قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية في تركيا، لم يغيّر رئيس الوزراء والمرشح الرئاسي رجب طيب أردوغان من نبرته الاستفزازية ولا من أسلوبه غير المتزن، بل على العكس، ربما وجد أن السبيل الأكثر سهولةً لزيادة الاستقطاب والفرز وحصد أكبر عدد من الأصوات قبيل الاستحقاق الرئاسي هو في التصعيد من حدّة خطابه داخلياً بواسطة التحريض الإثني تارةً والطائفي طوراً.
أصيب ثلاثة نواب أتراك بجروح، أمس، جراء اندلاع عراك بين
أعضاء من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم و"حزب الحركة القومية" المعارض، في البرلمان التركي في العاصمة أنقرة، خلال جلسة للاستفسار عن مشاركة ميليشيات إسلامية متطرفة في القتال في كل من سوريا والعراق، حسبما ذكرت وكالة "دوغان" التركية للأنباء.
لا يُخفى أن الصراع بين تركيا "الإخوانية" والسعودية "الوهابية" يعود بجذوره إلى مطلع القرن التاسع عشر، مع انفجار الصراع بين الدولة العثمانية والمذهب الوهابي الذي بدأ في شبه الجزيرة العربية ورأى فيه العثمانيون خطراً على مذهبهم الحنفي.
وفي اليوم الخامس والعشرين للحرب الإسرائيلية على غزة تجد حكومة بنيامين نتنياهو نفسها أمام المفترق ذاته الذي وقفت عنده في اليوم الأول للحرب، حائرة ومرتبكة لا تعرف الوجهة، فالضربات التي وجهتها المقاومة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أفقدت الجيش وقيادته السياسية آخر درجات الاتزان، ودفعتهم إلى إطلاق يد الجيش في تنفيذ "إجراء هانيبعل" القاضي بـ"قتل الأسير وآسريه".
أظهرت التطورات في غزة وحولها، وجود ثلاثة محاور إقليمية:
1 ــــ المحور السعودي الإماراتي المصري،
2 ــــ المحور التركي القطري الإخواني،
3 ــــ محور إيران وسوريا وحزب الله، محور المقاومة.
تتوالى القرارات القضائية في تركيا بحق كبار المسؤولين، على خلفية فضيحة الفساد التي استهدفت رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزراء في كانون الأول الفائت، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، ما دفع البعض إلى وصف هذه الإجراءات بأنها ذات أهداف سياسية، لتعزيز سطوة رئيس الحكومة الطامح إلى رئاسة الجمهورية.
شهدت العديد من المدن الأوروبية، خلال اليومين الماضيين، تظاهرات حاشدة دعماً لفلسطين وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرة أيام على قطاع غزة، وتخلل هذه التحركات صدامات مع الشرطة، خاصة في فرنسا، أدت إلى وقوع جرحى بسبب محاولة السلطات هناك قمع التظاهرات.
وتدخل الحرب على غزة يومها الثاني عشر في ظل تصعيد القصف الإسرائيلي الجوي والبحري والبري، ورد المقاومة بصليات صواريخ إلى ما بعد تل أبيب.
نجح البرلمان العراقي أمس الثلاثاء في انتخاب سليم الجبوري رئيساً له، ليطلق بذلك مسار تشكيل حكومة جديدة، في تقدم ربما يحمل بين طياته بداية حلحلة أو تسوية لمسألة الرئاسات الثلاث، رأى مراقبون أنه قد يكون على رأسها رفع «الفيتو» عن شخص رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي الطامح لولاية ثالثة، وذلك لكونه زعيم ومرشح الكتلة النيابية الأكبر «ائتلاف دولة القانون»، وبالتالي لا يمكن أن يفوز الجبوري بالانتخابات لولا «إرضاء» هذه الكتلة.
في الوقت الذي كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يرفع سقف تصريحاته في وجه كيان الاحتلال معلناً "أن العلاقات مع "إسرائيل" لا يمكن أن تعود إلى وضعها الطبيعي، طالما واصلت "إسرائيل" سياساتها العدوانية على فلسطين، كانت طائرات العدو تشن غاراتها على أهالي القطاع مزوّدة بالوقود التركي.