من الماء خرج المعلم الاول!!
يقول برعوشا/ باروز/بيروسيوس وهو مؤرخ و عالم كلداني من بابل، عاش في القرنين الرابع و الثالث قبل الميلاد .و كان كاهناً في معبد بابل ،ثم انتقل الى اثينا و تعلم اليونانية اضافة لدراسته التاريخ و الفلك و الجغرافيا وبسبب علومه وسلوكه الأخلاقي المتميز وخطبه المتينة قدّره الاثينيون و أحبوه فأقاموا له تمثالاً من رخام و جعلوا لسانه من ذهب!!
انتقل الى كوس و أسس فيها مدرسة للفلك ووضع كتاباً من ثلاث مجلدات عن تاريخ و حضارة بابل(بابيليونيكا/البابليات) اعتمد فيه على على المصادر الأصلية الموجودة في معبد(بِل) فكتب عن الطوفان وعن الملوك التسعة قبل الطوفان و عن بابل ودخول الحضارة إليها و عمرانها و عن ملحمة الخلق و ملوك بابل بعد الطوفان ...أكدت المكتشفات الأثرية و الألواح المسمارية دقة بالغة بما كتبه.و اليكم مقتطف من بابيليونيكا( البابليات) - الجزء الاول :
الى بلاد بابل ، قَدِمَ من مناطق اخرى عدد كبير من الناس وتمركزوا في بلاد الكلدان (الجزء البحري) حيث عاشوا حياة جهل تماثل معيشة البراري، وفي سنة اولى آنذاك ، ظهر على الشاطىء كائن غير عادي يقال انه خرج من البحر الاحمر وسُمي اوانس.جسده الكامل كان جسد سمكة وله تحت رأس السمكة رأس آخر بشري ، وكذلك رجلان مماثلتان لرجلي انسان .وكان هذا الكائن الحي يمضي نهاره مختلطاً بالبشر دون تناول أي طعام.كان يعلمهم الكتابة والعلوم والفنون وبناء المدن وبناء المعابد واصول المحكمات والهندسة ، وكشف لهم ايضا كيفية زراعة الحبوب وجني الثمار وقد علمهم إجمالاً كل مايشكل أسس الحياة المتحضرة .تم ذلك بشكلٍ جيد وكاف، حيث انه منذ ذلك الحين ، لم يتم اكتشاف اي جديد معهم ، حول هذه المعارف.وعند غروب الشمس ، كان هذا الكائن اوانس يعود للغوص في البحر ، بغية تمضية لياليه تحت الماء، لانه كان برمائياً .وظهر فيما بعد من هم على مثاله (الابكالو)**اوانس : تسمية هلنستية للاله انكي / إيا .
لم تعجب كتاباته العديد ممن تماشوا مع اليهودية لأنها عرّت زيف توراة عزرا فيما بعد، فاختفى جزء عظيم من مؤلفاته !! وبقي ما حفظها المؤرخون عنه وكانت مرجعية بالنسبة لهم أمثال أوسابيوس و بوستينوس و كليمنس و كيريلس الاسكندري...
المراجع:
*تاريخ سورية ج2 يوسف الدبس*صانعو تراثنا *سوريون في التاريخ*سورية القديمة*ديوان الاساطير-الحضارة والسلطة*دور سورية الحضاري
إضافة تعليق جديد