الحجاج وهداياهم

بعد ماء زمزم، تعتبر المسابح عموما من الهدايا التذكارية المفضلة والسهلة الحمل، التي يشتريها الحجاج من الاراضي المقدسة لذويهم وأحبائهم.
والمسابح انواع، منها البسيطة الزهيدة الثمن، ومنها الفاخرة الغالية، والتي تتحول من وسيلة لذكر اسم الله وتسبيحه الى عنوان وجاهة اجتماعية ومكانة خاصة.
وقال الحاج مصطفى البرعي (53 سنة)، الاستاذ في الجامعة الاميركية في القاهرة والذي يهوى جمع المسابح: "افخر المسابح هي تلك التي تصنع من الاحجار الكريمة الطبيعية، واشهرها الكهرمان والعقيق واليسر". وأوضح ان "المسبحة اليسر من حجر اسمه اليسر، وهناك مسابح تعتبر ايضا من نوعية جيدة وهي تلك التي تصنع من العاج والخشب ومنه الصندل وخشب الورد".
واضاف ان مسابح العقيق والكهرمان "تصل قيمة بعضها الى خمسة آلاف ريال سعودي (اكثر من 1300 دولار)، اما سبحة اليسر فتصل قيمتها الى ثلاثة الاف ريال (800 دولار) والعاج 300 ريال".
وأسف البرعي لاقدام الصينيين في السنوات الاخيرة على تصنيع المسابح بشكل تجاري وانتاج نماذج مقلدة للاحجار الكريمة، اضافة الى مسابح الخشب والكريستال التي يراوح ثمنها بين ريال واحد و30 ريالا (8 دولارات). ورأى ان المسبحة الفاخرة "اضحت في بعض الحالات عنوانا للوجاهة الاجتماعية، اذ تشير الى مكانة صاحبها الذي يسعى من خلالها الى لفت انظار المحيطين به".
ويقبل الحجاج على اقتناء المسابح من المحال المحيطة بالحرم المكي ومن مئات البسطات المنتشرة هناك، لرخص ثمنها وسهولة حملها وقلة المساحة التي تشغلها في الحقائب.
وأشار بائع المسابح والعطور والبخور ابو فارس (32 سنة) الى نوعيات اخرى من المسابح مثل تلك المطعمة بالصدف والفضة والكهرمان، وايضا مسبحة الكوك (خشب ذكر جوز الهند).
وقال الحاج اليمني صالح الحرازي عارضا مسبحة: "نسمي هذه المسبحة "الملكي" وقد اشتريتها بـ50 ريالا (13 دولارا) من مكة المكرمة. وليس ثمنها هو المهم بل المكان الذي اشتريتها منه"، مضيفا: "اقتنيت عددا منها للاهل والاحباب".
وتتعدد هدايا الحجاج الى اهلهم، ففضلاً عن المسابح، تلقى سجاجيد الصلاة والمصاحف وانواع التمور والبخور والعطور اقبالا كبيرا من الحجاج. اما الأشغال الذهبية فهي تثير خصوصاً اهتمام الحاجات.
وتزدهر تجارة هذه الهدايا في مكة والمدينة اللتين تشهدان تدفق اكثر من مليوني حاج يندر ان يغادر احدهم الاماكن المقدسة من دون هدية.

المصدر: و ص ف