"انقلاب" عسكري في بنغازي و170 ضحية لفوضى الميليشيات الليبية

17-05-2014

"انقلاب" عسكري في بنغازي و170 ضحية لفوضى الميليشيات الليبية

شكلت مدينة بنغازي في شرق ليبيا، أمس، عنواناً جديداً للانفلات الأمني الذي تشهده البلاد في ظل الحكم الانتقالي المستمر منذ إطاحة نظام العقيد معمّر القذافي في العام 2011. وتحت عنوان "تطهير" المدينة من "المجموعات الإرهابية"، شهدت بنغازي اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للواء الركن المتقاعد خليفة حفتر، بمساندة طوافات، و"لواء 17 فبراير"، وهي جماعة مسلحة ذات توجه إسلامي، في أحداث وصفها الجيش الليبي بـ"الانقلاب".
وقُتل 24 شخصاً، على الأقل، وأصيب نحو 145 في المواجهات، التي انطلقت صباحاً حين قصفت وحدات تابعة لسلاح الجو الليبي موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر مواقع تابعة لـ"لواء 17 فبراير" في بنغازي، بحسب شهود تحدثوا أيضاً عن مواجهات عنيفة أدت إلى السيطرة على المقر العام لـ"17 فبراير"، من دون أن تتأكد هذه الأنباء.
وأعلن اللواء خليفة حفتر أنّ هذه العملية ترمي إلى "تطهير" بنغازي من "المجموعات الإرهابية"، وفق ما ذكر متحدث باسم القوة التي يقودها ويطلق عليها اسم "الجيش الوطني". وأعلن المتحدث محمد الحجازي، وهو ضابط سابق في الجيش النظامي، أنّ "هذه ليست حرباً أهلية. إنها عملية للجيش ضد المجموعات الإرهابية".
من جهته، نفى رئيس هيئة أركان الجيش الليبي عبد السلام جاد الله أي تورط للجيش النظامي في هذه المواجهات. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن جاد الله قوله إنّ "القوة التي دخلت إلى بنغازي فجر اليوم الجمعة (أمس) هي مجموعات صغيرة تابعة لخليفة حفتر، من بينها بعض العسكريين وتعمل على فرض إرادتها بالقوة على الشعب الليبي"، موضحاً أنه "صدرت تعليمات مكتوبة إلى الغرفة الأمنية والقوات العسكرية والثوار التابعين تحت قيادة الغرفة الأمنية المسؤولة عن بنغازي، بالتصدي لأي قوات خارجة عن الشرعية تحاول الانقلاب على الشرعية"، واصفاً ما حدث بـ"الانقلاب".
بدوره، وصف رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني، في مؤتمر صحافي، قوة حفتر بأنها "مجموعة خارجة عن القانون". واتهم الثني هذه المجموعة بـ"محاولة الاستفادة من الوضع الأمني (الهش) لإجهاض ثورة 17 فبراير" التي أطاحت نظام القذافي في 2011. ودعا الثني "الثوار السابقين وسكان بنغازي" إلى ضبط النفس، مؤكدا أن الجيش الليبي "يسيطر على الوضع على الأرض".
ومنذ سقوط نظام القذافي في العام 2011، شكلت بنغازي مسرحاً لهجمات واغتيالات شبه يومية تستهدف الجيش والشرطة. وهذه الهجمات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، تُنسب إلى المجموعات الإسلامية المتشددة العديدة والمدججة بالسلاح في المنطقة.
وتطرح التطورات الأمنية في بنغازي، أمس، إشكاليتين. الأولى أنّ خليفة حفتر سبق وعمل على إعلان تنفيذ انقلاب في منتصف شهر شباط الماضي، حين ظهر عبر شريط فيديو ليعلن سيطرة قوات موالية له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد وتجميد عمل الحكومة والبرلمان المؤقت. لكن هذا الإعلان لم يكن له أي أثر على الأرض لدرجة أن البعض أسماه "انفلاشاً" في إشارة لكونه انقلاباً أمام عدسات الكاميرات فقط. وفي حينه أصدرت السلطات الليبية أمراً باعتقال حفتر، الأمر الذي لم ينفذ حتى اليوم.
أما الإشكالية الثانية التي تطرحها تطورات أمس فهي أنها تأتي بعد أسبوع على إعلان وزير العدل الليبي صلاح المرغني التوصل إلى اتفاق على إخلاء معسكر "17 فبراير" في مدينة بنغازي في مدة أقصاها ثلاثة أيام. وفي ذلك الوقت، أتت تصريحات الوزير الليبي على خلفية اشتباكات دامية شهدتها بنغازي بين عدد من الأهالي وأفراد تابعين لـ"17 فبراير".
في سياق منفصل، وبعد العديد من عمليات الخطف والهجمات التي استهدفت ممثليات ديبلوماسية في ليبيا، قررت الجزائر، أمس، إغلاق سفارتها وقنصليتها العامة في العاصمة طرابلس "مؤقتاً'' بسبب "وجود تهديد حقيقي وداهم" على ديبلوماسييها، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية. وجاء في البيان أنه "إثر وصول معلومات مؤكدة بوجود تهديد حقيقي وداهم يستهدف ديبلوماسيينا وأعواننا القنصليين، اتخذ قرار غلق سفارتنا وقنصليتنا العامة في ليبيا كتدبير وقائي ومستعجل، بالتنسيق مع السلطات الليبية".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...