتملة بين دمشق وأنقرة لإعادة العلاقات بينهما.

تسللت ما تسمى بـ«قوات تحرير عفرين»، التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من واشنطن، إلى نقاط وقواعد الاحتلال التركي في البحوث العلمية شرق إعزاز، وفي قريتي الغوز وحربل غرب مدينة الباب، وكذلك في كلجبرين التابعة لإعزاز.

أدت هذه العمليات، التي تمت في 7 و21 و22 من هذا الشهر، إلى مقتل أربعة من مسلحي «الجيش الوطني» التابع لجيش الاحتلال التركي.

ردًا على ذلك، نفذ الجيش التركي قصفًا مدفعيًا نحو قرى وبلدات ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي عقب كل عملية تسلل.

مصادر متابعة للوضع الميداني بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي تشير إلى أن ردود الفعل التركية على هذه العمليات ستتحول إلى نهج ثابت من التصعيد العسكري المتواصل. خلال اليومين الماضيين، بدأت الأمور تتجه نحو تصعيد أوسع، مع توقعات باستمرار العمليات العسكرية التركية ضد جيوب “تحرير عفرين” ونقاط “قسد” في مناطق عفرين والباب ومنبج.

المصادر نفسها أعربت عن خشيتها من موجات قصف مدفعي وجوي كثيف مشابهة لتلك التي حدثت في تشرين الأول الماضي، عندما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأركان إدارته بغزو تل رفعت ومنبج لإنشاء “منطقة آمنة” مزعومة بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية
ميدانياً، قصفت المدفعية الثقيلة لجيش الاحتلال التركي فجر أمس قرى وبلدات منغ وبيلونية وشوارغة وعين دقنة وأم حوش وعين عيسى وخربة شعالة، وصولاً إلى محيط تل رفعت، في موجة قصف هي الأوسع منذ أكثر من شهرين.

ويشير هذا التصعيد إلى نية قوات الاحتلال تأجيج الوضع العسكري بعد فترة هدوء حذر استمرت لأكثر من شهرين، تخللتها اشتباكات متقطعة.
كما شمل القصف المتبادل أمس محور بلدة عرب حسن بريف منبج الغربي بين الاحتلال التركي وميليشياته من جهة، ومجلس منبج العسكري التابع لـ«قسد» من جهة أخرى، دون معرفة حصيلة المواجهات حتى الآن.

الوطن