"أميريكان آيدول" (الجهادي)

12-11-2012

"أميريكان آيدول" (الجهادي)

الجمل- بيبي إسكوبار- ترجمة: د. مالك سلمان: 

 "ما بدي عطلة عالبَحر
بدي اتفرَج عالآثار
خللوني سافر عَمَصر
بجَيبي كم ألف دولار"
(أغنية "هوليديز إن ذَ صَن" لفرقة "سِكس بيستلز"/ الترجمة بتصرُف)

يا جهاديي العالم اتحدوا؛ فلا شيء لديكم لتخسروه سوى خوف الإطلالة الأولى على خشبة المسرح. فبعد البوسنة والشيشان وأفغانستان, وقع الغرب في حبكم مرة أخرى, وهو متيَم بكم هذه المرة.
وإذا كانت هناك حاجة لتقديم الدليل, فها هو: مباشرة من فَم المؤسسة الأمريكية, مجسدة في "هيئة العلاقات الخارجية".
كم هو جميل أن نعرف أن "الوحدات المقاتلة ل ‘الجيش السوري الحر’ متعبة ومشرذمة  وفوضوية وغير فعالة. وبعد أن شعرت أن الغرب قد تخلى عنها, تعاني قوات المتمردين شعوراً متزايداً بالعجز واليأس. لكن بمقدور مقاتلي ‘القاعدة’ أن يرفعوا من معنوياتها. فتدفق الجهاديين يجلب الانضباط والحماسَ الديني والخبرات القتالية من العراق, والتمويلَ من المتعاطفين السنة في الخليج, وأهم من ذلك النتائجَ المميتة. باختصار, ‘الجيش السوري الحر’ بحاجة إلى ‘القاعدة’ الآن".
والآن دعونا نعيد كتابة ما جاء أعلاه ونضعه في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين في منطقة بلاد الرافدين. "المقاومة العراقية السنية متعبة ومشرذمة وفوضوية وغير فعالة. وبعد أن شعرت أن العالم العربي قد تخلى عنها, تعاني قوات المتمردين شعوراً متزايداً بالعجز واليأس حيث تواجه القوة العسكرية الأقوى في التاريخ. لكن بمقدور مقاتلي ‘القاعدة’ أن يرفعوا من معنوياتها. فتدفق الجهاديين يجلب الانضباط والحماسَ الديني والخبرات القتالية من كافة أرجاء العالم الإسلامي, والتمويلَ من المتعاطفين السنة في الخليج, وأهم من ذلك النتائجَ المميتة. باختصار, المقاومة العراقية السنية ضد الاحتلال الأمريكي بحاجة إلى ‘القاعدة’ الآن".
تخيلوا صرخات الرعب في كافة أنحاء العالم الغربي لو أن أحداً ما قد جاء بهذا الاقتراح قبل عدة سنوات. كيف من الممكن إنسانياً دعم "الإرهابيين"؟
هذا سهل؛ طالما أن هؤلاء الإرهابيين "عرصاتنا نحن".
رسول هؤلاء "الإرهابيين" في "هيئة العلاقات الخارجية" هذه شخص يُدعى إد حسين, ويوصَف على أنه "زميل رفيع المستوى متخصص في دراسات الشرق الأوسط" في "هيئة العلاقات الخارجية. وقبل أن يؤسس المؤسسة البحثية الأولى لمكافحة الإرهاب في بريطانيا, كان "ناشطاً في الجماعة الإسلامية, حزب التحرير, ومنظمات جبهة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة". ولكنه تابَ, والحمد لله, وأصبحَ "ناقداً قوياً للتطرف والإسلاموية".
يبرهن سورية مرة أخرى أن الغرب يحب المنشقين. ومع ذلك, فإن هذا المنشق الإسلامي حريص على تغطية كافة القواعد, مضيفاً "إن الحسابات السياسية غير المعلَن عنها بين صُناع السياسات هي التخلص من الأسد أولاً – مما يُضعف موقع إيران في المنطقة – ومن ثم التعاطي مع ‘القاعدة’ فيما بعد".
من الواضح أن هذا المنشق – الذي يتحدث العربية ولديه "إلمام" بالأوردو – يعتقد أن "المص العكسي" هو فيلم بورنو سينمائي (وفي الحقيقة هو كذلك أيضاً). حتى الأطفال الرُضَع يعرفون أنه بعد الجهاد الأفغاني في الثمانينيات من القرن الماضي, حصلت الولايات المتحدة والسعودية وباكستان على مبتغاها في تغيير النظام في كابول. كما حصلت على "طالبان" وأسامة بن لادن, وأيمن الظواهري, و"الإرهابي" الكوني.
والآن لدي سبب يدفعني للانتظار.
سورية الآن هي "العطلة الكبرى على البحر" المستوحاة من أغنية "سِكس بستولز" (ريميكس جهادي)؛ إذ أصبحت مغناطيساً يجذب الليبيين والأردنيين والسعوديين والجزائريين والشيشان والأفغان والباكستانيين, وحتى البريطانيين الذين يتحدثون الإنكليزية بلهجة لندنية قوية.
إنهم يحاربون إلى جانب الإسلاميين السوريين من أمثال أبو بكر الذي حصل لتوه على 15 دقيقة من الشهرة على "رويترز".
عندما سئل عن خططه المستقبلية, اعترف أبو بكر قائلاً: "لا أريد أن أفرضَ قانون الشريعة فوراً وأبدأ بقطع أيدي السارقين. أنا أؤمن بالشريعة. ولكن إذا فرضناها على الناس بالقوة, سوف ننشر الخوف. علينا أن نؤكد للأقليات أننا سوف نعاملهم بشكل حسن".
الكلمة المفتاحية هنا هي بالطبع "فوراً". أولاً نتخلص من الدكتاتور الدموي ونظامه الشرير. ثم نؤجل قطع الأيدي وجز رؤوس العلويين والمسيحيين والدروز والأكراد الكفرَة إلى وقت لاحق.
إن مؤسسات الإعلام الغربية - التي تعمل على تركيب مهزلة ‘الجيش السوري الحر’ المخترَق من قبَل الجهاديين الذين يسيطرون في بعض الأحيان على العديد من العصابات والفيالق – لا تأخذ أي أسرى يبيعون فكرة تواجد "وكالة الاستخبارات الأمريكية" على الأرض تنفذ مهمة بريئة تتجسد في فصل قمح ‘الجيش السوري الحر’ عن الزيوان الجهادي, وتحدد من يحصل على الحقائب المليئة بالدولارات الأمريكية.
انتبهوا أيها المؤمنون: أسلحة الدمار الشامل التي كان يمتلكها صدام حسين معروضة للبيع الآن على موقع "إي بي".
يبدو أن أحداً لم يقل لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري "أتينا, رأينا, مات" كلينتون عن هذه المهزلة الجهادية التافهة.
إنها مصرة على رفض مثل مرثيات ‘القاعدة’ حول "تجربة الانضباط والحماس الديني القادمة من العراق". ولكن مرة أخرى, سوف تقبل بها؛ حيث إن إيران – في نهاية المطاف – تبقى "الشر الأعظم" الذي يفوق أي "محور". وفوق ذلك, تحتاج واشنطن إلى شخص يمكن الاعتماد عليه لتلقي عليه اللوم في هذه الأحجية المتواصلة حول "الحرب على الإرهاب".
إذاً تجاهلوا الفيلم الذي أخرجته كاثرين بيغيلو والذي يمجد الغارة على أسامة بن لادن في أبوتاباد. "إننا ننفق المليارات من الدولارات, لكننا لا نزال بعيدين جداً عن هزيمة عدونا".
أنتم لا تهزمون عدوَكم؛ أنتم تغرونه وتختارونه. فكروا في إعادة لفيلم بيلي وايلدر الأيقوني "بوليفار صَنسيت", حيث يلعب أسامة بن لادن دور نورما ديزموند. "كنت كبيراً في السابق. الأفلام هي التي صارت صغيرة."
ياجهاديي العالم, ليس هناك شيء تخسرونه باستثناء مجموعة خطب الظواهري المسجلة على أشرطة "دي في دي" التي تحدث الصرير. حان الوقت لكي تحجوا إلى هوليود وتنطقوا أخيراً بالجملة الخالدة: "أنا جاهز للقطة قريبة, سيد بن لادن". استعدوا لسيلٍ من المراجعات الهذيانية.

الجمل- قسم الترجمة

التعليقات

من المتوقع من أمريكا ودوائر صنع القرار فيها وسياستها الخارجية المبنية إلى حد بعيد على مصالح المجمع الصناعي العسكري أن تورد لنا كل أشكال التوتر وأن تشيطن حكامنا وتتهمهم بامتلاك اسلحة الدمار الشامل وأن تعمل عبى تفريخ جهات عميلة ومتطرفة باللعب على وتر الحساسيات الدينية والطائفية ومن المتوقع من دول الخليج أن تحافظ على منابرها ودعاتها وهذا يؤدي حكما لرعاية التطرف كذراع لها لممارسة سياساتهالمحاربة ما يزعمون أنه المد الشيعي الايراني وبناء على ذلك سترسم خطوط التماس ويتبادل اتباع كل طرف الاتهامات أولا ثم الرصاص حتى ترجح كفة أحد الطرفين، وأكثر ما يؤرق الناس التي تعي هذه الحقائق وتنظر للصراع من هذا المنظور هو ماالذي تقوم به دوائر إدارة الصراع للمحور الآخر حتى تصد هذا الطوفان الإعلامي الهادف لتحطيم الروح المعنوية واللحمة الوطنية وزعزعة كل المبادئ وهز القناعات وترتيب الولاءات بشكل يميل كفة الميزان لصالح المشروع الأمريكي ألا يجب أن نفكر كيف للوطني أو الوطني العلماني أو أن يطور وسائل ليحافظ على موظء قدمه في وطنه؟ (الجمل): في الحاضر علينا أن نحافظ ونحمي هذا القليل مما أنجزناه من ممارسة علمانية وثقافة تسامحية في سوريا..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...