قوات "الوفاق" تستعيد ميناء سرت من "داعش"

11-06-2016

قوات "الوفاق" تستعيد ميناء سرت من "داعش"

أعلنت قوات حكومة "الوفاق" الليبية، السبت، أنها سيطرت بالكامل على ميناء سرت وأحياء سكنية تقع في شرق المدينة بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش" قُتل فيها 11 من عناصرها.
وقال العضو في المركز الإعلامي الخاص بالعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من "داعش" رضا عيسى إن قوات "الوفاق" سيطرت على الميناء بعد اشتباكات مع التنظيم بالدبابات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، قبل أن تتمكّن مساء الجمعة من السيطرة بشكل تامّ على الميناء الواقع في شمال المدينة.
وذكر عيسى أن القوات الحكومية نجحت أيضاً في طرد عناصر التنظيم من منطقة السواوة التي تضم مجموعة من الأحياء السكنية في شرق سرت، مشيراً إلى أن 11 عنصراً من قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي قُتلوا في المعارك التي شهدتها سرت الجمعة، بينما أُصيب 45 عنصراً آخر بجروح، موضحاً أن "أغلب الإصابات كانت من نيران القنّاصة".
وتتشكّل قوات "الوفاق" من مجموعات مُسلّحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضمّ المجموعات الأكثر تسليحاً في البلاد وتملك طائرات حربية من نوع "ميغ" ومروحيات قتالية.
كما تضمّ هذه القوات جهاز حرس المنشآت النفطية ووحدات من الجيش المنقسم بين سلطتي حكومة "الوفاق" والحكومة الموازية غير المعترف بها في شرق ليبيا ويُقود قواتها خليفة حفتر.
وتتبع القوات غرفة عمليات مشتركة مقرها مدينة مصراتة انشأتها حكومة الوفاق الوطني. لكن طبيعة وجود قيادات منفردة للجماعات المسلحة التي تتكون منها هذه القوات، والمنافسة في ما بينها، تصعب مهمة الغرفة العسكرية في السيطرة عليها.
وقالت الخبيرة في شؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط في معهد "اميركان انتربرايز" اميلي ايستيل إن "القوات المنخرطة في العملية ضدّ داعش لا تتبع هيكلية قيادية مُوحّدة، ولا تتشارك النظرة ذاتها لليبيا في فترة ما بعد التنظيم".
وبعد نحو شهر من انطلاق عملية "البنيان المرصوص" في 12 أيار الماضي التي قُتل فيها 125 عنصراً على الأقل من قوات حكومة "الوفاق" بحسب مصادر طبية، تمكّنت القوات الحكومية الخميس من دخول المدينة آتية من الغرب بعدما حقّقت تقدّماً سريعاً على الأرض في الايام الماضية.
وأوضح عيسى إن تنظيم "داعش" بات "مُحاصراً في منطقة لا تتعدّى مساحتها الخمسة كيلومترات مُربّعة" تمتدّ بين وسط سرت وشمالها.
وقال مصدر ديبلوماسي ليبي: "كان من المتوقّع أن تحدث معركة عنيفة في سرت، لكن المعركة لم تكن صعبة كما كان يتصورّها البعض. ربما بالغنا في إحصاء أعداد مقاتلي التنظيم؟"، في إشارة إلى تقارير تحدّثت عن وجود نحو خمسة آلاف عنصر من التنظيم في سرت.
واعتبرت ايستيل، من جهتها، أن "استخدام القوة الجوية والقدرات التقنية الأخرى القادرة على إبطال مفعول متفجّرات (...) التنظيم، السبب الرئيسي لتقدّم قوات الوفاق السريع".
ومن المفترض أن يُسهم طرد التنظيم من سرت في تعزيز شرعية حكومة "الوفاق" الوطني على الصعيدين الخارجي والداخلي، وقد يدفع الدول الكبرى إلى الإسراع في تسليحها لمساعدتها على بناء جيش ليبي مُوحّد. لكن التحدّي الأبرز في مرحلة ما بعد "تحرير سرت" يتمثّل في العمل على نزع السلاح من الجماعات التي تتمسّك به.
ورأت ايستيل أن "كل الأطراف المُسلّحة الرئيسية (...) تستخدم الهجوم على داعش ذريعة للسيطرة على مزيد من الأراضي. وتواجدها معاً في وسط ليبيا قد يُهدّد بإشعال حرب أهلية".


 (ا ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...