بكفلوني رئيساً للهيئة العامة للكتاب السلفي
«الإجهاز على ما تبقى من الثقافة السورية: جهاد بكفلوني رئيساً للهيئة العامة السورية للكتاب. شعراء اتحاد الكتاب العرب يحتلون وزارة الثقافة؛ ولا أمل بنسمة هواء مغايرة؛ إلى الوراء در». هكذا كتب الروائي خليل صويلح على صفحته الشخصية في الفيس بوك، محتجاً على تعيين بكفلوني الذي تم تعيينه أمس خلفاً لوضاح الخطيب؛ مما أثار حفيظة العديد من المثقفين السوريين؛ لا سيما أن بكفلوني يعتبر من المحسوبين على التيار المحافظ، حتى أنه أدخل كليشيه عممها كافتتاحية لمعظم منشورات الهيئة السورية للكتاب. هكذا سيفاجأ القارئ لكـتاب «البنـيات الدالة على الحياة والموت في شعر فايز خضور» الصادر حديثاً عن الهيئة السورية للكتاب، بمقدمة تستهل كتاباً نقدياً على النحو الآتي: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفـضل الصـلاة وأتم التسليم على سيدنا محمدٍ خير المرسلين، وعلى آله وصحـبه الكرام أجمعين، وبعد»، متابعاً: «فأما كان الشعر أو الفن عامة هو المرشح الأول للحديث عن أحلامنا..إلخ»!! مفارقة جعلت من الكاتب السوري يشعر بأنه تابع مباشرةً لوزارة الأوقاف لا لوزارة الثقافة؛ وعن هذا يقول الكاتب والأديب حسن م. يوسف معلقاً على تعيين بكفلوني الذي كان يرفض نشر أي كتاب شعري في الهيئة لا ينتمي إلى قصيدة العمود: «اعتدنا ألا يكون مدير الهيئة السورية العامة للكتاب مجرد موظف حكومي موثوق، بل صانع ثقافة من طراز خاص (...). لا أعرف الأستاذ جهاد بكفلوني شخصياً، وليست لدي أية فكرة عن مزاياه الشخصية ولا كفاءاته الإدارية، لكن القصائد والمقالات المتباعدة التي قرأتُها له قدمته لي كرجل منكفئ إلى الماضي، بحيث لم أستطع أن أتخيله جالساً على كرسي أنطون مقدسي».
وقد تمكنت الهيئة من الحفاظ على سمعتها الطيبة ورصانة مطـبوعاتها بفـضل مدراء جادين وصناع ثقافة من الدرجة الأولى تناوبوا على إدارتها؛ مثل المفكر أنطون مقدسي والباحث محمد كامل الخطيب؛ والأديب محمود عبد الواحد، ففي شخصية كل واحد من هؤلاء - يضيف يوسف: «يلتقي أنبل ما أنجزه الإنسان خلال مشواره على هذه الأرض من قيم ثقافية وإبداع».
روائي وناقد سوري فضل عدم ذكر اسمه قال : «إذا كان الاختيار الخاطئ لمدير الهيئة السورية العامة للكتاب في زمن السلم يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى إنتاج ونوعية ونشر وتوزيع الكتاب؛ فإن مثل هذا الاختيار في حالة الحرب على الجبهة الثقافية مع فكر ماضوي ونزعات ما قبل وطنية؛ يعد تواطؤاً مع ذلك الفكر وتلك النزعات وحواضنها الثقافية والسياسية. وهذا ما يحدث تماما في هذه الهيئة المنكوبة وغير المستقرة منذ سنوات بسبب التعيينات الارتجالية القائمة على العلاقات والولاءات المنافقة؛ وليس على الكفاءات المشهود لها بالنزاهة والوطنية وقضايا التنوير والتحديث والإبداع».
هيئة الكتاب ليست انتفاعا أو إدارة خدمية. إنها بما تنتجه وتوزعه من كتب وتستقطبه من كفاءات وكتّاب ومبدعين - يتابع الناقد السوري - وما تقدمه من مشاريع ثقافية تمثل صورة المشهد الفكري والإبداعي والثقافي وحتى السياسي. ومن هنا تأتي أهميتها الكبرى. ومن هنا لا يمكن للمثقف السوري أن يفهم هذا التخبط في اختيار مديرها العام ومدير التأليف ومدير الترجمة ومدير ثقافة الطفل وسواها من الإدارات التابعة لها... هو تخبط ساهم في إقصاء النوع وترويج الكم، والانشغال بما هو عادي وسائد إلا ما ندر وتهميش ما هو تنويري ومبتكر. إن اختيار مديرها الجديد سيعمق الأزمة، وليكن الله في عونك يا سوريا، فالتكفير من أمامك والفساد من ورائك! فعلى أي جانبيك ستميلين»؟
الكاتب والناقد فاضل الكواكبي كتب على صفحته في الموقع الأزرق يقول: «أدين بشدة تعيين بكفلوني مديراً عاماً في وزارة الثقافة؛ فهذا القرار يتناقض مع كل رغبات التنوير والتحديث والوقوف في وجه تيارات الإسلام السلفي والوهابي والعثماني الجديد؛ والتي تسببت بنزف دماء ملايين السوريين منذ سنوات».
سامر محمد إسماعيل
السفير
إضافة تعليق جديد