ملف الأزمة اليمنية يسلك طريق مجلس الأمن
مع ازدياد الإحباط الداخلي في صنعاء بسبب إخفاق محادثات نقل السلطة، تسلك الأزمة اليمنية طريقها الى مجلس الامن تدريجياً وسط تكثيف الغرب ضغوطه على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتنحي عن السلطة من خلال مشروع قرار مقترح في المجلس يتلاقى مع المبادرة الخليجية.
وفيما أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس ضرورة أن يظهر الرئيس اليمني مسؤوليته، ويبدأ «من دون تأخير في مسيرة الانتقال الديموقراطي من أجل مصلحة الشعب اليمني وتنفيذ المبادرة الخليجية»، أكد مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون مكافحة الإرهاب ألن روبن سيربي استعداد بلاده «لتقديم الدعم اللازم لليمن في المجال الاقتصادي والتنموي، ودعم كل الجهود، باعتبار أمن واستقرار ووحدة اليمن يهم بريطانيا والعالم»، وذلك في اتصال مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
الى ذلك، قال دبلوماسي غربي كبير في صنعاء إن «المجتمع الدولي قررّ اننا بحاجة إلى زيادة الضغط الآن.. لم يتخذ أي قرار بعد حول شكل القرار الذي ربما نسعى إليه...لكننا في حاجة إلى تخطي مرحلة البيانات في الوقت الراهن». وأبلغ عدة دبلوماسيين غربيين في نيويورك بأن الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين يضعون الخطوط العريضة لمشروع قرار محتمل يدعو اليمن للتمسك بخطة نقل السلطة التي توسطت فيها دول الخليج، والتي تراجع صالح ثلاث مرات عن توقيعها.
وقال دبلوماسي آخر في العاصمة اليمنية إن «الفكرة تتمثل في إبقاء اليمن تحت الضغط. هذا سيضع جانبي الصراع تحت المجهر». وأشار دبلوماسيون في نيويورك الى ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لم تطلع روسيا والصين، العضوين الدائمين الآخرين في مجلس الامن، على الخطوط العريضة لمشروع القرار المقترح. وليست هناك اي دلائل واضحة على ان موسكو وبكين على استعداد لدعم قرار من هذا النوع في المجلس.
وكان مجلس الأمن أصدر بياناً بشأن اليمن في اواخر حزيران الماضي عبر فيه عن «القلق العميق» إزاء الوضع هناك، ورحب «بجهود الوساطة المستمرة من مجلس التعاون الخليجي لمساعدة الاطراف في التوصل إلى اتفاق للمضي قدماً». وقالت مصادر غربية إن البيان جاء بعد أشهر من الخلاف بشأن اليمن نتيجة اعتراضات روسيا والصين ازاء ما اعتبرتاه تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.
الى ذلك، كشفت مصادر المعارضة اليمنية عن لقاء السفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرستاين مع رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون أكبر أحزاب المعارضة) محمد عبد الله اليدومي ليل الاحد - الاثنين. وذكر المركز الإعلامي للحزب في بيان له أن اللقاء «تناول مستجدات الأوضاع والتطورات على الساحة السياسية اليمنية والجهود المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق مطالب الشعب اليمني وتنفيذ المبادرة الخليجية».
ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بعد انتهاء زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن السفير جمال بن عمر امس، من دون التوصل لاتفاق بين السلطة والمعارضة على الاجتماع للحوار. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن بن عمر قوله قبل المغادرة «إن لصبر اليمنيين حدوداً وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود».
في هذه الأثناء، انطلق عشرات الآلاف من المتظاهرين المناوئين للنظام من ساحة التغيير في وسط صنعاء الى منطقة القاع الحساسة، جنوب شرقي الساحة، حيث ينتشر فيها بكثافة الموالون للرئيس من العسكريين والمدنيين والمسلحين، الا انهم اضطروا الى تغيير مسارهم والعودة الى الساحة بسبب قطع الطرقات. وقامت قوات الامن المركزي الموالية لصالح والمسلحة بشكل كبير بقطع الطرقات المؤدية الى هذه المنطقة التي تضم عدة مقار رسمية ابرزها مقر مجلس الوزراء. واضطر المتظاهرون الى سلك مسار آخر ومروا في شارع هايل التجاري الرئيسي الذي اغلقت جميع محاله، واتجهوا مجددا الى ساحة التغيير.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة صالح وأولاده جراء ما اقترفوه من جرائم بحق المعتصمين والمتظاهرين السلميين في عدد من المحافظات اليمنية، كما أكدت المسيرة التصعيد السلمي حتى تتحقق جميع أهداف الثورة.
بموازاة ذلك، قتل اربعة جنود وأصيب اربعة آخرون بجروح خطيرة في اشتباكات مع ملسحي تنظيم «القاعدة» في حي باجدار في زنجبار، عاصمة محافظة ابين، بحسب ما افاد مصدر طبي في عدن. وذكرت مصادر محلية ان المعارك مستمرة في حي باجدار الذي سبق ان اعلن موقع وزارة الدفاع السيطرة عليه السبت الماضي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد