بعد موجات الخنافس والفراشات .. ما حقيقة موجة الأفاعي في سوريا؟
توالت على سوريا منذ بداية فصل الربيع موجات من الحشرات و الخنافس والفراشات، وغزت الأجواء وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي على حد سواء، فانتشرت الصور والتصريحات والشائعات.
وتنتشر اليوم صور لأفاعٍ تم اصطيادها في مناطق مختلفة، فما حقيقة موجة الأفاعي في سوريا وماذا نفعل إذا تعرضنا للدغة الأفعى ؟
الباحث في الحياة البرية إياد السليم أكد أن “انتشار الأفاعي في مثل هذا الوقت أمر طبيعي ومعتاد، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي هي من تضخم مثل هذه القصص، حيث يقوم من اصطاد أفعى بنشر الصورة، والتصوير القريب يجعلها تبدو أكبر من حجمها”.
وأضاف السليم “يزداد ظهور الأفاعي في موسم الحصاد، ذلك أن معظم الأفاعي تحب التواجد بين وقرب الحقول، سعياً لقنص الفئران، التي تعد غذاءها المفضل، والتي تكثر في الحقول لتقتات بسنابل القمح المتساقطة”.
وتابع الباحث “ليس للأمطار والخضار دور في انفجار أعداد الأفاعي كما حصل مع الحشرات، لكن من الممكن أن يسهم ذلك في ازدياد عددها العام القادم، إذ قد تبيض أكثر، وينجو من صغارها عدد أكبر”.
وحول ظهور أنواع جديدة من الأفاعي في سوريا، أوضح السليم أن “حصول هكذا أمر مستحيل أو شبه مستحيل، وكامل الصور التي ظهرت هي لأنواع معروفة تماما لدي، ولكن قد يفاجئك ظهور نوع من الأفاعي في منطقة من المفروض عدم تواجدها فيها فيكون أول رصد لها في هكذا منطقة”.
وأردف “هذا ما حصل منذ أسبوعين، حيث تم قتل أفعى فلسطينية خطيرة في ريف دمشق وهذا كان أول رصد لها في المنطقة، فهي تتواجد عادة فقط في الشريط الشاطئي لسوريا، وفي ريف حمص الغربي”.
وبيّن السليم أن “الأفاعي الموجودة في البيئة السورية تقسم إلى نوعين: ساحلية وداخلية، وهي بمعظمها غير سامة ومفيدة، على عكس ما يعتقد الناس”.
وتابع “وفي المقابل، الأفاعي السامة ضرورية للتوازن البيئي، وهناك نحو 50 نوعاً مختلف من الأفاعي في سوريا، يجب الحذر من نوعين منها، وهي البيضاء والرقطاء الفلسطينية”.
ونوّه الباحث إلى أنه “بشكل مبسط يمكن القول إن الأفاعي الطويلة السريعة غير سامة، فصفاتها هذه تؤمن لها الحماية وسهولة اقتناص الفرائس، فلا تحتاج أن تكون مسلحة بالسم، وما يجب الحذر منه هو الأفاعي الثخينة ذات الذيل القصير، والتي تتحرك ببطء ورأسها مثلث الشكل، فهي التي تكون سامة”.
وأشار السليم إلى أنه “من الأفاعي الشائعة لدينا والتي تقتل ظلماً وهي مفيدة وغير سامة، “الحنش الأسود” و”عقد الجوز” و”النشابة” وهذه جميعها نحيلة طويلة”.
أما عن الإجراءات الواجب اتخاذها في حال التعرض للدغة أفعى، قال السليم: “تجنب الذعر والتصرف بهدوء أهم نقطة، فمن الممكن ألا تكون الأفعى سامة، ولو كانت سامة فالسم يحتاج عدة ساعات ليظهر أثراً”.
وأكمل الباحث “وفي معظم الحالات الجسم يقاوم السم وحده، لكن مراجعة المستشفى تبقى ضرورية، وعلى المصاب خلال هذا الوقت أن يحاول ترك مكان اللدغة أخفض من القلب، مع تجنب حكه، حتى لا يصل كثير من السم للقلب، والذي سيضخه لكامل الجسم”.
وبيّن أنه “على من يتعرض للدغة أفعى أن يتأملها قليلاً ليحفظ شكلها، ليصفها للمعالج، والذي قد يستنتج إن هي سامة أم لا، وهذا الأمر مهم أكثر في دول أخرى، إذ يتوفر ترياق مضاد لسمّ كلّ أفعى سامة على حدا”.
وتابع ” أما في سوريا ودول المنطقة، فيستعمل (مصل كوكتيل لمجموعة من الأفاعي السامة معاً)”.
ونفى السليم الأقاويل الشائعة بالنسبة لإجراءات لدغة الأفعى، فأظهر أنه “على عكس ما هو شائع، لايجب وضع رباط فوق اللدغة أو جرحها لإخراج الدم المسموم أو مصها، وهذه الممارسات الخاطئة من الممكن أن تفاقم المشكلة”.
ووجه الباحث مجموعة من النصائح لتجنب التعرض للدغة الأفعى فقال: “على الشخص أن يراقب خطواته في الأماكن العشبية والصخرية، والأماكن التي تتواجد فيها الفئران بكثرة، مع التنبيه إلى أن الأفاعي لا تهاجم أحد، إنما تلدغ إذا تم الدوس عليها”.
وأضاف “في البيوت الريفية تحديداً، كافح الفئران لا تأتيك الأفاعي، ولا يجب إمساك الأفاعي للاستعراض والتسلية، وللحقيقة فهي لا تحب هدر سمّها على الناس، إنما تفضل أن تستخدمها لاصطياد الفرائس لتأمين غذائها”.
يشار إلى أن التمييز بين الأفعى السامة وغير السامة سهل، ومعظم الحالات المتفاقمة أو حالات الوفاة بعد لدغة الأفعى تحدث بسبب الرعب والهلع الذي يزيد ضربات القلب، وتبعا لذلك تدفق الدم والسم في الجسم، فمفتاح النجاة من لدغة الأفعى هو “الهدوء”، وذلك حسب الباحث.
تلفزيون الخبر
إضافة تعليق جديد