جولة غير حذرة بين ألغام "الصفحات الثقافية"و"مراجعات الكتب"*
الصحافة العربية مشاريعُ سياسيةٌ بامتياز والثقافة استعراض للـ"پرستيج" لا غير.
لا توجد كلمات قادرة على وصف الوضع العربي المحزن والبائس الذي وصلنا إليه.. ولا نظن أن خيال الكتّاب والسياسيين، وحتى أعداء العرب، كان سيشطح إلى الحد الذي يصوّر هذا الوضع العربي الدامي كما هو عليه اليوم.
بصرف النظر عن التوترات السياسية المتصاعدة في لبنان وعدم ثبات زئبق ميزان التوازن السياسي, العصي على الهدوء, فإن الوضع الامني هو الذي شغل بال ليس اللبنانيين فحسب, بل العواصم العربية المتوجسة خيفة على لبنان.
لم يكن اللبنانيون بحاجة الى انتفاضة الدواليب واستفتاء الحرائق في يوم الثلاثاء الصاعق حتى يكرسوا معادلة التعايش المستحيلة, كذلك لم يكن اللبنانيون بحاجة الى حفلات القنص والاغتيال الاعمى في نهار الخميس الدامي حتى يتيقنوا ان ما يحدث في بلدهم يغذي التوترات
لعبة عض الاصابع بين المعارضة والموالاة انتهت او تكاد. لأن الحَكَم الذي يدير هذه المباراة القاسية على الحلبة اللبنانية, وبعد اكثر من ثلاثة اشهر, استخدم «صفارته» معلناً انتهاء الوقت بالتعادل بين الفريقين, وهذا يعني ان قوى الثامن
-1-
في «وجه» بيروت تعب يتحول الى كهيرب يحرّك جسم العالم. لكن، لماذا لا نرى منه، نحن أهله، إلا سطحه – تجاعيد، وقسمات؟ لماذا لا نرى ذلك «الكون الداخلي» الذي ينطوي عليه؟
يترقب لبنان نتائج المحادثات الجارية الآن بوساطة سعودية وإيرانية لمعالجة الازمة الداخلية، في وقت بدا فيه أن فريق السلطة يستعجل عودة الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى الذي يفترض أن يصل بيروت قبل العاشر من الشهر الجاري بحسب معلومات فريق السلطة،