لافروف وكي مون: ضرورة حل الأزمة في سورية عن طريق الحوار
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضرورة حل الأزمة في سورية عن طريق الحوار وعقد مؤتمر دولي في أسرع وقت ممكن.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع كي مون في سوتشي الروسية "توصلنا إلى اتفاق مع الأمين العام للأمم المتحدة على أنه يمكن حل الأزمة في سورية عن طريق الحوار الداخلي بمشاركة جميع الأطراف دون أى تدخل خارجي.. ويعتبر بيان جنيف القاعدة من أجل عمل المجتمع الدولي" مجددا حرصه على أن "تبقى سورية موحدة وذات سيادة".
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أنه تمت مناقشة "القضايا التي يمكن دراستها للتحضير للمؤتمر الذي اتفق عليه ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة الأخير إلى موسكو التي لاقت تأييدا في عدد من الدول والأمم المتحدة" وقال "بقي التحضير للإجراءات التنظيمية والتحضير لوفود الطرفين ونفضل أن يجري هذا المؤتمر تحت إدارة الأمم المتحدة".
وأضاف لافروف "يجب أن نعرف أن الأطراف في سورية باتوا جاهزين لحضور هذا المؤتمر وبشأن المشاركين الآخرين من دول أخرى نحن ننطلق من مؤتمر جنيف العام الماضي وعلى كل الذين شاركوا فيه أن يكونوا موجودين في هذا المؤتمر بالإضافة إلى إيران والسعودية ودول جوار سورية".
وردا على سؤال حول مسألة التحقيق باستخدام أسلحة كيماوية في سورية قال لافروف "إننا دعمنا طلب الحكومة السورية إلى الأمم المتحدة للقيام بالتحقيقات في هذا الموضوع ونحن نتعامل مع الحكومة السورية وهي جاهزة وأبدت استعدادها للتعاون" لافتا إلى أن الحكومة السورية قدمت الطلب فور وصول المعلومات وتحديدا في التاسع عشر من آذار وقال "المطلوب هو التحقيق في هذا الموضوع ومن الضروري إيجاد حل لهذه المشكلة.. وفي حال تم استخدام الأسلحة الكيماوية فيعتبر هذا أمرا خطيرا للغاية وليس بالإمكان ألا نهتم به".
وردا على سؤال حول توريد الأسلحة الروسية إلى سورية استغرب وزير الخارجية الروسي من محاولة بعض وسائل الإعلام تضخيم هذا الأمر وجدد تأكيده التزام بلاده بالعقود المبرمة بهذا الشأن وقال "نحن نقدم ونورد الأسلحة لسورية عبر الاتفاقيات دون أي خرق للمبادئ والاتفاقيات والوثائق الدولية ونورد بالدرجة الأولى أسلحة دفاع جوي وهذه الأسلحة لا يمكن أن تؤدي إلى خرق أي توازن في المنطقة".
ووصف وزير الخارجية الروسي لقاءه بالأمين العام للأمم المتحدة بالمثمر وقال "نحن مهتمون جدا بتطوير دور الأمم المتحدة وضرورة تعزيز كل القوى الدولية بما فيها الأمم المتحدة للتوصل إلى الأمن والاستقرار في كل المناطق وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة ومتابعة موازنة هذا الموضوع".
وأوضح لافروف أن المباحثات مع كي مون شملت وجهة النظر الروسية في القضايا الدولية والمشاكل لافتا إلى أن هناك أمورا "لا ترضي الجميع من حيث الأمن والاستقرار".
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة "علينا حل الأزمة في سورية من خلال الحوار ولا بد من إيجاد حل متفق عليه وعلينا إيقاف العنف الذي يعاني منه السوريون كي يعيشوا حياة مرتاحة" واصفا المحادثات بالمثمرة أيضا.
وأعرب كي مون عن اعتقاده بامكانية عقد مؤتمر دولي حول الأزمة في سورية و"إجلاس الأطراف المختلفة إلى طاولة الحوار" داعيا إلى عقده بأسرع وقت وقال.. "إلى هذه اللحظة يحاول الجميع الاتفاق ولكن لا أستطيع تحديد فترة انعقاد المؤتمر ونبذل جهدا كبيرا لتحديد الموعد بأسرع ما يمكن لأننا ننتظر من هذا المؤتمر نتائج كبيرة".
وردا على السؤال حول استخدام الأسلحة الكيماوية بين كي مون "أن فاعلية التحقيق تحتاج لزيارة أمكنة وقوع الحوادث وإجراء أعمال تحقيق على الأرض".
وكان لافروف أعلن أن عدد المشاكل في العالم لا يتناقص وأن الطريق الوحيد لتسويتها يتمثل في ضمان دور محوري للأمم المتحدة في حلها.
وأعرب لافروف خلال لقائه بان كي مون في سوتشي عن أمله في أن يسمح اللقاء ببحث أهم القضايا الدولية بما فيها عقد موءتمر دولي حول سورية في القريب العاجل.
من جانبه قال بان كي مون في مستهل اللقاء إنه يعول على بحث الأزمة في سورية خلال هذا اللقاء.
وشكر الأمين العام للأمم المتحدة الوزير لافروف على جهود موسكو الرامية الى حل الأزمة في سورية.
وكان لافروف جدد في مقابلة مع قناة الميادين أمس موقف بلاده القائم على أن السوريين بإمكانهم الاتفاق بأنفسهم وهذا الأمر ليس بالسهل وسيأخذ وقتا طويلا ولكنه في هذه الحالة فقط يمكن التوصل إلى اتفاق ثابت.
في سياق آخر أكد لافروف ضرورة أن تتخذ الأسرة الدولية خطوات منسقة في مرحلة التحضير لانسحاب قوات التحالف الدولي من أفغانستان.
وقال لافروف في ختام محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مدينة سوتشي الروسية اليوم "من المهم جدا اتخاذ خطوات منسقة ومتفق عليها من قبل الأسرة الدولية في المرحلة الراهنة التي يجري التحضير فيها لانسحاب القوات الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان عام 2014 علما أن البلاد ستشهد في العام نفسه إجراء انتخابات رئاسية وفي هذه الأثناء تلعب هيئة الأمم المتحدة دورا مهما".
ومن المقرر أن تغادر قوات الناتو أفغانستان في نهاية عام 2014 عندما تنتهي جميع العمليات القتالية بالرغم من أن عددا محدودا من هذه القوات سيظل في البلاد.
من جانب آخر وحول الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية دعا وزير الخارجية الروسي الى تجنب ردود الفعل غير المناسبة على تصرفات كوريا الديمقراطية ومحاولات استغلال الوضع لزيادة حدة التوتر في المنطقة.
وقال لافروف في سياق المؤتمر الصحفي ذاته "لا يجوز استغلال الوضع الراهن كذريعة لعسكرة هذه المنطقة" معتبرا في الوقت ذاته أن تصرفات بيونغ يانغ تخالف قرارات الأمم المتحدة حيث دعت موسكو فورا إلى الرد عليها بشكل مناسب.
وقال إنه تم تقديم الرد وهو قرار مجلس الأمن الذي اتخذ بالاجماع للمرة الخامسة.
وكان مجلس الأمن الدولي برئاسة روسيا تبنى في آذار الماضي قرارا بالاجماع ينص على تشديد العقوبات على كوريا الديمقراطية رداً على تجربتها "النووية" وكانت الاستفزازات الأمريكية والكورية الجنوبية بإجراء المناورات المشتركة التي تعتبر محاكاة لهجوم على كوريا الديمقراطية وإدخال طائرات الشبح المتطورة الأمريكية في هذه المناورات ومحاولتها اختراق الاجواء الكورية جعلت كوريا الديمقراطية تهدد بشن هجوم نووي على مواقع في أراضي الولايات المتحدة.
من جهة أخرى أكد الكرملين أن روسيا تفي بالتزاماتها المتعلقة بتوريد أسلحة دفاعية الى سورية مشددا على أن هذه التوريدات تتفق تماما مع القواعد الدولية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي في تصريح لوكالة إيتار تاس "إن روسيا نفذت وتنفذ التزاماتها في إطار العقود الموقعة سابقا التي لا تتجاوز أطر القانون الدولي".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد عقب لقائه نظيريه البولندي رادوسلاف سيكورسكي والألماني غيدو فيستيرفيلله في وارسو مؤخرا أن روسيا لا ترسل ولا تعتزم إرسال أسلحة هجومية محظورة إلى سورية وشدد على أن روسيا باعت منذ زمن بعيد وأرسلت إلى سورية منظومات للدفاع الجوي المضاد بموجب العقود الموقعة بين الجانبين مؤكدا أن هذه الأسلحة ليست هجومية ولا تخضع لأي تقييدات دولية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد