الكاريكاتور الإيراني يتحدث
لغة الحوار هي الاقوى
للكاريكاتور دور فعال في عرض الحقائق وملامسة الوقائع واظهار التناقضات والافصاح عما يدور خلف الستائر، وايضاح الحقيقة حلوة كانت أم مرة ومتابعة حثيثة لأدق التفاصيل وتناولها بعمق واسلوب لاذع لايخلو من السخرية ، لتحقيق مهمته في الوصول الى اكبر شريحة ممكنة وعند الحديث عن الكاريكاتور العالمي لابد وأن نقف مطولاً عند الكاريكاتور الايراني ، فالحديث عنه يحتاج الى مساحات كبيرة وصفحات من الاعجاب والتأثير والبوح الصادق .
مدارس متنوعة مفتوحة على عالم يختصر المسافات من خلال ايحاءات فلسفية لفنانين وحدتهم القضايا الانسانية والفكرية المتوغلة في عمق التاريخ.
ولقراءة المشهد الكاريكاتوري الايراني، لابد من الوقوف عند حالات عدة من التأمل والتعرف والفهم حسب بعض المعايير الفلسفية الفنية، والتي اوجدت - اي الحالات - قاعدة كبيرة من المهتمين والمتابعين وعشق وانحياز لفن تتمازج فيه روح الحرفة وموهبة تعبر تضاريس العمل دون ككل.
اساليب متعددة، وخيارات الطرح مبنية على اسس منهجية اكاديمية، ومن يقرأ الكاريكاتور الايراني، تأخذه الحاجة الى التفاعل بأشكاله كافة، من لون وتقنية وفكرة ومفردات متناسلة من عمق التاريخ، تخاطب العقل البشري من دون مزركشات ولا مساحيق .
التشاركية والتفاعل سمتان لابد وأن نلحظها في قراءة العمل الكاريكاتوري الايراني، وللاستفاضة اكثر والدخول في سراديب النص الكاريكاتوري، وقد كانت لنا وقفة مع شخصيتين فنيتين هامتين على مستوى الساحة الايرانية والعالمية، وحققنا نقلة نوعية هامة في تسويق كاريكاتور بلدهم الى العالم، وهذا ما يؤكد اهمية الفن في نقل رسالة الانسانية والتآخي ودعم السلام .
حول واقع الكاريكاتور العربي، وجهنا بعض الاسئلة لفنان الكاريكاتور الايراني مسعود شجاعي طباطبائي مدير بيت الكارتون ورئيس تحرير صحيفتي كيهان كاريكاتور وايران كارتون ومدير موقع ايران كارتون الالكتروني ، يقول طباطبائي : إني متفائل بمستقبل الكاريكاتور العربي ، وأرى بعض الاسماء الهامة التي برزت على الساحة العربية، ورغم قلة تلك الاسماء الا انه لابد من توسيع رقعة فن الكاريكاتور العربي وترويج ثقافته من خلال منهجية عمل حقيقية كتأسيس مراكز للتعليم بهدف مواكبة التطور العالمي لهذا الفن المتجدد دائماً.
وأضاف الفنان «مسعود» ان آلية العمل في بيت الكارتون الايراني تكمن في اقامة المعارض المحلية والدولية واستقطاب الاسماء الهامة لجعله منارة حقيقية لكل الفنانين الايرانيين ، اضافة الى اقامة دورات على مدى عامين للفئات العمرية كافة، ومنح المتعلمين شهادات تخرج، وتعد تلك استراتيجية هامة في الوصول الى العالمية، فلا يخلو مهرجان دولي من فوز ايراني بجائزة أو أكثر .
وبالنسبة لاقامة مسابقات حول الهولوكست والاحتلال وفلسطين ومعارض خاصة عن العراق ، هل تعنيكم القضايا العربية، أم ثمة حسابات اخرى..؟
إن لكل بلد طموحات خاصة ، وايران تدافع عن الحق وتسعى دائماً لنصرة المظلومين لأنها في الدائرة نفسها.
اما الجانب الآخر في الموضوع وبما يتعلق بتسليط الضوء على المعاناة العربية في فلسطين وبعض الأجزاء الاخرى، فهذه عقيدة تبنتها ايران، وسنبقى ندافع طالما نتعرض لحملات سياسية تقودها الولايات المتحدة والصهيونية العالمية، وأقول لك إن الهجمة ليست سياسية فقط، بل هناك بعض المواقع الكاريكاتورية الامريكية التي تحاول النيل ايضاً من خلال تشويه صورتنا في العالم، والمسألة لم تعد مجرد هجوم اعلامي ايضاً، بل الامر يتعلق بالوجود، والتأثير يأتي من خلال المعارض الهامة المقامة بفضل التعاون بين الجهات الثقافية كافة، معارض ذات مضامين قوية مؤثرة وهذا ما حصل في المعرض الذي اقمناه حول المحرقة النازية لليهود (الهولوكست)، فقد تلقينا بعض عروض لشراء الاعمال منها صحيفة (ELEMONODO) الاسبانية، وعرض آخر من مجلة فرنسية، فكان الرد سريعاً وواضحاً ورسالتنا كانت اذا اردتم شراء الاعمال فليس من حقنا، بل من حق الشعب الفلسطيني .
أما الفنان محمد حسين نيرومند، وهو عضو لجنة تحكيم في أكثر من مهرجان دولي ، فقد اكد غياب الكاريكاتور العربي بسبب تقوقعه، ولم يلمس اي تطور يذكر في الكاريكاتور العربي، اضافة الى حالة الضعف التي تغلف الفكرة وتحديداً عن طرح القضايا السياسية ورغم كل الاحداث التي تعد ذخيرة حقيقية للفنان وتجعله اكثر عمقاً من خلال الاحتكاك المباشر وملامسة الواقع، الا ان المواطن العربي يحتاج الى مشاركة فعالة اكثر في القضايا الجوهرية التي تمسه ، وربما هذه مشكلة في عدم المصالحة بين رسام الكاريكاتور وذخيرته من الناس واقترح «نيرومند» لاصلاح الامر باقامة مراكز تعليمية غايتها التأثر والتأثير بالوضع العام، واستغرب لماذا يتمتع الادب العربي بسمعة قوية وشهرة عظيمة بينما الكاريكاتور الذي يعد الاقرب الى تطلعات الناس وهمومهم يعيش على الهامش.
وعن واقع الكاريكاتور السوري، قال: إن اكثر من لفت نظره خلال السنوات الماضية هو الفنان علي فرزات وعدّه بوابة حقيقية للكاريكاتور السوري الى العالم كما أكد اهمية موقع الكاريكاتور السوري في التواصل وطرح كل ما هو مفيد وجديد .
وتمنى« نيرومند» مواصلة اللقاءات وتعزيز أواصر الصداقة مع رسامي الكاريكاتور السوريين والعرب، وهذا ما تمناه ايضاً الفنان «مسعود شجاعي» بتوسيع اللقاءات والتواصل اكثر .. ووجه في نهاية الحوار تحية الى السيد الرئيس بشار الأسد والى الشعب السوري الصامد في وجه الغطرسة الامريكية.
اخيراً ان الحديث عن الكاريكاتور الايراني كما ذكرنا سابقاً يطول، وما لمسته ، هو توحد المشاعر والارتقاء بهذا الفن العالمي .
الحديث عن الكاريكاتور هموم وشجون ومواصلة السير في طريق المتاعب امر لابد منه .
رائد خليل
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد