سلطة (بفتح السين وضمِّها)
أتفق مع السيد رئيس الحكومة على محبة البندورة، وأستنكر استنفار السيدة حكومة بشأن خاطر أزمة البندورة. فعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون للحياة في سورية غير طعم البندورة، لكن ليس للحكومة مصلحة في أن يتعرف الكادحون على طعوم أخرى غير الاشتراكية، وإلا فإن التوازن الطبقي سوف تهتز أركانه، وتهتز معها أركان الحكومة والحزب والأرض والسماء.. هذا بالنسبة لرؤية الحكومة، أما خوارج الأمة فهم يقولون بانتهاء الصراع الطبقي في سورية، وهذا يعني أحد أمرين: إما أن أحزاب الجبهة اليسارية قد أنجزت صراعها مع البرجوازية وانتصرت عليها، أو أنه لم تعد هناك رغبة باستمرار الصراع الطبقي بعدما صعد سادة اليسار إلى طبقة الأوزون، أي طبقة ما بعد الاشتراكية التي بشر بها الرفيق المقدس لينين عندما وعد الكادحين بمراحيض من ذهب.. وهذا ماتحقق لبعض أولاد المناضلين بعدماوصل آباءهم الكادحين إلى سن التقاعد ولم يعرفوا كيف يتصرفون بكل هذا الذهب الذي كنزوه ..
شخصياً، ومنذ أن كنت يافعاً، لم أكن أعتقد بوجود صراع طبقي عندنا (نكاية بوالدي البعثي) وإنما كنت أعتقد بمذهب صاحبنا حنا مينة في رواياته البحرية: بأن الأمر برمته ليس أكثر من سمك كبير وسمك سردين، وأن الكائنات تأخذ حظوظها بحسب اتساع فمها، وقوة أسنانها، لذلك نشهد كل يوم كيف تدخل أسراب السمك في جوف بعضها بينما يكتفي بعضها الآخر بالبندورة؛ ليس تعففاً وإنما لأن الطبيعة لم توفر لها أدوات الافتراس.. وأمام ذلك نتساءل: ما لحكومة الناب والمخلاب بمشكلة البندورة طالما أن رقابنا ممدودة لأنيابها.. ولا أقصد هنا السيدة وزارة المالية وضرائبها الإبداعية من جيوبنا الخلّبية، ولا مكتبها الإعلامي الذي لا يعرف من الإعلام سوى توزيع إعلانات الوزارة لمن.. ينفع.. وللحديث تتمة عن حكايات المالية السرية ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد