لقاء «تطبيعي» لعباس مع إسرائيليين: لن نغرقكم بملايين اللاجئين

17-02-2014

لقاء «تطبيعي» لعباس مع إسرائيليين: لن نغرقكم بملايين اللاجئين

أثار لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوفد شبابي إسرائيلي في مدينة رام الله، أمس، حالة من الجدل في الشارع الفلسطيني، وسط دعوات لوقف أي «تطبيع» مع إسرائيل، ووقف هذه اللقاءات التي وصفت بـ«العبثية».
وكان عباس قال خلال لقائه مع الوفد، الذي ضم حوالي 300 شاب وشابة من إسرائيل، إنّ «المفاوضات مع إسرائيل قاربت على الانتهاء دون أن تحرز تقدما»، مشيرا إلى ضرورة «منح الفلسطينيين حقوقهم فورا ودون انتقاص واستنادا إلى مبادرة السلام العربية التاريخية»، في إشارة إلى المبادرة التي طرحت في بيروت في العام 2002.
وفي ما له علاقة بملف اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، قال: «هناك دعاية تقول إن أبا مازن يريد أن يعيد إلى إسرائيل خمسة ملايين لاجئ لتدمير دولة إسرائيل، هذا الكلام لم يحصل إطلاقا. كل الذي قلناه هو تعالوا لنضع ملف اللاجئين على الطاولة لأنها قضية حساسة يجب حلها لنضع حداً للصراع ولكي يكون اللاجئون راضين عن اتفاق السلام»، مضيفا: «لكن لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لنغير تركيبتها السكانية. هذا كلام هراء، وما يقال في الصحافة الإسرائيلية هو غير صحيح».
وحول ما يطرح اليوم في سياق ما يسمى بـ«مفاوضات السلام» حول وجوب قبول مسألة «يهودية الدولة الإسرائيلية»، قال: «إذا أرادت إسرائيل أن نعترف بيهودية الدولة فليذهبوا إلى الأمم المتحدة وليطلبوا قرارا دوليا»، مضيفاً أنه «في العام 1993 اعترف أبو عمار (الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) بدولة إسرائيل، منذ ذلك التاريخ وحتى العام 2009 كنا نقول دائما نحن نعترف بدولة إسرائيل، ثم جاؤوا بنغمة جديدة وهي الدولة اليهودية، يجب عليك أنت شخصيا أن تعترف بدولة إسرائيل، لماذا، من أجل أن نعمل سلاما، أنت عملت سلاما مع مصر لماذا لم تطالبها بالاعتراف بالدولة اليهودية، ومع الأردن كذلك».
واستمر اللقاء قرابة ساعتين استمع خلالها الرئيس الفلسطيني إلى عشرات الأسئلة من الوفد، قبل أن يوجه لهم سؤالا ساخرا: «لماذا تحرموننا من المياه، هل انتم تستحمون ونحن لا، إلى متى سيبقى الاحتلال يسلبنا حقوقنا؟».
وعلى بعد أمتار من اجتماع الرئيس محمود عباس بالوفد الإسرائيلي تظاهر عدد من الفلسطينيين الرافضين لكل أشكال «التطبيع» مع إسرائيل. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بطرد الوفد من مقر المقاطعة وعدم السماح له «بتدنيس الأرض الفلسطينية» وتدنيس «قبر الرئيس الفلسطيني أبو عمار».
وقال أحد المشاركين في التظاهرة صالح حرز الله لـ«السفير»، إنّ «هذا اللقاء لا قيمة له، فإسرائيل لا تريد السلام، وهؤلاء الزائرون غير مرحب بهم، فليعودوا من حيث أتوا ويتركوا أرضنا وشعبنا في حاله».
من جهتها، تساءلت الشابة ديانا، في حديثها إلى «السفير»، عن «جدوى الجلوس مع عدو يقتلنا في الليل والنهار، فلماذا نتحدث إليه؟ علينا أن نقاتله بدلا من ذلك».
بدورها، دانت حركة حماس اللقاء، وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري، في بيان: «تدين حركة حماس لقاء عباس وعشرات الإسرائيليين في مقر المقاطعة في رام الله»، معتبرة أنّ اللقاء «صورة من صور التطبيع مع الإسرائيليين القتلة وتلميعا لصورتهم أمام الرأي العام». ودعت إلى «وقف هذه اللقاءات التي تعكس حالة الانهيار الخطير في المواقف السياسية للسلطة في رام الله».
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي» محمد المدني قال إن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات ستستمر من أجل إيصال المواقف الفلسطينية إلى مختلف الشرائح الإسرائيلية، معتبراً أنّ اللقاءات مع الإسرائيليين تهدف أيضا إلى وضع «ماكينة مضادة» لماكينة التحريض الإسرائيلية التي تمارس دورها ضد الفلسطينيين.
في سياق منفصل، عقدت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس، آخر جلساتها للنظر في عدد من الالتماسات ضد قانون أقرته الكنيست يتيح فرض عقوبات على كل من يطالب بمقاطعة المستوطنات أو بضائع المستوطنات. ولم تعلن المحكمة عن موعد النطق بقرارها، وهي عقدت جلسات عدة حتى الآن منذ العام 2011، وكانت آخر جلسة في الخامس من شهر كانون الأول العام 2012.
ويتيح «قانون المقاطعة» هذا تقديم دعوى قضائية وطلب تعويضات ضد كل من يدعو إلى عدم شراء منتجات المستوطنات أو إلى عدم المشاركة في «النشاطات الثقافية» التي تقام داخلها. كما يخول القانون وزير المالية فرض عقوبات اقتصادية كبيرة على كل من ينادي بالمقاطعة أو يعلن مشاركته بالمقاطعة. ويأتي هذا الأمر في وقت تتسع فيه المناداة بمقاطعة دولة الاحتلال على أوسع نطاق دولي.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...