دمشق تلقت دعوتها لحضور «موسكو 2» و«الائتلاف» يرفض المشاركة
تلقت الحكومة السورية دعوة للمشاركة في مؤتمر «موسكو 2» المزمع عقده أوائل نيسان المقبل، مبدية استعدادها للحضور، لكن من دون الإشارة إلى مستوى المشاركة، والتي اقتصرت في المرة السابقة على مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
وأكد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه السفير المكلف بالمهمات الخاصة لدى وزارة الخارجية الروسية عظمة اللـه كولمحمدوف في دمشق امس، «حرص سوريا على مواصلة العمل لإنجاح الجهود الروسية، وأن الخطوة الاهم في تحقيق ذلك هي الاتفاق على جدول أعمال يحدد منهجية العمل وأسس الحوار والآليات الكفيلة بتحقيق أهدافه»، مشيراً إلى «ثقة الحكومة والشعب في سوريا بالقيادة الروسية، وبجهودها الحثيثة لإيجاد حل في سوريا، على الرغم من المعوقات التي تضعها بعض الدول الإقليمية والغربية في طريق إيجاد ذلك، وخاصة ما يتعلق بمواصلة دعمها للتنظيمات الإرهابية على كافة الصعد».
وثمن كولمحمدوف «انفتاح الحكومة السورية على المبادرات السياسية في سوريا، والخطوات التي تتخذها لإنجاح هذه المبادرات، وفي مقدمتها المصالحات التي تقوم بها والتي تؤكد حرص القيادة السورية على حقن الدماء بكل الطرق الممكنة».
وقالت مصادر مسؤولة، إن الجانب السوري تلقى الدعوة الخاصة بالحكومة السورية لحضور مؤتمر «موسكو 2»، وأن دمشق أبدت حماسها واستعدادها للمشاركة.
وتوقعت مصادر أخرى ألا يتغير مستوى المشاركة، رغم رغبة الجانب الروسي برفع تمثيل الوفد الحكومي إلى مستوى معاون وزير أو نائب وزير في المشاورات المقبلة. ويرى الجانب السوري أن رفع مستوى الوفد يجب أن يرافقه «جدول أعمال يقود إلى خطوات عملية»، ترغب الحكومة السورية في أن تتكلل بـ «حكومة وحدة وطنية»، رغم يقين المصادر أن «الظروف الدولية والإقليمية الراهنة ليست بهذا التصور بعد».
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد استعرض أمس الأول مع وفد روسي، برئاسة السفير المكلف بالمهمات الخاصة لدى وزارة الخارجية الروسية عظمة اللـه كولمحمدوف، التحضيرات القائمة لعقد مؤتمر «موسكو 2» بين وفد حكومي وشخصيات من المعارضة في الفترة ما بين 6 و9 نيسان المقبل، وذلك بما «يضمن نجاحه، وتحقيق خطوة أخرى على طريق وضع حد للأزمة في سوريا».
وعبر المقداد، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية - «سانا»، عن «التقدير العالي للجهود التي تبذلها روسيا الصديقة، بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، في الوقوف إلى جانب سوريا بمواجهتها للتنظيمات الإرهابية». وأعرب عن «امتنان سوريا، قيادة وشعباً، للأصدقاء الروس لإنجاح المشاورات التمهيدية التي انعقدت بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة في موسكو خلال كانون الثاني الماضي، وعن إرادة الشعب السوري في تعميق العلاقة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات».
من جانبه أكد كولمحمدوف «أهمية العلاقة القائمة بين روسيا وسوريا، وحرص القيادة الروسية على إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا».
وحضر اللقاء مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، ومن الجانب الروسي مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية رئيس اللقاء التشاوري الروسي - السوري فيتالي نعومكين والسفير الروسي في دمشق الكسندر كينشاك.
وعلقت مصادر حكومية معنية بلقاء موسكو، على قرار «الإئتلاف الوطني» المعارض رفض حضور المؤتمر بأنه «قرار تركي» وليس سورياً، مشيرا إلى «عدم توقف الجهود التركية لعرقلة أية عملية سياسية طموحة لحل الأزمة السورية».
وأرسل الروس رغم ذلك عدداً من الدعوات إلى الوفود المشاركة، انحسرت فيها قوائم الأحزاب الداخلية، ومنحت فيها الشخصيات المشاركة ألقابها التمثيلية. ووفقا لما ذكرته عدة مصادر فإنه تم توجيه الدعوة إلى حضور مؤتمر «موسكو 2» لكل من «الائتلاف» بشخص رئيسه خالد الخوجة على أن يصطحب شخصين معه، و «هيئة التنسيق الوطنية» بشخص رئيسها المنسق العام حسن عبد العظيم على أن يصطحب معه شخصين، ورئيس «تيار بناء الدولة السورية» بصفته الرسمية لؤي حسين، ورئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم، وكل من الشيخ معاذ الخطيب والشيخ محمد حبش، ورجال الأعمال خالد محاميد وعبد القادر السمكري وايمن الاصفري، وسمير الشامي وخالد عيسى ووليد البني وسليم خير بيك، وممثل عن اتحاد القبائل الشرقية الفنان جمال سليمان وأمينة أوسو عن «الإدارة الذاتية»، ومن فرنسا رندة قسيس، وسمير العيطة، وميشيل كيلو، ومن لندن ريم تركماني ونمرود سليمان وأحمد الجربا ونائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل، ورئيس «هيئة العمل الوطني الديموقراطي» من الداخل محمود مرعي.
وطلب من مجموع الأحزاب المرخصة التي شاركت في الجلسة السابقة إرسال شخص وحيد لتمثيلها. وعلم أن ممثلين عن الأحزاب التي شاركت في الجلسة السابقة فشلت في اختيار ممثل وحيد حتى اللحظة.
وكان لافتاً غياب اسم المعارض السوري هيثم مناع عن قائمة المدعوين، علما أن الأخير هاجم لقاء موسكو في وقت سابق، كما يعمل على تأسيس تيار جديد مستقل عن «هيئة التنسيق».
وقال لؤي حسين، إن التيار لم يتخذ قراره بالمشاركة في هذه الجلسة، بانتظار حسم عدة مسائل، منها منع السفر المتعلق بشخصه بعد اعتقاله الأخير، وأيضا لأسباب إجرائية، علق عليها بالقول بأنها تتمثل بمطالبة التيار بـ «جدول أعمال واضح» و «إعادة النظر بالشرط الروسي المتعلق بعقد المؤتمر بمن حضر»، مشيراً إلى ضرورة أن يحقق المضيف الروسي شروطاً عامة، بينها «تأمين ضمانات بقدرته على التأثير في حليفه المتمثل بالحكومة السورية، وذلك عبر إجراءات ومؤشرات بناء ثقة، كإطلاق سراح معتقلين على سبيل المثال».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد