نبيل المالح يبحث عن أسمهان
مازال المخرج نبيل المالح يبحث عن ممثلة تؤدي دور المطربة الشهيرة أسمهان، وقال المالح لـ "الجمل" أنه لغاية الآن لم يعثر على ممثلة تشبه صورة تلك المرأة الاستثنائية التي رسمها على الورق لأسمهان. وقال أنه يعطي نسبة 80% للشخصية و 20% للصوت .
وكانت إشاعات راجت منذ فترة عن اختيار الفنانة نانسي عجرم لأداء هذا الدور، لكن المالح كذب الخبر ، وقال أنه لم يتم الاتصال بالفنانة نانسي عجرم.
والعمل الذي سيبدأ تصويره في 15 / 7 / 2006 ، استهلك من نبيل المالح حوالي عام ونصف العام لكتابة السيناريو والحوار عن قصة لممدوح الأطرش ، معتمداً على كم هائل من الوثائق والمصادر، أمريكية وبريطانية وفرنسية وسورية ومصرية، ليتمكن في النهاية من فهم هذه الشخصية بكامل أبعادها الاستثنائية، وليتمكن من مقاربتها تاريخياً وفهمها في إطارها الحقيقي، ليصل الى نتيجة أن أسمهان كانت أيقونة وطنية نفخر بها.
ولدت أسمهان واسمها الحقيقي آمال الأطرش على متن سفينة متجهة من اليونان إلى بيروت في العام 1917. والدها الأمير فهد فرحان إسماعيل الأطرش، من جبل العرب في سوريا، ووالدتها علياء المنذر من بلدة حاصبيا في الجنوب اللبناني. كان والدها على صلة بالثورة السورية الكبرى التي اندلعت في العام 1922 ضد الاستعمار الفرنسي، فأبعد عائلته عن دائرة الأحداث والشغب إلى مصر. وحين بلغت أسمهان عامها الــ13 التحقت بشقيقها فريد الأطرش في إحدى الصالات الغنائية في القاهرة، بعدها بثلاثة أعوام غنت أسمهان في دار الأوبرا الملكية المصرية، وسجلت أول اسطوانتها قبلها بعام واحد لقاء 20 جنيها، كمبلغ زهيد آنذاك.
تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش ورزقت منه بابنتها الوحيدة كاميليا، لتتوقف عن الغناء لمدة أربع سنوات، ومن ثم تعود إليه في العام 1937 بالأغنية الجميلة (أين الليالي) للشاعر أحمد رامي وألحان أحد عباقرة الموسيقى العربية محمد القصبجي، ثم غنت من ألحان شقيقها الموسيقار الكبير فريد الأطرش أغنية (أوف يابا)، وبعدها بعام واحد لحن لها أغنية ثانية اسمها (نويت أداري) التي توافقت مع العام نفسه التي حصلت فيه على الطلاق من ابن عمها الأمير الذي اعترض بقوة على استمرارها في الغناء الذي كان يعتبر عيباً اجتماعياً في منتصف القرن الماضي. تعاونت أسمهان مع الفنان الكبير محمد عبدالوهاب فغنت من ألحانه الأغنية العذبة (محلاها عيشة الفلاح) قدمتها صوتاً في فيلم(يوم سعيد). أما فيلمها الأول فكان (انتصار الشباب) مع شقيقها فريد الأطرش.
وبسبب علاقتها بأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي الذي كانت تغار عليه كثيراً الملكة نازلي تعرضت أسمهان للطرد من مصر، لكن صديقها الوفي محمد التابعي أنقذها من تنفيذ هذا القرار، وقبل وفاتها في العام 1943 لعبت أسمهان بطولة فيلم (غرام وانتقام) مع الممثل القدير يوسف وهبي، لكنها لم تشاهد العرض بسبب موتها مع صديقتها ماري قلادة غرقاً في إحدى ترعات مصر بعد أن انحرفت السيارة التي تقلهما عن الطريق. فأحاط الغموض بطريقة وفاتها، كما كانت حياتها أيضاً مملوءة بالإشاعات حول علاقتها بجهاز المخابرات الإنجليزية بعضهم يصفها بــ(الجاسوسة).
حول هذا الأمر يقول المخرج نبيل المالح: "هذا وصف خبيث وغير صحيح يجب فهم حياتها ضمن إطارها الزمني فهي قد شاركت بتغيير تاريخ المنطقة، في رأيي أنا نحو الإيجاب لا السلب، لأنها حصلت جراء ذلك على وعد باستقلال سوريا عن الاستعمار"
الجمل
إضافة تعليق جديد