المقاتلات الروسية تتابع عملها في تدمر
على وقع الأصداء السياسية لقرار روسيا خفض وجودها العسكري في سوريا، وما أثير بعدها من شائعات حول انسحاب لـ «حزب الله»، نفاها مصدر في الإعلام الحربي نفياً قاطعاً، تابعت مقاتلات روسية مهامها الجوية في محافظة حمص وسط سوريا، حيث كثفت غاراتها على معاقل تنظيم «داعش» في تدمر ومهدت لتقدم وصفه مصدر عسكري بأنه «نوعي».
وقال مصدر عسكري سوري، إن قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها سيطرت على أعلى قمم جبل الهايل، التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن مدينة تدمر الأثرية من جهتها الغربية، إضافة إلى تلة أخرى، الأمر الذي وضع المدينة تحت مرمى نيران الجيش السوري وساهم بإشرافه على كامل السلسلة الجبلية المحاذية لتدمر، وتضييق الخناق على مسلحي «داعش» فيها.
وأوضح المصدر أن هذا التقدم جاء بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات روسية على مواقع «داعش»، الأمر الذي أجبر المسلحين على الانسحاب إلى الخطوط الخلفية، في وقت يتابع فيه مسلحو التنظيم ترحيل عائلاتهم من تدمر نحو مدينة الرقة وبلدات أخرى لاستباق وقوع المدينة بيد الجيش السوري.
بالتزامن مع ذلك، فتح الجيش السوري، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، جبهة جديدة في محيط مدينة دير الزور شرق سوريا، وتقدم نحو حقل التيم النفطي الواقع على بعد نحو 25 كيلومتراً جنوب شرق المدينة، حيث تمكن من السيطرة على جزء من أوتوستراد دير الزور - الميادين، كما أصبح بمحاذاة الحقل النفطي الذي يسيطر «داعش» عليه.
وجاء هذا التقدم بعد أقل من ثلاث ساعات على تصدي قوات الجيش السوري لهجوم عنيف شنه مسلحو «داعش» على مدينة دير الزور، بالتزامن مع عاصفة رملية ضربت المدينة، حاول مسلحو التنظيم استغلالها، فقاموا بإمطار الأحياء الواقعة تحت سيطرة الحكومة بعشرات القذائف، بالإضافة إلى شن عدة هجمات تمكن الجيش السوري من التصدي لها، بمؤازرة من سلاح الجو السوري، في وقت لم يشارك فيه سلاح الجو الروسي بأية غارات على هذه الجبهة وفق مصدر عسكري سوري.
وبحسب المصدر، فإن قوات الجيش السوري التي انطلقت من مواقعها في جبل الثرد أصبحت تحاصر الحقل النفطي ومحطة الغاز من ثلاثة محاور، الأمر الذي يمهد لاختراقه بعد تضييق الخناق على مسلحي التنظيم. ويعتبر حقل التيم ثاني أكبر الحقول النفطية السورية في منطقة حوض الفرات. وإضافة إلى أهمية الحقل من ناحية إنتاجيته للنفط، فإنه يقع الحقل في منطقة استراتيجية، وتساهم السيطرة عليه في تأمين موقع اللواء 137 الذي يعتمد عليه الجيش السوري في الوقت الحالي كمهبط للطوافات.
وفي شرق سوريا أيضا، شن تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مواقع سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» في منطقة الشدادي، بالتزامن مع العاصفة الرملية، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في قرية العزاوي تخللها سقوط قتلى من الجانبين، من دون أية تغييرات في خريطة السيطرة.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد