غاز الشرطة البحرينية وسيوف الموالين يحولان بين المعارضة والديوان الملكي

انضمت الأجهزة الأمنية البحرينية أمس، إلى جموع الموالين للسلطة الذين احتشدوا بالأسلحة البيضاء، للحؤول دون وصول مسيرة ضمت عشرات آلاف المعارضين إلى الديوان الملكي في منطقة الرفاع، ما أسفر عن وقوع إصابات في اشتباكات تخللها استخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، فيما أرسلت واشنطن وزير الدفاع روبرت غيتس إلى المنامة في زيارة غير معلنة للتأكيد على دعمها النظام في بلد يضم قاعدة الأسطول الأميركي الخامس، ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة، وأعربت على لسان مسؤول يرافقه عن عدم اعتقادها بأن ايران تتدخل في دعم المعارضة البحرينية.
واندلعت اشتباكات بعد ساعات من المواجهة بين عشرات آلاف المتظاهرين المعارضين الذين انطلقوا في مسيرة باتجاه الديوان الملكي في منطقة الرفاع، حاملين الورود والاعلام الوطنية من جهة، وصفوف طويلة من شرطة مكافحة الشغب ومن خلفها موالون للحكومة حملوا السيوف والعصي والقضبان الحديدية والحجارة.
وبعدما أغلقت مئات عناصر الشرطة الشارع بالأسلاك الشائكة أمام المتظاهرين المعارضين، عاد بعض هؤلاء أدراجهم، فيما حاول البعض الآخر الالتفاف حول الحاجز. وتضاربت التقارير حول كيفية اندلاع الاشتباكات بين الطرفين، لكن أكثر من 700 شخص تمت معالجتهم من مشاكل تنفسية نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة، بحسب مسؤولين في المستشفيات، فيما أصيب آخرون بجروح جراء إطلاق الحجارة واستخدام الأسلحة الحادّة.
وذكرت وزارة الصحة البحرينية في بيان لها حول حالات الإصابات ان 17 مصاباً لا يزالون في المستشفيات، بينهم 6 حالات في مستشفى السلمانية، و11 حالة تحت الملاحظة في دائرة الحوادث والطوارئ.
وقال المتظاهر المعارض أحمد جعفر، الذي شارك في المسيرة، إن «الأسرة المالكة لديها قصور ومنازل كثيرة هنا. نحن مسالمون. نريد أن نتوجه إلى دارها ونطالب بحقوقنا». وأضاف «السلطة يجب ألا تكون في يد أسرة واحدة بل يجب أن تكون في يد الشعب»، فيما أكد متظاهر آخر يدعى حبيب ابريق أن المعارضين استخدموا السيارات الخاصة لنقل المصابين إلى المستشفيات.
وأشار شهود عيان، إلى أن مجموعات من الموالين هاجمت سيارات للمعارضين متجهة إلى منطقة الرفاع حيث الديوان الملكي، قبل ساعات من المسيرة، كما تعرض زجاج سيارة الصحافي البريطاني جوني ميلر، الذي يعمل لدى قناة «برس تي في» الايرانية، للكسر وهو في داخلها، من قبل عشرات المهاجمين الموالين الذين وجهوا الإهانات لمساعده البحريني. أما المحامي في مجال حقوق الإنسان محمد التاجر فقال «إنها عملية منهجية لإطلاق هؤلاء البلطجية وتهديد الشيعة والتصرف كداعمين للنظام الحاكم».
وكانت الدعوة إلى هذه المسيرة قد أثارت نوعاً من الانقسام في صفوف المعارضة البحرينية على خلفية المخاوف من تحوّل الحركة الاحتجاجية ضد النظام البحريني إلى مواجهات طائفية دموية بعد عدد من أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة، وحذر رجل الدين الشيعي عيسى القاسم، الذي يتمتع بشعبية واسعة، في خطبة الجمعة، المحتجين من الانزلاق في صراع طائفي يقوض حملة المعارضة للإصلاح السياسي.
في هذه الأثناء، وصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى المنامة في زيارة غير معلنة سابقاً، هي الأولى لوزير أميركي منذ بدء الاحتجاجت في 14 شباط الماضي، وتهدف إلى «طمأنة القادة في البحرين الى دعم واشنطن، مع التأكيد على ضرورة إجراء حوار مع مجموعات المعارضة»، حسبما اعلن المتحدث الرسمي المرافق لغيتس جيف موريل. وقال موريل إن غيتس «شعر بضرورة التوقف في المنامة لإجراء مباحثات مع ولي العهد والملك حول الأوضاع الحالية في المنطقة». من جهته، قال مسؤول رفيع المستوى يرافق غيتس إن «واشنطن قلقة ازاء الأوضاع في البحرين رغم عدم اعتقادها بأن البلاد على حافة ثورة»، مؤكداً ان «واشنطن لا تعتقد ان ايران تلعب أي دور في الاحتجاجات البحرينية المعارضة».
إلى ذلك، أعلنت المنامة أنها ستحقق في دعوات على شبكة الانترنت لتصفية 3 ناشطين بحرينيين معارضين، بعدما أشار إليها المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل. والناشطون الثلاثة هم، رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان (بشر) محمد المسقطي، وعضو الجمعية ناجي فتيل، وناشط آخر يدعى عبد الهادي الخواجة. وقالت المتحدثة باسم الحكومة البحرينية ميسون صبقر إن الحكومة «تدين وتستنكر التهديدات بالعنف ضد أي شخص وستحقق في هذه القضية تباعاً لذلك». وكانت الدعوات لتصفية الناشطين تضمنت على موقع «فيسبوك» ومواقع الكترونية أخرى صورهم وأرقام بطاقاتهم وعناوين سكنهم وعملهم.

المصدر: السفير+ وكالات