سورية والخيار المزعج أمام الغرب
تحدثّت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها عن التداعيات الإقليمية للصراع السوري، وتقول إنه من خلال إنخراط حزب الله اللبناني في تأمين الممرّ البحري للرئيس السوري بشار الأسد، وبلوغ التوترات بين الحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي والمحتجيّن ذروتها، فإنه من الصعب المناورة في صراع يمتد إلى ثلاث دول، هي العراق وسورية ولبنان.
وتقول الصحيفة إنه في ظلّ فقدان "الجيش الحرّ" المعارض الأرضية وعلى الأرجح التماسك أيضاً، فإن هناك وحدات كاملة بدأت تنشّق إلى "جبهة النصرة" الأفضل تسلّحا، وهي تنظيم إسلامي له إرتباط بالقاعدة، ولذا فإنه من الواضح أن العسكرة المحدودة والتسليح التدريجي لقوات المعارضة لتغيّير ميزان القوة لا يؤتي ثماره.
وتضيف بأن الأسد ربما فقد السيطرة على الكثير من مناطق البلاد، لكن جيشه حافظ على تماسكه ولديه قوة إحتياط مدمّرة، ولا يوجد ما يشير إلى أنه سيختفى عن المشهد خلال عام.
وتقول الصحيفة إنه لهذا السبب فإن المجتمع الدولي يواجه خيارين أصعب وأكثر إزعاجاً، الأول هو العسكرة الكاملة، إنشاء مناطق حظر للطيران وتسليح المعارضة بالأسلحة الثقيلة التي تحتاجها، والثاني هو نزع فتيل التصعيد.
وتعتبر الصحيفة أنه على المدى المتوسط والأطول، فإن إعادة تأجيج الصراع يبدو أمرا أقلّ جاذبية، حيث سيكون أكثر من مجرّد تكرارا لسيناريو العراق، وسيؤدي إلى ارتفاع حصيلة القتلى بصورة كبيرة، وسيدفع ذلك إيران وروسيا إلى تسليح الأسد بأسلحة أكثر ثقلاً.
وترى الصحيفة أن الصراع في سورية سيتجاوز سقوط الأسد، وسيمتّد بعد ذلك حيث سيترك أقلية مسلّحة خائفة على وجودها وستقاتل من أجل بقائها، وسيكشف الصراع عن خطوط إنشقاق في جماعات المعارضة المتنافسة التي ستؤكد أنها صاحبة الإنتصار، وفي هذه الحال ستتحول سورية ما بعد الأسد إلى صورة مكبّرة من ليبيا.
والخيار الثاني سيكون نزع فتيل التصعيد، وهذا سيتضمّن سلسلة مطولة من التنازلات، وسيتطلب الضغط على دول الخليج لمنع تسليح الميليشيات المتنافسة، ودون حدوث ذلك، فلن يكون هناك حلّ سياسي.
إضافة تعليق جديد