تقرير استخباري: المخابرات الأمريكية خطفت علي رضا عسكري
الجمل: نشر تقرير واينمادسون الاستخباري الأمريكي المزيد من المعلومات حول اختفاء الجنرال علي رضا عسكري، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق.
يقول التقرير وفقاً لمصادر تركية وثيقة الصلة بجهاز المخابرات التركية (MIT) بأن علي رضا عسكري من الممكن أن يكون ضحية أخرى لإحدى نزهات الرئيس بوش والبيت الأبيض وأجهزة إعلام المحافظين الجدد، وأنشطة العميلة السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية فاليري بلامي ويلسون وشركة برويستر جينينغز التي كانت بمثابة شركة واجهة لوكالة المخابرات المركزية، تشرف على إدارتها فاليري بلامي.
كان علي رضا عسكري بمثابة سمكة كبيرة لمخابرات واشنطن. فقد كان عسكي منخرطاً في العمل مع حزب الله كمسؤول الارتباط الإيراني لحزب الله. وخلال عمله نائباً لوزير الدفاع، كان عسكري وثيق الصلة بالصواريخ الإيرانية قصيرة وطويلة المدى، وعمليات الحصول على المواد النووية.
سافر عسكري مراراً وتكراراً إلى روسيا، كوريا الشمالية، باكستان، والهند. وقد تم حرمانه من المشاركة في العمل بسبب الكشف عن بعض العمليات الفاسدة المتعلقة بالابتزاز داخل وزارة الدفاع، وقد تم إعفاء عسكري من واجباته بوزارة الدفاع واعتقاله، وعلى الأغلب تم إخضاعه للتعذيب. وبعد أن ثبتت صحة مزاعمه حول الابتزاز والفساد في وزارة الدفاع الإيرانية تم إعادة عسكري للعمل وتولي مسؤولية الإشراف على اتفاقية الدفاع الإيرانية- السورية.
واعتقال وسجن عسكري يمكن أن يكون قد لفت انتباه وأثار اهتمام المخابرات الأمريكية، والتي سعت بأمل تحويله إلى رصيد أو عميل لها.
من المعروف أن العسكري قام بزيارة استطنبول في مناسبات قليلة، وتعتبر مدينة استطنبول أيضاً مكان ارتباط بالنسبة لأنشطة شركة بريوستر جينينغز.
خلال إحدى رحلاته إلى دمشق، والمتعلقة بإشرافه ومتابعته لاتفاق الدفاع الإيراني- السوري، تم الاتصال بعسكري بواسطة أحد تجار السلاح في اسطنبول، وهو شخص كان معروفاً لعسكري خلال رحلاته السابقة، وقد طلب تاجر السلاح من عسكري أن يحضر إلى اسطنبول من أجل عقد اجتماع، واتصل عسكري بطهران وطلب إذناً يسمح له بالسفر إلى اسطنبول، وقد منحت السلطات الإيرانية عسكري إذن الذهاب إلى تركيا وقامت القنصلية الإيرانية في اسطنبول بإجراءات الحجز الفندقي الخاصة به.
في يوم 7 كانون الأول 2006م تم تفقد عسكري داخل فندق سيهان باسطنبول بواسطة بعض المسؤولين الإيرانيين الزائرين.. فترة حجز عسكري الفندقي هي ثلاثة أيام.
وفي يوم 8 كانون الأول 2006م اختفى الجنرال عسكري، وأعلنت إيران عن اختفاء عسكري إلى الانتربول (البوليس الدولي) في يوم 26 كانون الأول 2006م، وأخبرت الحكومة التركية حول موضوع اختفاء عسكري في 4 شباط 2007م.
يقول تقرير واينمادسون بأن مصادر تقول بأن اسم عسكري يمكن أن يكون قد تم الكشف عنه بعد انكشاف أمر شركة بريوستر جينينغز، ومن المحتمل أن تكون قد كانت له بعض الاتصالات، أياً كان نوعها، مع شركة (واجهة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية)، وتبعاً لذلك أصبح لاحقاً هدفاً للبيت الأبيض وجماعة المحافظين الجدد، الساعية من أجل العثور على الدليل الدامغ، لكي تستخدمه ضد إيران بهدف تبرير الهجوم العسكري.
وعلى أية حال: مع أن عسكري قد لا يكون شريكاً راغباً في التعامل مع البيت الأبيض وحلفائه الإسرائيليين، فإن بعض التقارير الإعلامية زعمت بأن عسكري قد انشق بإرادته وذلك لأنه تأكد تماماً من أن أسرته قد غادرت طهران إلى الغرب قبل انشقاقه.
وبرغم ذلك فقد تبين لاحقاً أن هذه التقارير الإعلامية كانت على سبيل التضليل، وذلك عندما تناقلت وسائل الإعلام أن سيما أحمدي زوجة عسكري قد وصلت إلى السفارة التركية في إيران وطلبت مساعدة السفارة التركية من أجل العثور على زوجها.
يقول تقرير واينمادسون بأن عسكري على الأغلب أن يكون قد تم اختطافه بواسطة عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي، وهو ما قالته زوجة عسكري.
وهناك تقارير تقول: إن عسكري قد تم اختطافه وأخذه إلى أحد موقعين، هما: إما قاعدة انجرليك الجوية الأمريكية في جنوب تركيا، أو قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن هاتين القاعدتين كان يتم استخدامهما بواسطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لنقل واحتجاز السجناء الذين يتم أخذهم من عدة بلدان، ومن ثم فإن اختطاف عسكري إن تم إثباته، فإنه يعتبر دليلاً وبرهاناً جديداً على أن بوش والبيت الأبيض الأمريكي والإسرائيليين يتقصدون عمداً اختلاق الأزمات مع إيران.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد