الزهار : مبادرة العرب غير قابلة للتنفيذ
قال وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، إن الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس تواجه عجزاً مالياً يبلغ 1.4 مليار دولار اميركي، مؤكداً في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في القاهرة التي زارها اخيراً: «.. لكننا لن نتخلى عن مسؤولياتنا.. سنركب الطائرات في الدرجة السياحية ولن نقيم بفنادق خمسة نجوم». وأوضح أن زيارته الى القاهرة ودول المنطقة هدفها التأكيد على مقررات قمة الخرطوم، وطلب الدعم المادي. واشار في معرض حديثه عن الوضع الامني الداخلي، الى أن سلاح المقاومة منضبط والمشكلة في سلاح العائلات وبعض التنظيمات. وتحدث عن المبادرة العربية للسلام، وقال إنها غير قابلة للتنفيذ لأن إسرائيل رفضتها.
وقلل الزهار من مسألة عدم استقبال نظيره المصري أحمد أبو الغيط له، معللا ذلك بارتباطات مسبقة للوزير المصري، مشيراً إلى أنه اتصل به هاتفياً قبل وصوله القاهرة، فطلب منه أبو الغيط إرجاء زيارته ثلاثة ايام كي يتمكن من استقباله، لكن الزهار لم يتمكن من ذلك لارتباطه بمواعيد في دول عربية أخرى، وتابع: «لقد اتفقنا على أن نلتقي بعد عودتي من جولتي العربية وقبيل توجهي إلى غزة».
وأكد أن لقاءه مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان كان إيجابياً، وقال «كان عمر سليمان واضحا تماماً في التأكيد لنا أن مصر تكرس جهودها تماما لخدمة القضية الفلسطينية»، وأشار إلى أنه تم بحث قضايا داخلية تتعلق بالأمن والمعابر وغيرها، بالإضافة إلى مدى إمكان مساعدة مصر لنا في تحقيق توافق مع الدول العربية وغيرها لتحقيق استثمار ناجح وفعال، نافيا أن يكون سليمان وضع شروطاً أو مطالب.
وحول جولته العربية قال الزهار، «إن الجولة تشمل كلا من السعودية والإمارات والكويت والأردن وسورية، معرباً عن تفاؤله بنتائجها، وقال إنه سيطلب من الدول العربية الدعم السياسي والتأكيد على كل مقررات قمة الخرطوم، ثم الدعم المادي والتبكير في السداد، وقال سنوضح لهم كيف سيتم الإنفاق وسنؤكد أن الصورة الآن اختلفت تماماً، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك تبذير أو بذخ أو فساد، وكل السبل مفتوحة ومتاحة لمن يريد أن يعرف إلى أين يذهب هذا المال».
وأضاف «سنطلب من الدول العربية البحث في كيفية دعمهم للخروج من المأزق المتعلق بالمعابر وببعض الاتفاقات، مثل اتفاق نادي باريس الاقتصادي، الذي يجعل كافة الضرائب والجمارك تحول لإسرائيل ثم لنا»، مشيراً إلى أن قيمة الجمارك المحتجزة لدى إسرائيل تتراوح بين 55 و60 مليون دولار.
وأشار إلى أن معبر رفح لم يفتح خلال الثلاثة أشهر الأخيرة سوى 34 يوما، معتبرا إغلاق المعبر، عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني وإجحافا بحياته المعيشية، لافتا إلى أن اغلاق المعابر تتسبب في أزمة في الطحين وحليب الأطفال. وأردف «نريد أن نبحث عن آلية قانونية للخروج من هذا المأزق، ونسعى لاشراك الدول العربية والتشاور معها حول هذه المسألة».
وأكد، أن الحكومة الفلسطينية تواجه عجزاً مالياً يبلغ 1.4 مليار دولار، مشيراً إلى أن حركة حماس ورثت تركة ثقيلة بها ديون كثيرة.. إن عجز الحكومة عن دفع مرتبات الموظفين غير صحيح، لأن توفير المرتبات كان مسؤولية السلطة السابقة.. تسلمنا السلطة يوم 30 مارس (اذار).. ورغم ذلك لن نتخلى عن مسؤولياتنا وسنجمع المال، وندفع الرواتب وسنقوم بمشروع إصلاح في البنية الإدارية والمالية، وقد بدأت كل وزارة بالفعل في ذلك»، مشدداً على أنه سيكون أول من يبدأ بالإصلاح في وزارة الخارجية، وقال، «نحن لن نركب طائرة إلا على الدرجة السياحية ولن نقيم في فنادق الدرجة الأولى «الخمسة نجوم»، إلا في حالة استضافتنا»، مشددا على أن هذا لن يقلل من شأننا على الإطلاق.
وحول كيفية تعامله في وزارة معظم موظفيها من «فتح» أجاب: «من يلتزم بالمهنية سيبقى في موقعه ومن لا يلتزم بيني وبينه القانون»، مشيرا إلى «أن هذا ما أطبقه بالفعل»، مضيفا أن هناك شخصا شذ عن آداب المعاملة أحيل للتحقيق وتم تأديبه قانوناً، نافياً وجود مشروع انتقام أو استئصال لعناصر معينة، مؤكدا أن الكفاءة والمهنة هما المعيار للتعامل مع العاملين. وحول مسألة تنظيم السلاح والفلتان الأمني أجاب، «ان سلاح المقاومة منضبط، لكن المشكلة في سلاح بعض العائلات وبعض التنظيمات»، مشدداً على أن حماس لم تقل إنها ستنزع الأسلحة لكن ستنظم حمل السلاح بالقانون وليس بالقهر، لافتاً إلى أن ذلك يخص بعض الأسلحة المنفلتة.
وأضاف هناك مجموعة من العقبات الأمنية أعاقت تنفيذ ذلك الأمر، وعلى رأسها تعيين بعض الشخصيات غير المقبولة لدى حماس.
ونفى الوزير الزهار ما يتردد عن أن قبول الحكومة الفلسطينية بالمبادرة العربية شرط لفتح الأبواب العربية الموصدة أمام حكومة حماس، وقال «الأبواب العربية غير موصدة في وجوهنا.. لقد التقيت السفراء العرب المندوبين لدى جامعة الدول العربية، وأكدت لهم أن قرارات قمة الخرطوم تتوافق مع المعاني التي تقولها حماس، ولم يسألنا أحد عن المبادرة العربية». وأضاف «أبو عمار وافق على المبادرة العربية، ولكن ذلك لم يمنع اغتياله وأبو مازن قبل بالمبادرة وإسرائيل وصفته بأنه ليست له جدوى ولا قيمة».
وحول تحفظاته على المبادرة العربية قال: «إسرائيل لم تقبلها فأصبحت مبادرة غير قابلة للتنفيذ، محذرا من أن قضيتي التطبيع والاعتراف ستأخذهما إسرائيل وستعتبرهما خطوة لبناء مزيد من التنازلات، وقال إن المبادرة تحتاج إلى مزيد من الدراسة والنقاش مع أطراف داخلية وخارجية لبحث كيفية علاج المسألة، ولدينا أسئلة نريد الإجابة عليها».
وعن لقائه مع فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير رئيس حركة فتح أجاب: بحثنا مسألتين، الأولى انضمامنا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي هذا الشأن أكدنا أهمية دور المنظمة في السابق وفي المستقبل وضرورة إعادة بنائها لتضم جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، وأن يتم تمثيل كل فصيل حسب حجمه، وكذلك إعادة صياغة البرنامج السياسي للمنظمة بالأساس بما يمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق مشروعه الوطني من دون التنازل عن ثوابته.
والمسألة الأخرى هي كيفية التوفيق بين الثلاث جهات المعنية بالخارجية «الرئيس ووزير الخارجية ورئيس الدائرة السياسية»، وتوصلنا إلى الاتفاق مع الرئيس محمود عباس على إعطاء تقارير له عن زيارة أي بلد وما يجري خلال الزيارة، مشيراً إلى أن أبو اللطف دعا إلى إدارة هذه المسألة وفق أسس يتم الاتفاق عليها.
وحول «المناكفة» مع حركة فتح قال: «إن المناكفة في المجلس التشريعي والسجال موجودان ولا يتوقفا، وهما ظاهرة غير سلبية بل وسيلة للتعبير عن الذات والتقويم، خاصة أن القضايا الخلافية يتم التشاور بشأنها، لافتاً إلى أن المسائل الإدارية منوطة بجهة معينة بوزارة الخارجية».
وحول احتمال حدوث خلاف بينه وبين القدومي باعتبار الأخير وزيراً سابقاً للخارجية أجاب: «كان اجتماعنا بناء وجرى الاتفاق في ما بيننا وتم وضع النقاط على الحروف»، واضاف: ستشهدون ثورة حقيقية في الإصلاح في كل المؤسسات الدبلوماسية تقودها وزارة الخارجية بالاتفاق مع الرئيس (محمود عباس) ومع الأخ أبو اللطف (القدومي)».
واتهم الزهار إسرائيل بأنها تريد هدم المسجد الأقصى وقال لا أحد ينكر أن الحكومة الإسرائيلية وأطرافا إسرائيلية أخرى تسعى إلى ذلك، وتابع: «بالتأكيد هم يكيدون للقدس، وهذا سيكون كارثة عليهم كما أن المساس بالمسجد الأقصى كارثة أكبر».
المصدر : الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد