أمير قطر في جنوب لبنان
تواصلت زيارة الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني إلى لبنان بجولة في الجنوب اللبناني، وتفقد بعض المناطق التي تسهم بلاده في تمويل مشاريع الاعمار فيها.
وتمثل هذه الزيارة أول زيارة لزعيم عربي إلى مناطق الجنوب اللبناني التي شهدت دمارا كبيرا في حرب عام 2006 ، ويمثل بعضها معاقل ومناطق نفوذ حزب الله اللبناني.
وقد انتقل الأمير القطري بطائرة هليكوبتر إلى المنطقة برفقة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان والتقيا هناك برئيس الوزراء سعد الحريري الذي تعد زيارته لهذه المنطقة أيضا أول زيارة له بعد تسلمه رئاسة الوزارة اللبنانية.
سجل حضور لافت لحزب الله الى جانب امير قطر ومنهم مسؤول الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق وعدد كبير من اعضاء مجلس النواب اللبناني عن حزب الله وحركة امل .
وقام الأمير القطري بجولة في بلدة بنت جبيل برفقة قرينته ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وامتدت الجولة لتشمل بلدات وقرى في الجنوب امثال بلدة دير ميماس وبلدة مصيلح حيث أقام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مأدبة غداء على شرفه، وبلدة الخيام وعيناتا وعيتا الشعب التي شهدت معارك شرسة في حرب عام 2006.
ووسط استقبال شعبي كبير تعهد امير قطر امام المحتشدين لاستقابله في بنت جبيل بالاستمرار في دعم ازدهار لبنان والعيش المشترك.
وقال " ما يزال لبنان يواجه الكثير من التحديات وهو اهل لمواجهتها، وعلى راسها تحدي اعمار المجتمع واعادة بناء المواطن، انها معركة لا يمكن تقسيم اللبنانيين فيها الى خاسر ورابح، فاما ان يكسبها اللبنانيون معا ويكسبها معهم العرب، او يخسروها جميعا ومعهم العرب ايضا".
وأضاف "ليس لدينا شك في ان لبنان قد اختار ان يواجه هذا التحدي ويكسب هذا النزال، ويعني هذا الخيار التمسك بعروبة لبنان، فهي التي تجمع اهله، وهي التي تربطهم بمحيطهم، كما يعني هذا الخيار التمسك بالمواطنة أساسا للانتماء لهذا الوطن الذي يتسع لكافة الديانات والمذاهب".
وتابع امير قطر "ليس لدينا شك في ان لبنان يعرف مصلحته، ويمكنه ان يتخذ قراره بحكمة وروية وقد وجدتم الدوحة والطائف وغيرهما من المدن العربية جاهزة لاحتضان لقاءاتكم لكنكم لن تحتاجوا لمثل هذا في المستقبل إن شاء الله".
وأضاف "سوف تجدوننا دائما داعمين لازدهار لبنان وتنميته ومساندين لصوت الحكمة والعقل والعيش المشترك لكل مواطنيه، لبنانيين عربا، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة".
من جهته أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أمله في أن يشدد أمير قطر على "تحصين اتفاق الدوحة ومثله اتفاق الطائف بهدف الحفاظ على وحدة لبنان وسلامه الأهلي".
لكن حزب الله أكد للضيف القطري أن اتفاق الدوحة معرض للتهديد بسبب ما يتردد بشأن اتجاه قرار الاتهام المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري والذي قد يتضمن أسماء عناصر من الحزب.
وقال النائب محمد رعد – الذي حضر بصفته ممثلا لامين عام حزب الله حسن نصر الله إن "الأزمة الداخلية التي عصفت بلبنان بعد حرب تموز انتهت بفضل اتفاق الدوحة، وان الاستقرار الذي شهده لبنان منذ ذلك الاتفاق معرض للتهديد عبر قرار ظني ظالم يحقق اهداف اسرائيل مجددا في لبنان".
وأشار الى ان "التسييس هو ألد أعداء الحقيقة، وإطلاق الحزب لناقوس الخطر هو لشعوره بخطر الفتنة التي يتم التحضير لها ".
يذكر ان عمليات اعادة الاعمار والترميم في الجنوب تقوم بها دول عدة بينها قطر والسعودية وايران والكويت والامارات العربية المتحدة وسوريا و تشمل مئات دور العبادة وآلاف الوحدات السكنية التي اصيبت خلال حرب 2006.
محمد نون
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد