شهب غزيرة ليلة 12 آب شرق دمشق
يستطيع هواة الرصد الفلكي في سورية منذ الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت مدينة دمشق ليلة 12/8/2010 حتى الساعة الثالثة فجراً رصد الهطل الشهابي لشهب البرشاويات الذي يصل إلى ذروته عند الساعة الواحدة فجراً.
وقال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وضاح مصطفى السواس: إن الشهب هي عبارة عن حبيبات ترابية تخترق الغلاف الجوي لكرتنا الأرضية ما يؤدي لاحتراقها وتبخرها نتيجة الاحتكاك على ارتفاع من110-80 كم عن الأرض وبذلك تشكل خطاً مضيئاً يتحرك بسرعة في السماء لثوان أو جزء من الثانية وهذا الهطل الشهابي ناتج عن مرور الأرض بالحزام الغباري للمذنب سويفت تتل المسبب لزخة شهب البرشاويات الذي شوهد أول مرة سنة 1969 قبل الميلاد ويستغرق لإكمال دورته حول الشمس 130 عاماً.
وتسير المذنبات الزائرة لمجموعتنا الشمسية أو ضمنها في مدارات متطاولة حول الشمس وأحياناً تخترق مسارات الكواكب ما يؤدي لاجتياز الكواكب الذيل الغباري والغازي للمذنبات وهذا ما يحدث لكوكب الأرض مع مذنب سويفت تتل بسبب الغلاف الجوي ودخول غبار الذيل تحدث الشهب.
ويتشكل الذيل الغباري أو الغازي أو كلاهما في بعض المذنبات من نواة المذنب الصلبة التي يصل قطر بعضها إلى 16 كم وينتج الذيل عن ضوء الشمس والرياح الشمسية المشحونة كهربائياً التي تدفعها عكس جهة الشمس ويبلغ طول ذيل بعض المذنبات أكثر من 150 مليون كم.
وسوف يتسنى لهواة الفلك أن يشاهدوا في جهة الشمال الشرقي للسماء برج يرشيوس البرشاويات هطلاً من الشهب ناتجاً عن اصطدام الحبيبات الترابية في بقايا ذيل المذنب ويبلغ قطر تلك الحبيبات من 1 ملم إلى 2 سم وبسبب أن الخيوط الغبارية غير موزعة للحبيبات الغبارية بشكل متساوٍ تعبر الأرض أماكن كثيفة بالغبار ما يؤدي إلى زخات شهابية وتتراوح سرعة الشهاب من 11- 72 كيلو متراً بالثانية في الغلاف الجوي للأرض.
وتختلف الألوان الناتجة عن هذه الزخات فالشهب التي يدخل تركيبها عنصر الصوديوم يكون لونها برتقالياً مصفراً والمغنيزيوم يكون لونها أزرق مائلاً للاخضرار، أما إذا احتوت ذرات الغبار على نسبة كبيرة من الحديد فإن لون الشهاب يكون أصفر. ويمكن مشاهدة من40 إلى 60 شهاباً في الساعة بعد منتصف الليل وقد تصل إلى مئة لكن ذلك يتعلق بمنطقة الرصد وبعدها عن التلوث الضوئي.
وتبدأ شهب البرشاويات بالظهور عادة في الفترة بين 17 تموز حتى 24 آب ويمكن مشاهدتها على حافة الأفق حيث تمسح الغلاف الجوي للأرض من الأعلى على هيئة قطعة حجر سقطت على مسطح مائي.
وذكرت مصادر جمعية هواة الفلك السورية في تصريح مماثل أن المذنب سويفت تتل ظهر آخر مرة في أواخر عام 1992م بعد غياب 130 عاماً هي مدة دورته حول الشمس ولقد خلف هذا المذنب نتيجة هذا الدوران حزاماً من الغبار والشوارد الناتجة عن انبعاثات المذنب عند اقترابه من الشمس وهذا الحزام له مدار حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض دورياً ونتيجة هذا التقاطع تمر الأرض بهذا الحزام ما يسبب احتكاك الغلاف الجوي بهذا الغبار الذي بدوره يولد زخات من الشهب التي يتم رصدها كل عام في جميع أنحاء الكرة الأرضية. وأوضحت المصادر أن الجمعية ستقوم برصد هذه الظاهرة وذلك في ناحية حران العواميد في محمية وديان الربيع في ريف دمشق لكونها مناسبة وبعيدة عن التلوث الضوئي.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد