البحرين تحظر التجول ووزير الصحة يستقيل
أكد وزير الصحة البحريني المعين حديثاً، نزار البحارنة استقالته من منصبه الأربعاء، غير أنه لم يذكر سبب استقالته التي أكدها في رسالة نصية، كما أنه لم يرد على الاتصالات معه.
وجاء هذا التطور بعد أن أعلنت قوة دفاع البحرين الأربعاء، فرض حظر التجول في بعض مناطق المنامة لمدة 12 ساعة، اعتباراً من الساعة الرابعة ظهراً وحتى الرابعة فجراً، في خطوة جاءت بعد عمليات تطهير "دوار مجلس التعاون" و"اللؤلؤة" من المعتصمين.
وأعلنت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، في بيانها الرابع، إن الحظر يسري اعتباراً من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر، "ويسرى المنع في المنطقة الممتدة من جسر السيف ممتداً إلى الإشارة الضوئية قبل جسر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والمنطقة المحيطة بها من اليمين واليسار، ولمسافة 400 متر من الجانبين"، وفق ما نشرت وكالة أنباء البحرين "بنا."
ودعت القوة في بيانها إلى منع التجمهر أن التجمع أو عقد المسيرات أو الاعتصام في كافة أنحاء مملكة البحرين، وحتى تعود الأمور إلى طبيعتها.
وفي الأثناء، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية البحرينية، العميد طارق حسن الحسن، تعمد بعض الأشخاص دهس أفراد من قوات الأمن بالسيارات، مما أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن، وقد تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في الحادث.
وفي وقت سابق، اقتحمت قوات الأمن مستشفى "السليمانية" في العاصمة المنامة، وتعرضت بالضرب للطواقم الطبية، فيما هاجمت متظاهرين معتصمين في "دوار اللؤلؤة"، وفق شهود عيان.
وقال يوسف شرف، طبيب في "مجمع السليمانية" الطبي: "نحن محاصرون، ندعو قوات الأمن للبقاء خارج المستشفى، فهم يضربون الموظفين."
ومن جانبها، قالت فاطمة حجي، طبيبة أخرى بالمجمع: "نحن مجموعة صغيرة مختبئة، هذا مستشفى حكومي، كيف يحدث ذلك في منشأة طبية حكومية؟"
وقالت حجي إن شخصين توفياً بالمستشفى نظراً لعدم تمكن الأطباء من دخول المستشفى، مبدية خشيتها على المرضى الآخرين.
وكان التلفزيون البحريني قد عرض لقطات للمنشأة الطبية بعد "تحرير رهائن وإخلائها من قبل المعتصمين."
وفي وقت سابق: قال شهود عيان في البحرين إن قوات الأمن اقتحمت، صباح الأربعاء، "دوار اللؤلؤة" حيث يعتصم محتجون، وسمع دوي إطلاق نار متواصل من المنطقة التي تعالت منها سحب دخان كثيف وحلقت فوقها مروحيتين على الأقل.
وتعرضت خدمة شبكة الهواتف الخلوية في بعض المناطق للإرباك، في حين قامت قوات الأمن بإغلاق الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة، المنامة، وشكلت حلقة طوقت بها "مجمع السليمانية الطبي".
وفي الأثناء، نقل التلفزيون البحريني أن قوات الشرطة وصلت إلى "دوار مجلس التعاون" وأن كافة "المخربين" انسحبوا بعدما قاموا بإحراق بعض الخيام لإعاقة حركة قوات الأمن، دون حدوث التحام بين الجانبين.
ولم يتضح حتى اللحظة إذا ما نفذ الاقتحام من قبل قوات الأمن البحرين أو بمشاركة قوات "درع الجزيرة" الخليجية، التي وصلت قبيل يومين للمساعدة في حفظ الأمن في المملكة التي أعلنت سلطاتها، الثلاثاء، فرض حالة الطوارئ بشكل فوري لمدة ثلاثة أشهر.
كما أعلنت السلطات البحرينية تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات اعتباراً من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر.
وكانت قوات الأمن البحرينية قد أطلقت، الثلاثاء، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين في بلدة سترة بجنوبي البحرين ما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 150 آخرين بجروح وفقاً لما ذكرته مصادر طبية الثلاثاء، فيما ذكرت وزارة الداخلية البحرينية أن عنصراً في قوى الأمن قتل دهساً من قبل متظاهرين مناوئين للحكومة في منطقة المعامير أثناء تأديته مهام عمله.
وفيما أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية مقتل جندي من عناصر قوات الردع بالبحرين نفت السعودية والبحرين هذا الأمر، وذلك في بيانين نشرتهما وكالتي الأنباء في البلدين.
فقد أعلن مصدر رسمي في البحرين وفاة اثنين من المتظاهرين في مصادمات مع الشرطة في منطقة سترة بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ في المنامة فيما أعلنت وزارة الداخلية عن وفاة أحد عناصرها أثناء عمله في منطقة المعامير بعد دهسه عمداً بسيارة من قبل "أحد مثيري الشغب" وفقاً للبيان الرسمي.
وكان متظاهرون في دوار اللؤلؤة قد تحدوا الحظر ونظموا مسيرة جماهيرية من الدوار إلى السفارة السعودية في المنامة احتجاجاً على مشاركة الجنود السعوديون في درع الجزيرة بالبحرين.
من جهته، قال العضو البرلماني المستقيل من كتلة الوفاق الشيعية، عبد الجليل خليل، إن الوضع في البحرين "لا يحتمل خصوصاً ما يجري في سترة والمعامير والنويدرات" واصفاً ما يحدث بأنه "هجوم وحشي مسلح من قبل رجال شرطة بلباس مدني مدعوم من قبل مكافحة الشغب"، مضيفاً أنه تم "إطلاق نار وقتل اثنان من أهل سترة و50 جريح في حالة خطرة."
وتشهد المملكة الخليجية منذ 14 فبراير/شباط الفائت احتجاجات تدخل في سياقة سلسلة مظاهرات اجتاحت العالم العربي هذا العام للمطالبة بالتغيير والديمقراطية، نجحت في إسقاط نظامي تونس ومصر.
وخلال الاحتجاجات، نادى المعتدلون بنظام ملكي دستوري في حين ذهب المتشددون للمطالبة برحيل العائلة المالكة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد