الطيران المدني يدفع ثمن الأزمة السورية
لم تؤثر الأزمة السورية فقط في الواقع الاستراتيجي والعسكري في الشرق الأوسط، بل انها كانت كفيلة بتعديل الخطوط الجوية المدنية فوق المنطقة.
وقد عمدت الدول المعادية للنظام السوري كالسعودية وقطر إلى إبعاد طائراتها عن المجال الجوي السوري عبر تبديل مساراتها حتى مع ازدياد وقت الرحلات وكلفتها، في حين أن «طيران الشرق الأوسط» اللبناني لم يبدل في خطوط طيرانه.
الرحلة بين الرياض وبيروت مثلاً على متن «الخطوط الجوية السعودية» أصبحت تتجه غرباً للتحليق فوق مصر بدلاً من الخط الجنوب الغربي فوق سوريا. وبالنتيجة فإن وقت الرحلة أصبح أطول بساعة واحدة من رحلة «طيران الشرق الأوسط» التي تستمر ساعتين ونصف الساعة.
لكن خطوط «طيران الشرق الأوسط» تتعرض للكثير من الانتقادات. وقد بدأ أحد التونسيين بالدعوة إلى توقيع عريضة على موقع التواصل الاجتماعي «change.org» لوقف طلعاتها الجوية.
ووفقاً لمحلل شؤون الطيران جون ستريكلاند فإن الحكومات وليس شركات الطيران هي من تقرر سياسة تغيير مسار الرحلات. ويقول ستريكلاند إن «الأمر يتعلق بتقييم المخاطر النابعة من الوضع السياسي»، مضيفاً «إنها الحساسيات السياسية أكثر من أي شيء آخر».
روسيا الدولة الحليفة للنظلم السوري، منعت الطيران المدني الروسي من تسيير رحلات فوق سوريا في نيسان الماضي. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مسؤولين روس أن القرار جاء بعد استهداف إحدى الطائرات المدنية الروسية التي كانت تقل سياحاً قادمين من مصر بصاروخين من طراز أرض - جو في الأجواء السورية.
وفي المقابل، تمكنت الخطوط الجوية الإماراتية من إيجاد طريقة لتسيير رحلاتها فوق سوريا، وذلك من خلال التحليق فوق بعض المناطق التي تعد آمنة. وفي مرحلة من المراحل تفادت الإمارات التحليق فوق سوريا، إلا ان ذلك كلفها بين 30 و40 دقيقة تأخير في الرحلات بين بيروت ودبي.
شركة الطيران الوطنية في الأردن أوقفت نهائياً رحلاتها في الأجواء السورية منذ شهر آذار الماضي. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي أن هذا الإجراء جاء «حرصاً على سلامة الركاب والطائرات». وبالتالي فإن الرحلات بين عمان وبيروت أصبحت تتجه جنوباً فوق مصر، ما يزيد حوالي 55 دقيقة عن وقت الرحلة الأصلي.
السفير نقلاً (عن «وول ستريت جورنال»)
إضافة تعليق جديد