البحرين: ضحايا جـدد وتبادل طرد الديبلوماسيين بين المنامة وطهران
في الوقت الذي كانت جثث المفقودين البحرينيين الذين قدّر عددهم بنحو 75 مفقوداً، تظهر تباعاً لتشهد على وحشية قمع الثورة السلمية، كان النظام يستنفر، بمؤازرة خليجية عسكرية وسياسية، مصطلحات المؤامرة و«المخطط الخارجي»، ويعطي الطابع الطائفي لحركة احتجاجية واسعة تطالب بالتغيير الديموقراطي، فيما رفضت طهران من جهتها ربط «دعمها المعنوي» للمحتجين في البحرين بأي صفة مذهبية، مشيرة في هذا الصدد إلى «دعمها للشعب الفلسطيني».
وانضم نحو 2000 شخص لتشييع جنازة أحد ضحايا الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي ورددوا «فليسقط آل خليفة» وهم يلوحون بقبضتهم. وتجمع المشيعون وهم يرفعون اعلام البحرين والرايات السوداء في قرية بوري لدفن عبد الرسول الحجيري (38 عاماً) وهو أب لثلاثة ابناء فقد في الايام القليلة الماضية وعثر على جثته مساء أمس الأول حيث تعرض كما يبدو للضرب حتى الموت. وقال يوسف البوري قريب القتيل «نريد أن نعرف سبب هذه الجريمة البشعة ومن وراءها». وأضاف «هل قتل الناس الآن بسبب هويتهم؟ ما الذي سيصل إليه هذا البلد الآن؟ الخطف؟ الضرب؟ القتل؟».
وحاصرت سيارات الشرطة البحرينية وعربات عسكرية مدرعة مدخل قرية بوري لكنها لم تتدخل في الجنازة. وقالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أكبر تكتل شيعي معارض في البحرين إن الشرطة استدعت أسرة القتيل أمس الأول لتسلّم جثته من المستشفى، فيما زعمت السلطات أن «التحريات الاولية أفادت بان هناك شبهة جنائية في الوفاة».
كما شيّع البحرينيون جواد الشملان الذي عثر على جثته وعليها آثار طلقات نارية في المعدة، وقال عضو جمعية «الوفاق» الوطني الإسلامية إن الشملان اختفى بعد هجوم قوى الامن على دوار اللؤلؤة الأسبوع الماضي، وأضاف أن هناك 95 مفقوداً منذ بدء حملة قمع المحتجين وإن 20 منهم فقط تعتقلهم قوات الامن.
وقال الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إن «مملكة البحرين أفشلت مخططاً خارجياً عمل عليه لمدة لا تقل عن عشرين او ثلاثين عاماً». واضاف ان «المخطط الخارجي الذي استهدف البحرين حتى تكون الارضية جاهزة لذلك، وان نجح هذا المخطط في احدى دول مجلس التعاون فقد يعمّ هذه الدول». وتبادلت طهران والمنامة أمس الأول، طرد الدبلوماسيين مع تصاعد التوتر بينهما على خلفية الاضطرابات التي شهدتها البحرين.
وذكر ملك البحرين ان القوات الخليجية التابعة لدرع الجزيرة انتشرت في البلاد «ليس للقيام بدور حفظ النظام الداخلي، حيث ان هذه القوة قد شكلت بواجب الدفاع العام عن أي بلد من دول مجلس التعاون». وتوجه الملك الى ضباط قوة درع الجزيرة في البحرين قائلاً «هذا اليوم هو يوم عيد لرؤيتكم وحضوركم للقيام بالواجب على أكمل وجه وبأسرع ما يمكن وهذه هي عهود ومواثيق وثقتها المحبة والمودة بين شعوبنا وقيادتنا في المنطقة عبر السنين». وأشاد الملك «بالدور التاريخي لقوة درع الجزيرة في المشاركة في تحرير دولة الكويت الشقيقة».
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية للصحافيين رداً على اسئلة عن القوات السعودية والاماراتية التي تساعد حكومة البحرين ان «مجلس التعاون الخليجي يرفض اي تدخل في شؤونه الداخلية، وخاصة من ايران». كما نقلت قناة «العربية» الإخبارية عن السلطات البحرينية قولها إن «نظم تبادل معلومات استخباراتية ارسلت من إيران الى المعارضة البحرينية».
في هذه الاثناء، أفادت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية بأن «قطعاً من سفن القوة البحرية الكويتية» وصلت إلى شواطئ البحرين و«ذلك ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة».
من جانبه، قال رئيس الحكومة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إن البحرين «ستتجاوز... هذا الظرف وستخرج منه وهي أكثر قوة وأشد عزماً واصراراً». واضاف المسؤول الذي تطالب المعارضة باستقالته «شكراً لكل صوت انتصر للحق من المواطنين ولكل يد امتدت لتساند مملكة البحرين للخروج من الظرف الذي مرت به».
واعلنت وزارة الداخلية البحرينية ان الموقف الامني بشكل عام في المملكة «مطمئن ومستقر» مع عودة الحياة الى طبيعتها، وفق ما نقلته وكالة انباء البحرين الرسمية. وقالت الوزارة «هناك انتشار أمني مكثف في جميع محافظات المملكة مع تسيير الدوريات في جميع الشوارع والطرق»،.
وأكدت الوزارة انه «تمّت ازالة العديد من الحواجز والمتاريس والاسلاك الشائكة واعمدة الإنارة التي تم إتلافها من اجل استخدامها من قبل الخارجين عن القانون ببعض مناطق المحافظة الشمالية لإعاقة قوات الامن».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد