سوريا .. أرض المسيح الأولى

المسيحية هي ديانة سكان سوريا منذ القرن الأول الميلادي. فسوريا، أعرق أوطـــان المسيـــحيين، منــها خرجت الرهـــبانيات الأولى وعلى أرضها بنيت أولى الكنائس وهي الوطن الوحيد في العالم الذي تحــافظ بعض منــاطقه على لغة السيد المسيح (الآرامية).
انخـــفض عـــدد المســـيحيـــين في ســـوريا من نحو 20 في المـــئة عــند الاستقلال في العام 1945 إلى 7 في المـــئة، بيـــنما يـــجري الحديث عن تهجير أكثر من 500 ألف مسيحي وقتل وخطــف المئات.
يتوزع المسيحيون، بمختلف طوائفهم على امتداد سوريا، حيث يشكلّون نسبة كبيرة من سكان الجزيرة السورية (الشمال الشرقي من سوريا وتضم الحسكة وأجزاء من الرقة ودير الزور). وتمتد القرى المسيحية من الجزيرة مروراً بالسويداء إلى درعا. وتوجد في منطقة واحدة أكثر من 2000 قرية مسيحية (من الجزيرة السورية إلى منطقة زيزون في درعا). كما تعيش نسبة كبيرة من مسيحيي سوريا في محافظة حلب، وريفها، وبعض مناطق إدلب ودير الزور، وحمص وحماه. ويتواجد المسيحيون في الساحل السوري، اللاذقية، وطرطوس. وتضم العاصمة دمشق وريفها نسبة كبيرة من المسيحيين.
ويشكل الروم الأرثوذكس، وهي طائفة غالبية المسيحيين في سوريا، يليهم السريان الأرثوذكس والروم الكاثوليك مع وجود جماعات مختلفة من اللاتين والبروتستانت والموارنة والكلدان والآشوريين والسريان الكاثوليك والأرمن.
وتضم سوريا عدداً كبيراً من الآثار والبلدات المسيحية الأثرية، مثل معلولا، وصيدنايا، وجبعدين، ودورا، واوربوس، وسرجيلا، والبارة وبراد، ويبرود، وقارة، ومحردة، وزيدل، وجبل سمعان. كما يوجد في سوريا كنائس وأديرة تعتبر أهم المعابد المسيحية في العالم منها: أديرة بلدة صيدنايا (شمال دمشق)، وكنيسة حنانيا والكنيسة المريمية (دمشق القديمة)، كنيسة القديس هاكوب (حلب)، كنيسة القديس جاورجيوس في بلودان وكنيسة القديس ديمتريوس (طرطوس)، بالإضافة إلى عشرات الأديرة والكنائس والبلدات المنتشرة على امتداد سوريا.
ولعلّ معاناة المسيحيين في سوريا، وخاصة ما تعرّضت له قرية معلولا التاريخية والرمزية في 4 أيلول الماضي والاعتداء الثاني في بداية الشهر الحالي، أظهرت وظهّرت واختصرت معاناة المسيحيين في الشرق من فلسطين إلى العراق فمصر وغيرها.

وكالات