الأسد: التدخل الخارجي يستهدف تقسيم المنطقة والمعارضة تقبل بحوار مشروط
حذر الرئيس بشار الأسد، أمام وفد من المجلس الاتحادي الروسي في دمشق أمس، من أن التدخل الخارجي يهدد بتقسيم دول المنطقة ويزيد من خطر التطرف فيها، وذلك بعد ساعات من تأكيده لوفد من الكنائس الأميركية أن «سوريا كانت وستظل بلاد المحبة والتسامح والتآخي الديني، وأن ما يجري هو محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية».
في هذا الوقت، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في سوريا قبولها الحوار المشروط مع السلطة، على أن تتم الاستجابة لطلباتها التي صاغتها في بيان كرر في أغلب فقراته ما كان سبق للمعارضة أن أعلنته سابقاً، وإن أبقت الباب مفتوحاً للعمل مع النظام من أجل التحول «نحو دولة مدنية ديموقراطية».
وأعلنت في ختام اجتماعها أمس الأول عن تشكيل لجنتها المركزية، وتضم 80 عضواً موزعة بنسب 40
في المئة عن 15 حزباً، و30 في المئة لتنسيقيات الحراك الشعبي، و30 في المئة لشخصيات وطنية ذات طابع عام وموزعة على المحافظات. واختتمت الهيئة بهذه النتيجة اجتماعاً عقد على بعد 30 كيلومتراً من مدينة دمشق، في مزرعة خاصة للاستماع لملاحظات المشاركين واقتراحاتهم. واتفقت الهيئة مساء أمس الأول على البيان الختامي، وتضمن التوصيات التي صدرت عن اجتماع المجلس الوطني الموسع لهيئة التنسيق، ومن أبرزها تأكيد الهيئة أنها «جزء من الثورة الشعبية، وليست وصية عليها ولا تدّعي قيادتها بل تعمل لتجسيد طموحاتها في مشروع سياسي وطني».
وكان ممثلون لحركات وهيئات علمانية سورية معارضة أعلنوا، في اجتماع في باريس أمس الأول، (ا ف ب) ولادة «ائتلاف القوى العلمانية والديموقراطية السورية»، لإبراز الحيثية التي يتمتعون بها أمام حركة ناشطة للتيار الإسلامي في صفوف المعارضة السورية، خصوصاً في الخارج.
وأشار الأسد، خلال لقاء الوفد الروسي برئاسة نائب رئيس البرلمان الياس اوماخانوف، عن الأحداث التي شهدتها سوريا خلال الفترة الماضية، والمراسيم والقوانين التي صدرت للارتقاء بمستقبل سوريا السياسي والاجتماعي وغيرها من المجالات، لافتاً إلى أن «كل خطوة إصلاحية أقرتها الحكومة السورية كانت تقابل بتصعيد وضغوط خارجية، سياسية وإعلامية، ومحاولات للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، فضلاً عن محاولات زعزعة الاستقرار فيها من خلال العمليات الإرهابية المسلحة التي استهدفت المدنيين والجيش ورجال الأمن والشرطة».
وحذر الأسد من «أن التدخل الخارجي يهدد بتقسيم وتفتيت دول المنطقة، ويزيد من خطر التطرف فيها». وثمن «الموقف الروسي المتوازن والبناء من تطورات الأحداث في سوريا وحرصها على الأمن والاستقرار فيها».
بدورهم، عبر أعضاء الوفد، وفقاً لوكالة (سانا) عن «اعتزازهم بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع شعبي وقيادتي البلدين». وشددوا على «دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سوريا، ورفضها للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري»، مؤكدين «حرصهم على نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض إلى الشعب والبرلمان الروسي وجميع البرلمانات الأوروبية والصديقة».
من جانبه، وصف نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي الياس اوماخانوف الذي يترأس الوفد، المحادثات مع الأسد بأنها «منفتحة واستندت الى الثقة». وأضاف اوماخانوف، كما نقلت عنه وكالة «انترفاكس» الروسية، ان «هذا الامر يؤكد ان القادة (السوريين) أدركوا انه ينبغي توحيد كل القوى السياسية من اجل التوصل الى مخرج للأزمة السياسية». وتابع «نعتقد ايضاً ان القادة السوريين ينوون المضي قدماً في الاصلاحات السياسية وتوفير كل الظروف الضرورية لتصليب المجتمع والقوى الوطنية في البلاد». وأشارت الوكالة الى ان الوفد الروسي، الذي وصل امس الاول الى دمشق، سيزور درعا وحمص وحماه.
وصف اوماخانوف، الذي التقى رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمود الأبرش، «اللقاء مع الأسد بأنه كان بناءً ومثمراً وجرى في أجواء صريحة ومفتوحة وبشفافية». وقال «مرة أخرى تأكدنا من وجود رغبة لدى القيادة السورية للقيام بالإصلاحات في البلاد وتحقيق التحول السياسي الحقيقي والحفاظ على الوحدة الوطنية».
وأضاف «نحن متأكدون أن حق تقرير مصير سوريا ليس من حق أحد إلا للشعب السوري، ومتأكدون أن هذا الشعب لديه الصبر والعقلانية والحكمة لتجاوز المرحلة الحالية وصولاً إلى الاستقرار والأمان في البلاد». وأشار الى ان «موضوع التحول والإصلاح السياسي لا يتم بين ليلة وضحاها، وإنما يتطلب مزيداً من الوقت والجهد»، منوهاً «ببرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الأسد والخطوات المدروسة والمتوازنة التي تنتهجها القيادة في سبيل بناء دولة ديموقراطية حديثة».
وذكرت «سانا» أن «أعضاء الوفد الروسي أكدوا، خلال زيارتهم لمدينة درعا واطلاعهم على بعض المنشآت التي طالها التخريب والحرق على يد المجموعات الإرهابية المسلحة والواقع العام في المحافظة، عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الصديقين في روسيا وسوريا، وحرصهم على عودة الأمن والأمان لجميع أرجاء سوريا».
وكان الرئيس السوري التقى أمس الأول وفداً من الكهنة الأميركيين، وأكد أمامهم، وفقاً لما نقله موقع «الوطن أونلاين»، أن «سوريا كانت وستظل بلاد المحبة والتسامح والتآخي الديني، وأن ما يجري هو محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية التي ستظل سوريا بوعي وقوة شعبها مضرب المثل بها في العالم أجمع».
وقالت «الوطن» إن الحديث خلال اللقاء تمحور حول الأوضاع في سوريا وحملة التحريض التي تستهدف أمنها واستقرارها، إضافة إلى المواقف الدولية مما يحدث، والتي بنيت بمعظمها استناداً إلى تقارير إعلامية لا أساس لها من الصحة.
ورحب الأسد «بزيارة الوفود للاطلاع بشكل مباشر على الأحداث ومعرفة حقيقة ما يجري، خاصة في ظل غياب الموضوعية في معظم الوسائل الإعلامية. واستعرض جملة القوانين والمراسيم التي صدرت وانعكاساتها على الحياة اليومية للمواطنين وعلى المستقبل السياسي لسوريا».
بدورهم، أعرب الكهنة الأميركيون عن «أملهم أن تظل سوريا قبلة ووطن الجميع في العالم، وأن يتجاوز الشعب السوري هذه الظروف التي يمر بها، وهو أكثر تماسكاً ومحبة كما عودوا العالم دائماً». وأكد أعضاء الوفد أن «ما رأوه في سوريا مغاير تماماً لما يسوق في وسائل الإعلام الغربية»، معربين عن أسفهم لمحاولة استغلال ما يجري لتشويه الحقائق. يشار إلى أن وفد الكهنة هم أساتذة في جامعات أميركية شهيرة.
وأكد المفتي العام لسوريا، أحمد بدر الدين، خلال لقائه الوفد الاميركي برئاسة الأب باتريك ريردون، «أهمية دور علماء الدين في تعزيز القيم الحضارية والأخلاقية وبناء جسور المحبة والتواصل بين الشعوب»، مؤكداً «أهمية تنشئة الأجيال على احترام ومحاورة المختلفين بالثقافة والشريعة، فالدين واحد والشرائع متعددة وجميعها هدفها بناء الإنسان».
ميدانيات
ميدانيا، ذكرت «سانا» إن «عناصر الأدلة الجنائية التابعة لفرع الأمن الجنائي في محافظة درعا تمكنت من تفكيك عبوة مزدوجة، وضعت أمام أحد المحال التجارية ضمن شارع هنانو بالقرب من ساحة القصر العدلي في المركز التجاري للمدينة».
من جهة ثانية، أفاد مراسل الوكالة أن «عبوة ناسفة أخرى انفجرت مساء أمس (الاول) في محيط الكراج الغربي للمدينة، ما أدى لتضرر أحدى سيارات الأجرة، من دون وقوع اصابات».
وذكرت وسائل إعلامية خاصة أن « القاضي السوري جورج أشقر اغتيل في حمص (دوار البياضة) وهو برفقة اثنين من أقاربه، أصيبا إصابات خطرة».
زياد حيدر
المصدر: السفير
التعليقات
سوريا العظيمة ستنتصر رغم إنف الحاقدين
لسوريا مني سلام
إضافة تعليق جديد