«الوفـاق» تنسحـب مـن «الحـوار» البحرينـي
تعرّض «الحوار الوطني» الذي تنظمه السلطة في البحرين إلى نكسة أمس، مع إعلان جمعية «الوفاق»، ابرز مجموعات المعارضة الشيعية في البحرين، انسحابها منه ووصفته بأنه «غير جدي»، مشيرة إلى»أسباب ومعطيات تبين بأن هذا الحوار لن ينتج حلا سياسيا جذريا للأزمة البحرينية» وان نتائجه النهائية معدة سلفا و»ستزيد الأزمة تعقيدا».
وكانت «الوفاق» تشكو منذ بدء الحوار الوطني في 2 تموز الحالي من أنها لن تتمكن أبدا من وضع مقترحاتها للإصلاح السياسي موضع التنفيذ لأنها حصلت على 5 مقاعد من 300 مقعد موزعة على المشاركين في الحوار.
وقال رئيس وفد الجمعية إلى الحوار خليل المرزوق قبل ساعات من عقد جلسة حوارية جديدة امس، إن «الأمانة العامة في الوفاق وافقت على اقتراح الفريق المفاوض بالانسحاب من الحوار وسترفع القرار إلى الشورى الذي سيتخذ القرار غدا (اليوم)». وأضاف «لن نحضر جلسة اليوم (أمس). حاولنا أن يكون الحوار جديا ولم نتمكن من ذلك».
وذكرت «الوفاق» في بيان على موقعها على الانترنت، أن «الأمانة العامة لجمعية الوفاق قررت الانسحاب مما أطلق عليه حوار التوافق الوطني الذي دشنته السلطات البحرينية مطلع تموز الحالي».
وأضاف البيان «أعلنت الوفاق البحرينية تبنيها للتوصية المرفوعة من فريقها المشارك في الحوار الذي أوصى في خطاب رفع إلى الأمانة العامة بالانسحاب مما يسمى بحوار التوافق الوطني بناء على مجموعة من الأسباب والمعطيات التي تبين للفريق أن هذا الحوار لن ينتج حلاً سياسياً جذرياً للأزمة البحرينية، بل أن مخرجاته معدة سلفاً وستزيد التعقيد في الأزمة السياسية في البحرين».
وأوضح البيان «قدم الفريق مذكرة تحدثت عن تمثيل الوفاق البحرينية في الحوار، والذي لا يتجاوز الـ1،6 في المئة فقط في حين تمتلك الوفاق حسب الأرقام الرسمية الدقيقة وفق آخر انتخابات أجريت قبل أشهر بأن تمثيلها يتجاوز الـ64 في المئة من أصوات الناخبين، وهو ما يكشف عن غياب فاضح للتمثيل الشعبي الحقيقي في هذا الحوار، بالإضافة إلى تشويه مخرجات هذا المنتدى إعلاميا، ما جعله يسير بوضوح باتجاه لا تقاطع فيه مع الرغبات والتطلعات الشعبية، ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة ألا تكون النتائج محل قبول وترحيب شعبي، وان الاستمرار في هذا الاتجاه سيفقد الحوار ونتائجه قيمتها في إحداث المصالحة وتحقيق الاستقرار السياسي الذي هو المطلب الأساسي من الحوار».
وتابع البيان «رأى الفريق: إننا نشعر أن وجودنا يستغل لتشويه معنى الحوار الوطني والتوافق الوطني، ولا يعدو كونه صورة مزيفة لمسمى الحوار الوطني، وهذا حتما سيعمق المأزق السياسي، حين يستغل وجودنا لتمرير نتائج مسبقة ومعدة سلفا، يتم إخراجها بصورة درامية، وهو أمر لا يقبل به شعبنا على أنه توافــق وطني وإرادة شعب، ويجب ألا نرضــى بها».
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) عن رئيس الحكومة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة قوله، خلال لقائه عددا من كبار المسؤولين بحضور رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح ورئيس مجلس النواب خليفة بن أحمد الظهراني، أن «ما حققته البحرين في نهجها الإصلاحي والتطويري تنظيميا ودستوريا ومؤسساتيا في عهد الملك (حمد بن عيسى آل خليفة) لا ينكره إلا مضلل لنفسه أو جاحد، فالنقلات الديموقراطية والتنموية والحضارية صارت عنوانا بارزا للعهد الميمون للملك، وغدت البحرين على إثرها مثالا يحتذى بانجازاتها وبشعبها».
وأعرب عن ارتياحه «لسير حوار التوافق الوطني والتي تؤكد كافة المشاهدات بأنه يسير في الطريق الصحيح باتجاه تحقيق الأهداف التي رسمها له الملك».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد