باكستان: تصاعد القلق الغربي من دور الإسلاميين في الإغاثة
بدأت المساعدات الواسعة النطاق التي تقدمها المنظمات الإسلامية لضحايا الفيضانات في باكستان بغياب الدور الحكومي المناسب، تثير قلقا متزايدا لدى واشنطن والأمم المتحدة، اللتين اعلنتا أمس، عن جهود مساعدة جديدة، فيما دافع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عن قيامه بجولة دولية في وقت ترزح فيه بلاده تحت وطأة كارثة طبيعية ادت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين.
واطلقت الامم المتحدة نداء لجمع 460 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لملايين المنكوبين من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان. وقال مسؤول الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جون هولمز موجها النداء في مقر المنظمة في نيويورك «امامنا مهمة هائلة علينا انجازها لتوفير كل ما يلزم في اسرع ما يمكن». ولفت هولمز الذي يقوم ايضا بمهام منسق المساعدات الطارئة في الامم المتحدة، الى ان حصيلة القتلى جراء الفيضانات منخفضة نسبيا بالمقارنة مع كوارث طبيعية كبرى اخرى، غير ان عدد المنكوبين والمتضررين «مرتفع بشكل استثنائي». وحذر من انه «اذا لم نتحرك بالسرعة المطلوبة، فقد يقضي الكثيرون نتيجة الامراض او الجوع».
واعتبر المبعوث الخاص للامم المتحدة الى باكستان جان موريس ريبير في حديث لصحيفة «لوموند» ان على الامم المتحدة مساعدة الحكومة الباكستانية في مواجهة الفيضانات للحيلولة دون زيادة نفوذ «المتطرفين الذين يريدون استغلال اسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد لمآربهم الخاصة». وقال «نامل جميعا الا يستغل المتطرفون هذه الظروف لكسب نقاط»، مضيفا انه «يمكن دائما استغلال بؤس الشعوب من قبل اشخاص لهم اطماع سياسية او عسكرية». واضاف «بالنسبة لنا المهم هو مساعدة السلطات الباكستانية على العمل معا وتحديد الاولويات وتنفيذها. انه افضل رد على الذين يريدون استغلال الكارثة لمآرب اخرى».
وقد دعت حركة طالبان الحكومة الى رفض المساعدة الاميركية مؤكدة انها قادرة على تقديم 20 مليون دولار لضحايا الفيضانات. واعلنت الولايات المتحدة على الاثر زيادة معونتها رافعة الى 55 مليون دولار اجمالي حجم مساعداتها العاجلة لضحايا الفيضانات في باكستان، احد اكبر حلفائها في «مكافحة الارهاب». وحذر مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون افغانستان وباكستان في واشنطن، انطوني كوردسمان من امكانية ان تؤدي جهود المساعدة من المنظمات الاسلامية إلى جعل «باكستان اكثر عرضة للتطرف» وقال ان «باكستان المتشددة تقوي خطر الارهاب».
من جهته، قال زرداري، في مقال نشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إنه اختار استخدام أسفاره «لتحريك المساعدات الأجنبية من مال ومعدات وطعام وخيم ورعاية طبية ومهندسين ومياه نظيفة وأدوية لشعبنا». وكانت جولة زرداري الخارجية خلال كارثة الفيضانات قد أثارت موجة من الغضب والانتقادات تجاهه في الداخل مع تراجع شعبيته لصالح منافسه نواز شريف.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد